تندوف تغلي بعد جريمة قتل طفل .. انفلات أمني ومطالب بتدخل دولي

في تطور جديد يكشف الانفلات الأمني الذي تعيشه مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، التي تديرها البوليساريو، اهتزت المخيمات الصحراوية، أول أمس، على وقع جريمة قتل راح ضحيتها طفل في مقتبل العمر بدائرة الكويرة في مخيم أوسرد، بعد تعرضه لطعنات قاتلة من طرف مجموعة من الجناة.

وحسب المعطيات التي استقتها جريدة هسبريس الإلكترونية من مصدر مطلع فإن الجريمة وقعت إثر مشاداة كلامية بين الضحية ومجموعة من رفقائه داخل أحد الأكشاك بالمخيم سالف الذكر، انتهت بتوجيه عدة طعنات إلى الضحية على مستوى الرأس والبطن والكلى، ليسقط في بركة من الدماء، قبل أن يتم العثور على جثته في صباح اليوم التالي، فيما لاذ الجناة بالفرار.

بينما أشار مصدر هسبريس إلى أنه “جرى التعرف على خمسة من مرتكبي الجريمة، ومازال ثلاثة آخرون في حالة فرار”.

من جهته قال منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف اختصارا بـ”فورساتين”، إن “الطفل المغدور ينتمي إلى قبيلة لبيهات”، مسجلا أن “أصابع الاتهام تشير إلى العصابات المسلحة التي تغزو المخيمات منذ فترة، وتتقاتل في ما بينها بالرصاص الحي، ويُرجح أنها توظف الأطفال الصغار في عملياتها المشبوهة، من نقل المخدرات للزبائن، أو جلب الأخبار، أو التجسس على بعضها البعض، وهو أمر أفسد الأطفال وأبعدهم عن الدراسة وجعلهم أدوات بين تلك العصابات، وغالبيتهم أصبحوا مدمنين”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وأوضح المنتدى ذاته أن “الجرائم بالمخيمات استفحلت ووصلت إلى حد لا يطاق، فبعد سرقة ممتلكات السكان، والسطو على خيامهم، وتوظيف الشباب في التهريب الدولي، جاء الدور على الأطفال والفتيات ليكونوا ضحايا جدد لفشل جبهة البوليساريو في تأمين المخيمات، وتغاضيها المقصود عن الشبكات الإجرامية وأنشطتها المشبوهة، قبل أن تصبح المخيمات ساحة للحرب والاتجار بالبشر وفضاء للعنف والتدمير والانتقام”.

فشل أمني تفاعلا مع الموضوع قال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، ناشط صحراوي، مسؤول عسكري سابق في البوليساريو، إن “المخيم الذي وقع فيه الحادث هو من أصغر المخيمات، وبالتالي فتأمينه ليس صعبا”، مشيرا إلى أن “هذه الجريمة هي الشجرة التي تغطي الغابة، فمنذ فترة والحوادث تتكرر، إذ لا يمكن إخراج ما وقع عن الوضع الأمني العام الذي تعيشه مخيمات تندوف، والذي يسوء يوما بعد يوما”.

وأوضح ولد سيدي مولود، ضمن تصريح لهسبريس، أن “هذا الواقع الأمني الجديد يكشف في الحقيقة تقهقر سلطة جبهة البوليساريو، التي أوكلت إليها الجزائر إدارة المخيمات وفقدانها تأثيرها وكل مقومات هذه السلطة”، لافتا إلى أن “المخيمات أصبحت حسب بعض المعلومات سوقا لحبوب الهلوسة والمخدرات، وهذا ينطوي على خطورة كبيرة بالنسبة لأمن المجتمع الصحراوي”.

وخلص المسؤول العسكري السابق في جبهة البوليساريو إلى أن “الوضع داخل المخيمات لا يبشر بالخير ومرشح للانفجار في أي لحظة، خاصة في ظل تكرر حوادث تبادل إطلاق النار بين العصابات التي تنشط في هذه المنطقة، وظهور أنماط وسلوكات إجرامية جديدة غير مألوفة أمام ضعف سلطة الضبط القضائي للبوليساريو، وتراجع قدرتها في ضمان أمن الأرواح والممتلكات”.

تدخل دولي من جهته قال رمضان مسعود، رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بمدريد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “هذه الحوادث التي تشهدها مخيمات تندوف بشكل متكرر هي نتيجة الانفلات الأمني الذي تعرفه منذ سنوات، وتنامي أنشطة العصابات الإجرامية التي تتزعمها بعض القيادات الانفصالية، وضعف سلطة أجهزة البوليساريو في ضبط الأمن”.

وأضاف مسعود أن “المخيمات شهدت العديد من الحوادث في السنوات الماضية، التي تكشف عن حقيقة الوضع الأمني الهش في تندوف، وتصاعد أنشطة عصابات تهريب المخدرات والمحروقات، بتواطؤ مع قيادات البوليساريو التي تغض الطرف عن هذه الأنشطة الإجرامية التي راح ضحيتها العديد من الصحراويين شبابا وأطفالا”، مسجلا أن “الجمعيات الحقوقية طالما دقت ناقوس الخطر ونبهت المجتمع الدولي إلى خطورة هذا الوضع على أمن وسلامة الصحراويين”.

ودعا رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بمدريد المنتظم الدولي والمنظمات الإنسانية إلى “التدخل من أجل حماية ساكنة المخيمات، والأطفال منهم على وجه الخصوص، من النتائج المترتبة على حالة الانكشاف الأمني هذه”، محملا مسؤولية هذا الوضع للدولة الجزائرية التي تستضيف البوليساريو على أراضيها، وتقع هذه الجرائم فوق ترابها الوطني دون تدخل منها.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 2 قراءة)
.