قيادي بحركة فتح: مصر لعبت دورا مهما في تغيير مواقف دولية كثيرة تجاه الاعتراف بفلسطين

أكد د.

أيمن الرقب، القيادى الفلسطينى بحركة فتح وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن «الفيتو الأمريكى» الأخير ضد قبول دولة فلسطين عضواً كامل العضوية فى الأمم المتحدة، كشف عورة الأمريكان وزيفهم.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن الاحتلال الإسرائيلى يخشى حصول «فلسطين» على عضوية كاملة بالمنظمة الدولية لأنها ستبدأ وقتها محاكمته وترسيم الحدود معه.

وأوضح «الرقب»، خلال حواره مع «الوطن» إلى أن القانون الدولى يمنح الفلسطينيين حق التقدم بطلبات أخرى حتى الحصول على العضوية الكاملة.

وأشاد القيادى الفسطينى فى هذا السياق بالدبلوماسية المصرية ودورها المهم جداً فى تغيير مواقف دولية كثيرة تجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

.

وإلى نص الحوار: هل تشهد الساحة الدولية والأممية حالياً زخماً حقيقياً وغير مسبوق بالفعل باتجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومنحها عضوية كاملة بالأمم المتحدة؟ - بعد 76 عاماً من إدارة العالم للصراع دون وضع رؤية لحله، وخاصة بعد أحداث 7 أكتوبر، وبعد أن رأى العالم إجرام الاحتلال وارتكاب المجازر والإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطينى، بدأ هناك حراك، وتصدر المشهد دول كثيرة كان من أبرزها إسبانيا، وبلجيكا، وجنوب أفريقيا، وغيرها من الدول التى رأت ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

ورأينا الموقف الفرنسى الذى كان داعماً للاحتلال ويتحدث عن تشكيل ناتو عربى لمواجهة المقاومة، ثم تغير هذا الموقف، ووافقت فرنسا فى مجلس الأمن مؤخراً على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وكان هذا التغير مهماً جداً.

وبصراحة لعبت الدبلوماسية المصرية دوراً مهماً جداً فى تغيير مواقف دولية كثيرة من ضمنها الموقف الفرنسى، والآن بدأ يشعر الكثيرون بضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

ونحن تقدمنا عام 2011 لمجلس الأمن للحصول على عضوية كاملة، ولكن القرار لم يحصل على الـ9 أصوات اللازمة للموافقة الأولية عليه، وبالتالى لم يذهب للتصويت.

وذهبنا بعدها للجمعية العامة لنُمنح عام 2012 صفة «دولة مراقب» فى الأمم المتحدة.

وهذه المرة قررت الدبلوماسية الفلسطينية التوجه لمجلس الأمن لاستغلال الدعم الدولى المطالب بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وإن كنت أرى أن التوقيت كان خاطئاً، وأنه كان بإمكاننا الانتظار حتى نهاية الانتخابات الأمريكية فى نوفمبر، نظراً لأن هذا الأمر حساس للأمريكان.

ورغم ذلك فقد حصلنا هذه المرة على 12 عضواً موافقاً، وامتناع بريطانيا وسويسرا، وجاء الفيتو الأمريكى الذى منع هذا القرار.

هل يضع «الفيتو الأمريكى» الأخير فى مجلس الأمن ضد الاعتراف بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين فى الأمم المتحدة، حداً لهذا الزخم، أم يزيد المطالبين بهذا الحق إصراراً؟ - الفيتو الأمريكى بصراحة كشف عورة الأمريكان، لأنهم كانوا يتحدثون عن نيتهم فى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكن تراجعوا عن ذلك بشكل واضح، وهذا بصراحة كشف زيفهم.

ومتابعة لما حدث بعد ذلك، إسبانيا على سبيل المثال طلبت من دول أوروبية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والزخم الأوروبى مهم جداً، ولدينا أكثر من 140 دولة تعترف بنا، ودول أخرى ستعترف بنا، رغم تحريض الاحتلال الإسرائيلى بأن أى اعتراف أو دعم للفلسطينيين فى ظل هذه الظروف هو «دعم للإرهاب»، لكن كما نقول فإن هذا الأمر (والفيتو الأمريكى) ليس نهاية المطاف، وبالإمكان التقدم بطلب ثانٍ وثالث ورابع حتى نحصل على حقنا وعضويتنا الكاملة بالأمم المتحدة، وهذا حق يمنحنا إياه القانون الدولى.

ما الآثار السياسية والقانونية لمساعى الاعتراف من جانب واحد بالدولة الفلسطينية، سواء من جانب دول أو الأمم المتحدة؟ - عندما نسعى للحصول على عضوية كاملة فى الأمم المتحدة، فإن ذلك يُحقق هدفين، أولاً: تحقيق انتصار معنوى للشعب الفلسطينى، بأننا أصبحنا إعلامياً ومعنوياً دولة فى الأمم المتحدة.

وثانياً، وهو السبب الذى يجعل الإسرائيليين يخشون من أن نحصل على عضوية كاملة، وهو أننا سنبدأ بمحاكمة الاحتلال ومقارعته دبلوماسياً فى المكان الذى شُرعن به الاحتلال وهو الأمم المتحدة، وسنطالب العالم بأن ينفذ الشق الثانى من قرار التقسيم.

ونقول إن هناك دولة عضواً بالأمم المتحدة، هى إسرائيل تحتل أراضى دولة أخرى عضو فى الأمم المتحدة هى فلسطين.

ونطالب بترسيم الحدود بيننا، وهنا سيكون بيننا وبينهم محاكم، وسيتعين تحديد على أى قرار سيتم الترسيم، هل على أساس قرار التقسيم رقم 181 أم قرار وقف إطلاق النار 242، وهنا ستكون لدى الاحتلال مشكلة، وإذا أقرت حتى حدود الدولة على أساس قرار 242 سيكون مطلوباً من الاحتلال الانسحاب من هذه الأراضى.

وسنطالب لاحقاً بأن يتم إصدار قرارات استناداً إلى الفصل السابع وهو استخدام القوة لإلزام أى طرف يفسد هذا الأمر وينشر الخلل فى السلم والأمن الدوليين.

ولذلك الاحتلال يسعى لإجهاض هذه المحاولة، لكن إذا حصلنا على العضوية الكاملة فهذا بالفعل سيكون بمثابة انتصار سياسى وحراك دبلوماسى، قد يطول سنوات ولكن بالتأكيد سيكون إيجابياً.

تراجع الأمريكان - الأمريكان كانوا يتحدثون عن أنهم قد يعترفون بالدولة الفلسطينية قبل عدة أسابيع، لتحريك عملية السلام، وهم الذين عجزوا خلال أربع سنوات عن عقد مؤتمر دولى للسلام.

ورغم كل ذلك تراجعوا بشكل كامل ورأيناهم يتحدثون أن الوصول إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يتم بالمفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.

وهم يدركون أن المفاوضات معطلة بشكل كامل، وآخر محاولة أمريكية لإحياء المفاوضات كانت فى أبريل 2014 أى قبل قرابة 10 سنوات، ومن أفشل هذا الجهد نتنياهو شخصياً، وقد تباهى وصرح بذلك بشكل واضح.

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 2 أسابيع | 3 قراءة)
.