موجات حر غير مسبوقة تضرب العواصم الكبرى في العالم.. 300 مليون شخص يعانون

تشهد أكبر عواصم العالم موجات حر غير مسبوقة، إذ تُظهر دراسة حديثة أن هذا الاتجاه الخطير يأتي نتيجة ارتفاع درجات الحرارة الشديدة خاصة في آسيا، بحسب ما ذكرته شبكة «سي إن إن».

ارتفاع درجات الحرارة بنسبة 52% أفاد تحليل صادر عن المعهد الدولي للبيئة والتنمية (IIED)، بأن أكثر 20 مدينة مكتظة بالسكان في العالم، والتي يقطنها أكثر من 300 مليون شخص، شهدت زيادة بنسبة 52% من ارتفاع درجات الحرارة خلال الثلاثين عامًا الماضية.

وأظهرت الدراسة أنه من بوينس آيرس في الأرجنتين إلى باريس في فرنسا، تسجل العواصم الكبرى المزيد من الأيام شديدة الحرارة مع مرور كل عقد؛ بسبب ارتفاع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناجمة عن الأنشطة البشرية، هذا الارتفاع يشكل تهديدات كبيرة لصحة الإنسان والاقتصادات والبنية التحتية.

,قال تاكر لانديسمان، كبير الباحثين في المعهد الدولي للبيئة والتنمية (IIED)، في بيان صحفي: «تغير ليس تهديداً مستقبلياً فحسب، بل إنه يحدث بالفعل ويتفاقم بمرور الوقت».

وأضاف: «في جيل واحد فقط، شهدنا زيادة مقلقة في عدد الأيام شديدة الحرارة التي تؤثر على بعض أكبر عواصم العالم، هذا الوضع يتفاقم بفعل تأثير الجزر الحرارية الحضرية، حيث تستبدل المدن الأراضي الطبيعية بالطرق والمباني التي تحتفظ بقدر أكبر من الحرارة».

تشتعل نصف أكبر عواصم العالم وشهدت المدن الآسيوية، التي تمثل حوالي نصف أكبر عواصم العالم من حيث عدد السكان، زيادات كبيرة في خلال السنوات الأخيرة، ما يعكس اتجاهًا واضحًا في موجات الحر عبر القارة، من جنوب شرق آسيا إلى الصين والهند.

وتواجه تواجه تحديات فريدة في مجال التغيرات المناخية، بفعل ارتفاع عدد سكانها، والفقر، ونسبة عالية من السكان الذين يعيشون في المناطق المنخفضة المعرضة للفيضانات، وتأثرها بارتفاع مستوى سطح البحر والكوارث الطبيعية الأخرى.

نيودلهي تتصدر قائمة المدن الأكثر سخونة، حيث سجلت أكثر من 4222 يومًا فوق 35 درجة مئوية خلال العقود الثلاثة الماضية، ما يجعلها أكثر المدن تأثرًا بهذه الظاهرة مقارنة بأي مدينة أخرى.

ما أضرار ارتفاع درجات الحرارة؟ وفي نهاية مايو، شهدت منطقة العاصمة في دلهي ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة، حيث وصلت إلى 49.

9 درجة مئوية (121.

8 درجة فهرنهايت)، وهي أعلى درجة حرارة مسجلة في المدينة على الإطلاق، وهذا الارتفاع أثر بشكل كبير على شبكة الكهرباء وإمدادات الطاقة في الهند، واستمرت الحرارة عالية حتى خلال الليل، ما تسبب في عدم توفر الراحة الكافية للسكان.

والعواصم الآسيوية مثل جاكرتا وسيول وبكين تشهد زيادات كبيرة في أيام الحر الشديد، مع تأثيرات قاتلة على الفئات الأضعف التي قد تعاني من غياب الإمكانيات للهروب من الحرارة المرتفعة، ما يزيد من خطر حدوث حالات وفاة بين السكان المهمشين.

وارتفاع درجات الحرارة يسبب أضرارًا بالغة على الاقتصادات والزراعة وتربية الماشية، كما يقلل من إنتاجية العمال، خاصة في المناطق التي لا تتوفر فيها مكيفات هواء، ويحتاج العمال في هذه الأماكن إلى فترات راحة إضافية، لتجنب تعرضهم للإجهاد الحراري.

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 2 أيام | 3 قراءة)
.