برنامج لترميم مفوضية أمريكا في طنجة

قامت المؤسسة الوطنية للحفاظ على التراث التاريخي بإدراج مجمع دبلوماسي بارز في الخارج ضمن قائمتها السنوية “للأماكن التاريخية الـ 11 الأكثر تعرضًا للاندثار في أمريكا”.

ويتعلق الأمر، وفق بلاغ صحافي توصلت به هسبريس، بالمفوضية الأمريكية في طنجة، المعلم التاريخي الوطني الوحيد للولايات المتحدة الموجود في الخارج، وأول ملكية حكومية أمريكية في الخارج يتم تصنيفها مهددة بالاندثار من قبل الصندوق الوطني.

وأضاف البلاغ ذاته أنه “نظرًا لدورها الفريد في تاريخ الولايات المتحدة، تم الإعلان عن إدراج المفوضية الأمريكية في طنجة في المتحف الوطني للدبلوماسية الأمريكية في وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وشدد المصدر نفسه على أن المباني العريقة في طنجة ترمز إلى الصداقة الطويلة بين الولايات المتحدة والمغرب، التي بدأت عام 1777 عندما أصبح السلطان محمد الثالث أول رئيس دولة يعترف بالأمة الأمريكية الوليدة بينما كانت تقاتل بريطانيا العظمى في حرب الاستقلال، وقد استعمل المجمع القديم لمدة 140 عامًا كبعثة دبلوماسية أمريكية.

وبإطلالتها على مضيق جبل طارق، يورد البلاغ، تدمج المفوضية الأمريكية بطنجة بشكل أنيق بين الطرازين المعماريين المغربي والإسباني، غير أن هذا الرمز التاريخي للدبلوماسية الأمريكية في حاجة ماسة إلى الترميم للحفاظ على دوره المستمر كمركز ثقافي وتعليمي نابض بالحياة يزوره عشرات الآلاف من المغاربة والأمريكيين ومن شمال إفريقيا وغيرها كل عام.

ولا تزال الولايات المتحدة تمتلك العقار الذي أهداه السلطان في أوائل القرن التاسع عشر، إلا أنه لم يعد يستخدم للأغراض الدبلوماسية ويفتقر إلى التمويل الكافي للصيانة، وقد أدى الانهيار الأخير لمبنى مجاور، إلى جانب تاريخ النشاط الزلزالي في المنطقة، إلى إغلاق مكتبة المفوضية ونقل القطع الأثرية والكتب القيمة.

وأطلق الصندوق غير الربحي للحفاظ على كنوز الولايات المتحدة الدبلوماسية في الخارج مرحلة جديدة في حملته لجمع 10 ملايين دولار من الأموال الخاصة لترميم المفوضية والحفاظ عليها، وذلك نظرًا لهذه التحديات، وإدراج المفوضية في قائمة أكثر 11 مكانًا تاريخيًا معرضًا للخطر.

وقالت أندريا كوكرين تريسي، المديرة التنفيذية لصندوق الحفاظ على البيئة: “يجب أن تتنافس المفوضية على الموارد مع البعثات الدبلوماسية النشطة التي لا يتوفر لها تمويل كافٍ للصيانة”.

وأضافت أن “الحفاظ على تراثها النابض بالحياة يوفر فرصة مناسبة لأولئك الذين يقدرون الدبلوماسية الثقافية والحفاظ على الهندسة المعمارية لتكريم مكانتها التي لا مثيل لها في تاريخ أمتنا”، ويمكن تقديم التبرعات لترميم مبنى المفوضية من خلال https://fundtoconserve.

org/how-to-support/.

يشار إلى أنه منذ عام 1976، تم تأجير العقار لمعهد المفوضية الأمريكية للدراسات المغربية (TALIM) بطنجة، الذي يدير المجمع كمتحف ومكتبة أكاديمية ومركز ثقافي، حيث تشمل برامج “TALIM” التعليمية محو الأمية والتدريب على المهارات للنساء، بالإضافة إلى الأنشطة الثقافية للمقيمين والزوار.

وقال ريتشارد فيرما، نائب وزير الخارجية، إن مفوضية طنجة هي رمز قوي للدبلوماسية الأمريكية والعلاقات طويلة الأمد مع العالم الإسلامي، مؤكدا أن “المفوضية بحاجة إلى المساعدة، وهذا الإدراج سيجلب الاهتمام والموارد اللازمة، مما يضمن استمرارها في الازدهار كمركز نشط يثمن الصداقة بين بلدينا”.

وانضمت إلى فيرما كل من كارول كويلين، الرئيسة المديرة التنفيذية للصندوق الوطني للحفاظ على الموروث التاريخي، ويوسف العمراني، سفير المملكة المغربية لدى الولايات المتحدة.

وفي هذا السياق، صرحت كويلين بأن “إدراج هذا الموقع في القائمة الـ 11 الأكثر تعرضًا للاندثار يسلط الضوء على الامتداد العالمي التاريخي للدبلوماسية الأمريكية”، مضيفةً أن “المفوضية الأمريكية بطنجة، التي يديرها معهد طنجة الأمريكي للدراسات المغربية (TALIM)، أصبحت الآن مركزًا ثقافيًا مهمًا ومتحفًا ومكتبة بحثية يستفيد منها الجميع، ويمثل المبنى نفسه أيضًا قرونًا من الصداقة بين الولايات المتحدة والمغرب.

ولذلك، يجب الحفاظ على المفوضية الأمريكية في طنجة لما تمثله”.

ويتكون مجمع المفوضية الأمريكية من خمسة طوابق و45 غرفة، يقع بشارع أمريكا في المدينة القديمة في طنجة، كما يعد بمثابة سفارة أمريكية وقنصلية ومقر إقامة رسمي لسفراء الولايات المتحدة لدى المملكة المغربية، حيث لعبت هذه المعلمة دورًا رئيسيًا في التاريخ العسكري والاستخباراتي للولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، وتحديدًا عملية الشعلة تحت قيادة الجنرال دوايت أيزنهاور.

يشار إلى أن مؤسسة سميثسونيان، بالتعاون مع “TALIM”، قامت مؤخرًا بتصميم برنامج جديد لتحسين متحف المفوضية الأمريكية بطنجة لتعزيز مهمة المفوضية التي استمرت 200 عام في تعزيز الديمقراطية والدبلوماسية بين البلدين، كما تم تمويل البرنامج من قبل السفارة الأمريكية في الرباط بالمغرب.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 4 قراءة)
.