هل أدوات الضغط على حركة حماس فعالة؟

هل أدوات الضغط على حركة حماس فعالة؟

أفرط وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن كثيرا بحديثه المتكرر عما أسماه "العرض السخي" المقدم لحركة المقاومة ، وكرر القول بضرورة أن تقبل الحركة بهذا العرض، محملا إياها المسؤولية عن التبعات، حال رفضها العرض الأمريكي الذي أُلبس عباءة مصرية.

تصريحات بلينكن رافقته في كل محطة من محطات زيارته السابعة للمنطقة في الرياض وعمّان وفلسطين المحتلة، فالضغوط الأمريكية أراد لها بلينكن أن تكون ذات أثر مزدوج على اعتبار أن العرض السخي مقرون بوساطة مصرية ودعم عربي، وتهديد بارتكاب مزيد من المجازر باجتياح رفح.

أدوات الضغط الأمريكي على المقاومة الفلسطينية متعارضة الأثر، إذ تمثل تحديا للولايات المتحدة الأمريكية وللوسيط المصري، فالتهديد بالهجوم على رفح تهديد بإيذاء النفس كونه يمثل امتدادا للفشل العسكري الإسرائيلي شمال قطاع ووسطها، مضافا إليه الأثر الإنساني ورود الفعل الدولية على الجرائم المرتكبة، فضلا عن الآثار الأمنية المباشرة على مصر وعلى سائر الجبهات المشتعلة في البحر الأحمر وشمال فلسطين بالقرب من الحدود اللبنانية، وأخيرا هناك أثر سياسي لغياب الرؤية السياسية التي تمكن من تحقيق الحوكمة المناسبة للمعابر دون المقاومة ونفوذها.

أدوات الضغط الأمريكي على المقاومة الفلسطينية متعارضة الأثر، إذ تمثل تحديا للولايات المتحدة الأمريكية وللوسيط المصري، فالتهديد بالهجوم على رفح تهديد بإيذاء النفس كونه يمثل امتدادا للفشل العسكري الإسرائيلي شمال قطاع غزة ووسطها، مضافا إليه الأثر الإنساني ورود الفعل الدولية على الجرائم المرتكبة، فضلا عن الآثار الأمنية المباشرة على مصر وعلى سائر الجبهات المشتعلة في البحر الأحمر وشمال فلسطين بالقرب من الحدود اللبنانية.

فاقم الأثر المتعارض لهذه الأدوات فشل الولايات المتحدة في رسم ملامح سردية متماسكة، تسمح بتفعيل أدوات الضغط العسكري والسياسي، امتد أثره نحو اشتباك دولي واسع، شاركت فيه جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية، وانضمت إليها تركيا مؤخرا، كما شاركت فيه نيكاراغو بتقديم شكوى ضد ألمانيا، التي تعد أحد أكبر الداعمين للفاشية الإسرائيلية، إلى جانب كولومبيا التي قطعت علاقتها بالاحتلال، وعدد من الدول الأوروبية التي قيدت مبيعات الأسلحة للكيان الإسرائيلي، وأخيرا المخاوف والهواجس من إصدار أوامر اعتقال من محكمة الجنائية الدولية لنتنياهو، وقادة الحرب في الكيان الإسرائيلي.

أدوات الضغط الأمريكية والإسرائيلية ومن خلفها الأوروبية، بدت متخلفة وبدائية معكوسة الأثر، إذ ارتدت على شكل تظاهرات اجتاحت شوارع المدن الأوروبية وأمريكا، محولة ساحات أكثر من 200 جامعة أمريكية إلى ما يشبه ميادين للاحتجاج والتوعية بجرائم الاحتلال وداعميه، امتد أثرها إلى الجامعات الأوروبية، وباتت محركا لحراك دولي وإنساني أوسع تبنى السردية الفلسطينية؛ فيما يعد هزيمة استراتيجية للماكينة الإعلامية الغربية الداعمة للاحتلال والمدججة بالتكنولوجيا والمال.

رغم ذلك كله، فإن أمريكا وإسرائيل لم تستغنيا عن استهداف المدنيين شمال قطاع غزة وجنوبه، أملا في سلخ الحاضنة الاجتماعية عن المقاومة، وهو تكتيك لا تتوافر له بدائل بعد لأمريكا وإسرائيل، ما دفعهما لتجريم الاعتصامات في الجامعات الأمريكية، ومحاولة قمعها وتحييدها من المشهد السياسي بالكامل.

وهذه أداة بأثر مزدوج قاتل للاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية، إذ سرعان ما تغذي الحراك العالمي المعارض للاحتلال وللولايات المتحدة وللدول الأوروبية الداعمة للكيان المحتل في عدوانه على قطاع غزة، وتهشم صورة هذه الأطراف كقوى ديمقراطية داعمة لحرية التعبير وحقوق الإنسان.

أداة بأثر مزدوج قاتل للاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية، إذ سرعان ما تغذي الحراك العالمي المعارض للاحتلال وللولايات المتحدة وللدول الأوروبية الداعمة للكيان المحتل في عدوانه على قطاع غزة، وتهشم صورة هذه الأطراف كقوى ديمقراطية داعمة لحرية التعبير وحقوق الإنسان أدوات الضغط الأمريكية الإسرائيلية لم تقتصر على التهديد بالعمل العسكري، ورفع وتيرة القتل والمجازر في قطاع غزة، بل وعبر أدوات إعلامية وشراكات مع عدد من الدول المتبنية للأجندة الأمريكية، تحت غطاء التطبيع والسلام الأمريكي كرؤية بديلة للمقاومة الفلسطينية ومحاصرة سرديتها؛ وهي أداة معطوبة الأثر بسبب طبيعة الاحتلال الفاشية، وأجندة اليمين الإسرائيلي التي تضعف هذه المخططات وتفقدها مصداقيتها.

أخيرا لجأت أمريكا لرصيدها الاستراتيجي، زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، فقام بزيارة الإمارات العربية المتحدة في محاولة للضغط على المقاومة بالقول؛ إن هناك بدائل يمكن التعامل معها داخل الكيان المحتل الفاشي لا تقتصر على نتنياهو وسموتريتش، ويمكن تسويقها عربيا ودوليا لمحاصرة المقاومة وتمرير الأجندة الأمريكية مجددا.

ختاما.

.

أدوات الضغط الأمريكي على حركة حماس متعارضة الأثر، ومحدودة الفاعلية قياسا بتداعياتها على مكانة أمريكا وأوروبا والكيان الإسرائيلي، فهي وإن أطالت الحرب والعدوان فإنها لن توقف النزيف السياسي والاستراتيجي للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين والإسرائيليين، العاجزين عن حسم المعركة عسكريا، فضلا عن حسم خياراتهم السياسية استراتيجيا.

منوعات      |      المصدر: عربي 21    (منذ: 2 أسابيع | 2 قراءة)
.