تحديات مشتركة تدفع المغرب وباكستان إلى تطوير التعاون الأمني والاستخباراتي

مُواصلة لمسار تعزيز التعاون الأمني الدولي وتعزيز التنسيق العملياتي مع الدول الشريكة للمغرب، استقبل عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني،  الأربعاء، محمد سامي الرحمان، سفير جمهورية باكستان الإسلامية بالمغرب، حيث تباحثا الطرفان حول سبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين”؛ فيما أفاد مصدر أمني أن هذه المباحثات تعكس انخراط المؤسسات الأمنية المغربية في تفعيل الشراكات الثنائية ومتعدة الأطراف على هذا المستوى.

من جهتهم، سجل مهتمون أن طبيعة التحديات المشتركة التي يواجهها البلدان وتقارب وجهات نظرهما بخصوص عدد من الملفات الإقليمية والدولية وانخراطهما الفعال في الجهود الدولية الرامية إلى مواجهة الظاهرة الإرهابية أضف إلى ذلك الوزن الجيو-سياسي للرباط وإسلام أباد في محيطهما الإقليمي كلها عوامل تدفع هذين البلدين إلى تعزيز وتوطيد علاقاتهما الثنائية وتبادل الخبرات والتجارب والمعلومات وبالتالي التأسيس لشراكة أمنية نموذجية تخدم الأمن والاستقرار في العالم.

انخراط مغربي وشراكة نموذجية البراق شادي عبد السلام، خبير دولي في إدارة الأزمات وتحليل الصراع وتدبير المخاطر، قال إن “هذا اللقاء يندرج في إطار الانخراط الكامل للمديرية العامة للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني في الجهود الدولية لترسيخ التعاون الأمني بمختلف أشكاله، لا سيما محاربة الإرهاب والأنشطة الرديفة المرتبطة به”، مضيفا أن “التعاون الأمني والاستخباراتي بين المغرب وباكستان يشكل أحد أهم المحاور الدولية الداعمة للمجهودات متعددة الأطراف لمحاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة والانفصالية والمنظمات الإجرامية العابرة للحدود”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وأوضح البراق، ضمن تصريح لهسبريس، أن “التجربة المغربية في المجال الأمني والاستخباراتي المشهود لها دوليا والمرتكزة على الاستراتيجية الوطنية الشاملة لمكافحة الإرهاب بناء على مقاربة واضحة المعالم تعتمد على التنمية الاقتصادية والبشرية وتعزيز القدرات البشرية وتنمية الوعي الأمني ورفع كفاءة الأجهزة الأمنية وتعزيز التعاون والتنسيق مع مختلف الجهات الفاعلة يجعلها محط تقدير عال واهتمام كبير من مختلف دول العالم التي تعاني من ظاهرة الإرهاب”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “المغرب وباكستان يتقاطعان في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، بتحدياتها الجيوسياسية والأمنية والاقتصادية.

كما أن البلدين منخرطان في العديد من الهيئات والمنظمات الدولية المهتمة بالتعاون الأمني مكافحة الإرهاب”، مسجلا في هذا الصدد أن “البلدين يواجهان تهديدات مشتركة من الجماعات المتطرفة؛ وبالتالي فتطوير استراتيجية مشتركة بينهما أصبح اليوم ضرورة لمأسسة التعاون الأمني وتطوير التعاون الإستراتيجي وتبادل المعلومات الاستخباراتية وتعزيز القدرات المشتركة في مجال الأمن السيبراني والتعاون الثنائي في مجال حماية البنية التحتية الحيوية ومكافحة الهجمات السيبرانية”.

وخلص إلى أن “العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين المرتكزة على أواصر تاريخية عريقة يُعززها الموقف الباكستاني الواضح من الوحدة الترابية للمملكة المغربية وكذا الوضع الجيوسياسي المتميز للبلدين هي كلها مؤشرات تؤكد أن تعزيز كل أشكال التعاون بين الرباط وإسلام أباد والعمل على وضع خارطة طريق واضحة المعالم من أجل الرقي بهذا التعاون إلى شراكة نموذجية أصبح ضرورة استراتيجية تفرضها العديد التحديات الإقليمية والدولية”.

تحديات مشتركة واستراتيجية أمريكية تفاعلا مع الموضوع ذاته، قال محمد شقير، باحث في الشؤون الأمنية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي الثنائي بين الرباط وإسلام أباد يجد له أولا تفسيرا في طبيعة التحديات المشتركة التي يواجهها كلا البلدين والمرتبطة بتمدد الظاهرة الإرهابية والامتداد المكاني لتهديدات التنظيمات الإرهابية التي لم تعد تقتصر على فضاء دون آخر”.

وسجل شقير، في تصريح لهسبريس، أن “البلدين يشكلان قوتين إقليميتين ولاعبين أساسيين في معادلة الأمن الدولي وعضوين في التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب؛ وبالتالي فإن وضعهما هذا يجعلهما مستهدفين من طرف بعض الجماعات الإرهابية”، موضحا أن “تعزيز التعاون بين المملكة المغربية وجمهورية باكستان الإسلامية لا يقتصر فقط على الشق الأمني بل أيضا على الشق العسكري من خلال مشاركة جيوشهما النظامية في المناورات متعددة الجنسيات وزيارات عدد من المسؤولين العسكريين في هذا البلد إلى المغرب من أدل الدفع بهذا التعاون”.

وسجل المتحدث ذاته أن “النموذج الأمني المغربي والثقة والسمعة اللتين حصدهما على المستوى الدولي من خلال رهان مجموعة مع الدول على التعاون مع المؤسسات الأمنية والاستخباراتية المغربية من أجل مواجهة التطرف والإرهاب أو تأمين التظاهرات والأحداث الكبرى يشكل هو الآخر عاملا من العوامل التي تدفع باكستان هي الأخرى إلى تكثيف وتطوير علاقتها الأمنية مع الرباط من أجل تبادل الخبرات والمعلومات والمواجهة المشتركة والاستباقية للتهديدات الممتدة في الزمان والمكان”.

وبين الباحث في الشؤون الأمنية أن “تقارب وجهات نظر البلدين تجاه مجموعة من الأزمات والقضايا في العالم يسهل تطوير العلاقات الأمنية بينهما، أضف إلى ذلك أن الرباط وإسلام أباد من أهم الحلفاء الاستراتيجيين بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية كجزء من استراتيجية واشنطن لمحاربة الإرهاب؛ وبالتالي فإن هذا المعطى هو الآخر يدفع البلدين إلى الرهان على تعزيز علاقاتها ذات البعد الأمني من أجل تدعيم أسس الأمن والاستقرار، سواء في محيطهما الإقليمي أو الدولي”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 2 قراءة)
.