«رحمة على روح ابني».. سيارة «عم حربي» في خدمة مرضى السرطان دون مقابل

وجه عليه علامات الشقاء، وابتسامة تفسدها لمحة حزن تطل من عينيه، يلمحها بوضوح كل من يقابله، شعور بالرضا يملأ قلبه وينعكس على تصرفاته وسبل الخير التي يسلكها، مرضاة لله وتيسيرًا على العباد.

محنة الفقد عاشها حربي كمال، 55 عامًا، برحيل ابنه بعد معاناة مع ، ليقرّر الأب المكلوم تخصيص سيارته لخدمة المرضى غير القادرين، دون مقابل.

يحكي «عم حربي» أنه كان يشعر بطعنة سكين في قلبه مع كل ألم يشعر به ابنه في المستشفى، وكانت صرخات المرضى حوله تحرّك مشاعره، فيرى دموع الأهالي وهم ينتظرون أبناءهم في ، ويبحثون عن مواصلات في أوقات متأخرة من الليل أو في الصباح الباكر، بخلاف معاناتهم بسبب تكاليف العلاج الباهظة، ليقطع عهدًا على نفسه إذا تيسر حاله وامتلك سيارة سوف يخصّص ساعات خلال اليوم لتوصيل المرضى بالمجان.

رحل الابن، وظل «عم حربى» متذكّرًا عهده، الذى نفّذه فور امتلاكه سيارة، باتت مصدر رزقه الوحيد: «ماكنتش متخيل إن ربنا هيكرمنى كده»، يقولها موضحًا أنه منذ أن لصق على السيارة رقم هاتفه ومواعيد عمله، لم يتأخر عن خدمة مريض، وشعر مقابل هذا العمل الطيب بستر من الله في مواقف كثيرة لا تُحصى.

«الدعوة أهم من الفلوس»، هكذا يرى «عم حربى»، مؤكدًا أن الدعوات التي تخرج من أفواه المرضى وذويهم، هي الرزق الحقيقي الباقي، وأنه حين يقود سيارته يتخيل أنه على طريق الجنة، ويأمل أن يصل إليها في يوم من الأيام.

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 4 أسابيع | 3 قراءة)
.