حماس تستعدّ لتقديم ردّها على مقترح هدنة جديد في غزة

حماس تستعدّ لتقديم ردّها على مقترح هدنة جديد في غزة

القدس (أ ف ب) – حضّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء حماس على قبول مقترح ينص على وقف لإطلاق النار في غزة والإفراج عن رهائن، فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الجيش الإسرائيلي سيشنّ هجوما بريا في رفح "مع أو بدون" هدنة مع حركة حماس في قطاع غزة.

نشرت في: 30/04/2024 - 10:55آخر تحديث: 30/04/2024 - 20:39 وبعد السعودية والأردن، وصل بلينكن إلى إسرائيل في إطار جولة جديدة في الشرق الأوسط ضمن مساعي التوصّل إلى هدنة في القطاع الفلسطيني المحاصر وسط أزمة إنسانية كبيرة.

وحض بلينكن في تصريح لصحافيين في إحدى ضواحي العاصمة الأردنية عمّان حركة حماس على القبول سريعا بمقترح الهدنة مؤكدا "لا مزيد من التأخير ولا مزيد من الأعذار.

إن وقت العمل حان الآن".

وأضاف "نود أن نرى في الأيام المقبلة هذا الاتفاق يتم تنفيذه".

في الأثناء، تنتظر دول الوساطة رد الحركة الإسلامية على مقترح الهدنة لأربعين يوما والتي تشمل الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية.

وهو مقترح اعتبره بلينكن الاثنين "سخيا جدا من جانب إسرائيل".

لكنّ نتانياهو يؤكّد أن الهجوم على رفح ضروري لهزيمة حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ العام 2007، وتحرير الرهائن.

وقال خلال لقائه ممثلين لعائلات الرهائن، وفق ما نقل عنه مكتبه "فكرة أننا سنوقف الحرب قبل تحقيق كل أهدافها غير واردة.

سندخل رفح وسنقضي على كتائب حماس هناك مع أو بدون اتفاق، من أجل تحقيق النصر الشامل".

وأطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي تحذيراته رغم معارضة الكثير من العواصم العربية والغربية ومنظمات إنسانية عملية برية في رفح معربة عن تخوّفها من وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين في حال شن هجوم على هذه المدينة التي لجأ إليها مليون ونصف مليون فلسطيني.

وشدد على أن "أي قرار، سواء في لاهاي أو في أي مكان آخر، لن يقوض تصميمنا" متحدّثا عن تحقيق المحكمة الجنائية الدولية (ومقرها لاهاي) بشأن الحرب في غزة والاحتمال الذي ذكرته "نيويورك تايمز" بأن المحكمة ستصدر مذكرات توقيف في حق قادة إسرائيليين بينهم نتانياهو، ومن حركة حماس.

بدوره، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء من أن أي هجوم عسكري إسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة سيشكل "تصعيدا لا يحتمل"، كما اعرب عن "قلقه العميق" إزاء اكتشاف مقابر جماعية في المستشفيين الرئيسيين في قطاع غزة، ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل.

وبعد اجتماع عُقد الإثنين في القاهرة مع ممثلي مصر وقطر اللتين تقودان جهود الوساطة إلى جانب الولايات المتحدة، غادر وفد حماس العاصمة المصرية إلى الدوحة لدراسة مقترح الهدنة الأخير، حسبما أفاد مصدر من الحركة الإسلامية وكالة فرانس برس.

وقال المصدر "نحن معنيون بالرد بأسرع وقت ممكن"، في وقتٍ أفاد موقع قناة "القاهرة الإخباريّة" المقرب من الاستخبارات المصريّة بأنّ وفد حماس "سيعود" إلى القاهرة مع "ردّ" مكتوب على هذا المقترح.

ويأتي هذا المقترح بعد أشهر من الجمود في المفاوضات غير المباشرة الرامية إلى إنهاء الحرب بعدما تم التوصل إلى هدنة لمدة أسبوع في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، سمحت بالإفراج عن حوالى 105 رهائن لدى حماس من بينهم 80 إسرائيليا ومزدوجي الجنسية في مقابل 240 أسيرا فلسطينيا لدى إسرائيل.

وعلى هذا الصعيد، قال مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة فرانس برس الثلاثاء إن الحكومة الإسرائيلية ستنتظر حتى "مساء الأربعاء" رد حركة حماس على مقترح هدنة في غزة قبل إرسال وفد إلى القاهرة لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار.

