دراسة تسلط الضوء على تحديات التداريب السريرية لطلبة التمريض بالمغرب

سلطت دراسة حديثة لباحثين مغاربة الضوء على التحديات التي يواجهها طلاب التمريض أثناء تداريبهم السريرية، والتي أجملوها في “الفجوة بين النظرية والممارسة، والبيئة السريرية غير الداعمة، ونقص الإشراف والدعم، والجدولة غير المناسبة للتدريب الداخلي”.

الفجوة بين النظرية والممارسة نبّهت الدراسة، التي أشرف عليها الباحثون هند الصفدي وعبد الرحيم خياطي وعمر عبيدي ومحمد رديد ونُشرت بمجلة “Opennursingjournal”، إلى ما وصفته بـ”عائق كبير” واجهه 34 طالبا ممرضا ينتمون إلى السنتين الثانية والثالثة من قسم الرعاية التمريضية بالمعهد العالي لمهن التمريض وتقنيات الصحة بالدار البيضاء (عيّنة الدراسة)، أمام تعلّمهم السريري.

ويرجع ذلك العائق، وفق ما أكده طلبة في مقابلات مع معدّي الدراسة، إلى “ارتباكهم نتيجة الفروقات بين النظرية التي تم تعلمها في الفصل الدراسي وتطبيقها في الممارسة السريرية، وذكروا أن ما يلاحظونه في الممارسة العملية غالبا ما يتناقض مع ما يتعلمونه من الناحية النظرية؛ ما يجعلهم يميلون إلى تقليد ما يفعله فريق التمريض، وإن كان ينحرف عما تم تعلمه نظريا”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} البيئة السريرية غير الداعمة يرى الطلاب المستجوبون أن البيئة السريرية في كثير من الأحيان “لا تدعم تعلمهم، بحيث تفتقر إلى فرص التعلم ذات الصلة، نتيجة سرعة وتيرتها الراجع بدوره إلى كثرة المرضى أو الحالات العاجلة؛ ما يحول دون التمكن من طلب توضيحات من الممرضات المنهكات، فيما وجد آخرون أنفسهم في حالات أخرى مغايرة، حيث عدد المرضى قليل مقارنة بعدد الطلبة”.

فضلا عن ذلك، اعتبر الطلاب أن الاندماج مع فريق التمريض “مهمة صعبة”، حيث إنهم تلقوا غالبا تعليمات “متناقضة” من فرق مختلفة، فضلا عن “ضعف جودة الترحيب” في اليوم الأول مما يعيق اندماج الطلاب مع الفريق التمريضي.

وفي البيئات السريرية، اشتكى المتدربون أيضا من عدم وجود مساحات مخصصة لهم؛ مثل غرف تغيير الملابس والفصول الدراسية، مشيرين إلى أنهم في بعض الأحيان لا يستطيعون العثور على مكان لارتداء ملابسهم، حيث لا يُسمح لهم بالقيام بذلك إلا في غرف تغيير الملابس الخاصة بالموظفين.

نقص الإشراف والدعم تحدّث الطلبة الممرضون عينة الدراسة أيضا عن “ضعف أو غياب المشرفين في معظم البيئات السريرية”، مشددين على حاجتهم إلى الدعم والتوجيه، خاصة خلال الأيام الأولى من كل تدريب داخلي، لشرح إجراءات الرعاية، وإظهار التقنيات، ومراقبة مهاراتهم السريرية، وتقديم تعليقات بناءة.

وأظهرت نتائج الدراسة ذاتها أن الممرضات غالبا ما يرافقن المتدربين؛ غير أن أولويتهن هي رعاية المرضى، الأمر الذي لا يترك لهن سوى القليل من الوقت لإجراء مناقشات مع الطلاب.

جدولة غير مناسبة للتدريب سلط المشاركون في الدراسة الضوء على التحدي المتمثل في التنقل لمسافات طويلة إلى المراكز المخصصة للتداريب السريرية، “حيث يستغرق الأمر وقتا طويلا، إذ يتعين على المتدربين الاعتماد على وسائل متعددة من وسائل النقل العام كل يوم؛ ما يؤدي إلى إهدار كبير للوقت والطاقة.

ونتيجة لذلك، يتأخر المشاركون غالبا عن مواعيدهم؛ وبالتالي ضياع فرص تعليمية مهمة بينما يواجهون أحيانا عقوبة بسبب تأخرهم”.

بالإضافة إلى ذلك، اشتكى طلاب التمريض من أن جدولة التدريب الداخلي في الصباح والدورات في فترة ما بعد الظهر تشكل تحديا، خاصة عندما يكون التدريب السريري بعيدا عن المؤسسة، فضلا عن أن مدة التدريب ليست دائما كافية لتحقيق أهداف التعلم وتطوير المهارات السريرية اللازمة، مقترحين تنظيم الجدول الزمني بشكل أشبه بنظام المدارس الداخلية.

وخلصت الدراسة ذاتها إلى “الحاجة إلى الابتكار التربوي لتحويل التعلم في الفصول الدراسية إلى تجربة أكثر فائدة وتماسكا تتوافق مع واقع البيئة السريرية، وتعزيز الإشراف السريري ودعم الطلاب من خلال تنفيذ نماذج إشراف منظمة وموجهة، عبر التعاون وإنشاء فضاءات للتبادل بين الطلبة وفرق التمريض”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 3 قراءة)
.