هل يتم الاعتماد على وسائل تكنولوجية لتعداد قبائل الرحل في "إحصاء شتنبر"؟

قبل شهور قليلة على بدء عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى، تثار تساؤلات حول كيفية شمول هذه العملية قبائل الرحل التي تمتاز بنمط عيشها الغير المستقر.

وكشفت أرقام إحصاء سنة 2014 أن تعداد السكان الرحل بالمغرب سجل انخفاضا بلغ 63 في المائة، منتقلا من 68 ألفا و540 نسمة سنة 2004 إلى 25 ألفا و274 في إحصاء فاتح شتنبر؛ وهو ما يمثل سبعة لكل 10 آلاف نسمة من ساكنة المملكة.

وحسب الفصل الثالث من وحدات التكوين عن بعد التي وفّرتها المندوبية السامية للتخطيط للمترشحين والمترشحات للمشاركة في هذه العملية، فإن “إحصاء السكان الرحل، باستثناء الأسئلة التي تتعلق بمكان الإقامة ومكان ما قبل الإقامة الحالية ومكان الإقامة ليلة بداية الحجر الصحي والأسئلة المتعلقة بالتنقل إلى العمل، يتم اعتماد الأسئلة نفسها الموجهة للأسر المستقرة”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وفق المصدر عينه، يتم طرح أسئلة إضافية تناسب هذه الفئة، وهي التي تتعلق بـ “عدد الخيام التي تتوفر عليها الأسرة، وهل تتوفر على دار مبنية”.

وفي المقابل، تطرح تساؤلات حول كيفية رصد هذه الفئة الرحالة التي تعيش على وقف الجفاف وندرة المياه؛ ما يعطي احتمالات تفيد بـ”تسارع تنقل الرحّل بحثا عن الماء”، أم سيتم الإبقاء على الطرق التي تمت سنة 2014، من خلال جمع المعطيات عبر شيوخ وزعماء القبائل.

وتقول أرقام إحصاء 2014 إن ثلاثة أرباع السكان الرحل بالمغرب يتوزعون في أقاليم تنغير وميدلت وأسا الزاك والراشيدية، ويعرف توزيعهم شكلا متوسّطا في أقاليم كلميم وتازة وزاكورة وبوجدور وطرفاية”؛ فيما تضعُف حلقة التوزيع في أقاليم طانطان والسمارة وأوسرد وفكيك وكرسيف وتارودانت ووادي الذهب ىوأكادير إداوتنان وتازة وتيزنيت وسيدي إفني واشتوكة أيت باها والعيون وتاونات وإفران وجرادة، وشيشاوة.

وضرورة استخدام الاستخدام الأقمار الاصطناعية، وحتى الدرونات، وسيلة مقترحة من قبل عبد الجليل حسيني، مسؤول ومشارك سابق في إحصاء 2014، لتتبع مكان وجود الأسر الرحّالة.

وأضاف حسيني، ضمن تصريح لهسبريس، أن إحصاء الرحّل يعد مهمة صعبة بشكل كبير بسبب عدم استقرارهم في مكان محدد، على خلاف الأسر في المناطق القروية والحضرية، موردا أن “هنالك بعضا من هذه الأسر التي ترفض التجاوب مع جامعي معطيات الإحصاء”.

وأورد المتحدث عينه أن جمع المعطيات يمكن أن يكون أيضا عبر شيوخ وزعماء القبائل الرحّالة الذين سيكونون “وسطاء” في هذه العملية، وهي الطريقة التي “سهّلت عملية إحصاء هذه الفئة سنة 2014”.

ولفت حسيني إلى أن “هذه السنة التي تعرف الجفاف، ويتوقّع أن يتنقّل الرحل بشكل سريع عن السابق، تتطلب خرائط دقيقة، تظهر بشكل واضح مكان تواجدهم حسب الفترات المناخية الراهنة، ويمكن أيضا الاستعانة بأرشيف من المعلومات الجغرافية عن مناطق تواجدهم”.

وشدد المتخصص في الحسابات الرياضية الإحصائية على أن “جمع المعلومات من شيوخ وزعماء القبائل تبقى الوسيلة الأنسب والأيسر لإحصاء الأسر الرحّالة هذه السنة”، مردفا أن “المعلومات عندهم تكون مضبوطة، ومن المهم ربط علاقات جيدة معهم وتشجيعهم في الانخراط في هذه العملية”.

واقترح المتحدث استخدام تقنية ” ERDAS IMAGINE” لرصد الأسر الرحّل، التي تمكّن من تدقيق صور الأقمار الاصطناعية من خلال “التجزئة الدلالية”، والتي “تسهّل عملية رصد وتحليل وتدقيق صور الأقمار الاصطناعية، وتخفف عناء العمل اليدوي الذي يتطلب الكثير من الوقت فقط لتحديد الموقع الجغرافي”، وفق تعبيره.

ومن بين المقترحات الأخرى التي طرحها حسيني هي “الاستعانة بالتقنيات التي يتم بها رصد الطيور المهاجرة من قبل العديد من الدراسات العلمية، والعديد منها تم بالمغرب”، مؤكدا أن “هذه حلول يمكن اللجوء إليها أيضا لإحصاء الرحّل المغاربة بسهولة وتبديد صعوبات الرقع الجغرافية الواسعة للغاية”.

واعتبر المتحدث عينه أن ” استعمال اللوحات الذكية أمر محمود، وسيكون له أثر جيد على بنك المعلومات التي يتم جمعها حول جميع فئات المجتمع”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أيام | 4 قراءة)
.