الثلاثاء، استهدفت ضربات جوية رفح وخان يونس المجاورة ومدينة غزة في شمال القطاع، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

وبحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، قتل 47 شخصا على الأقل خلال 24 ساعة عبر قطاع غزة.

في مخيّم النصيرات الواقع في وسط القطاع الذي غالبا ما يتعرّض للقصف، كان سكان يزيلون الأنقاض بأيديهم العارية بحسب صور لوكالة فرانس برس.

وقال بلال شلبي وهو أحد الناجين "سنعيد البناء من جديد بمساعدة الشباب والأطفال.

جيل مماثل يصعب كسر عزيمته وإرادته.

سيعيد البناء بالتأكيد".

في 7 تشرين الأول/أكتوبر، نفذت حماس هجوما في إسرائيل أسفر عن مقتل 1170 شخصا، معظمهم من المدنيين، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيليّة رسميّة.

وخطف أكثر من 250 شخصا ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفّي 34 منهم وفق مسؤولين إسرائيليّين.

ردا على الهجوم، تعهّدت إسرائيل القضاء على حماس التي تعتبرها الدولة العبريّة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي "منظّمة إرهابيّة".

وأدّى هجومها على غزّة إلى مقتل 34535 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق حصيلة نشرتها وزارة الصحّة التابعة لحماس الإثنين.

وتطالب حماس بوقف دائم لإطلاق النار قبل أي اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن، وهو ما ترفضه إسرائيل.

وقال عضو المكتب السياسي لحماس وعضو فريق التفاوض في الحركة زاهر جبارين إن الحركة تطالب ب"وقف إطلاق نار دائم والانسحاب من قطاع غزة، وعودة النازحين ووضع موعد زمني واضح في بدء الإعمار والتعويضات، والوصول إلى صفقة تبادل حقيقية ترفع الظلم عن أسرى وأسيرات الشعب الفلسطيني، خاصة أسرى غزة".

وفي الأردن، شهد بلينكن الثلاثاء انطلاق أول قافلة شاحنات أردنية محمّلة بالمساعدات وموجهة إلى قطاع غزة عبر معبر إيريز (بيت حانون) الذي أعادت إسرائيل فتحه.

ووصل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الثلاثاء إلى إسرائيل حيث التقى نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.

وبعدما تحمّلت برد الشتاء، تعاني الأسر النازحة في رفح الآن ارتفاع درجات الحرارة وخطر انتشار الأمراض، مع حرمانها من المياه الجارية.

وقال الفلسطيني أبو طه الإثنين وهو يقف في مستشفى النجار أمام جثث أقاربه "نطلب من العالم كلّه أن يدعو إلى هدنة دائمة، هذا يكفي".

وتصل المساعدات الدولية التي تخضع لتفتيش صارم من السلطات الإسرائيلية بكميات ضئيلة عبر معبر رفح بشكل رئيسي، لكنها تبقى غير كافية نظرا إلى الحاجات الهائلة لسكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.

وتمارس الولايات المتحدة ضغوطا على إسرائيل لتسهيل دخول المساعدات عن طريق البر، كما بدأت إنشاء رصيف عائم قبالة ساحل غزة بهدف استيعاب المساعدات التي تصل بالسفن.

في هذا السياق، أعلن الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس الثلاثاء أنه يتوقع أن ينجز الرصيف العائم على ساحل غزة الخميس.

على صعيد آخر، رفضت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة طلبا قدّمته نيكاراغوا تطالبها فيه باتخاذ إجراءات عاجلة بعد اتهام ألمانيا بانتهاك اتفاقية 1948 لمنع الإبادة الجماعية بتزويدها إسرائيل أسلحة تستخدمها في حربها مع حماس في غزة.

وأوضحت المحكمة "ترى المحكمة أن الظروف التي عرضت على المحكمة ليست على النحو المطلوب ولا تستدعي اتخاذ تدابير عاجلة".

© 2024 AFP © 2024 فرانس 24 - جميع الحقوق محفوظة.

لا تتحمل فرانس 24 مسؤولية ما تتضمنه المواقع الأخرى.

عدد الزيارات معتمد من .

ACPM المحتوى الذي تريدون تصفحه لم يعد في الخدمة أو غير متوفر حاليا.

الوكالات      |      المصدر: فرانس 24    (منذ: 2 أسابيع | 4 قراءة)
.