الخبير العسكري اللبناني هشام جابر لـ«الأسبوع»: تهديد إسرائيل باجتياح رفح «ابتزاز».. وحزب الله لن يكسر «قواعد الاشتباك»

الخبير العسكري اللبناني هشام جابر لـ«الأسبوع»: تهديد إسرائيل باجتياح رفح «ابتزاز».. وحزب الله لن يكسر «قواعد الاشتباك»

حدد الخبير العسكري اللبناني، العميد الركن، الدكتور هشام جابر، آفاق التهديدات الإسرائيلية المتعلقة بـ«اجتياح مدينة رفح الفلسطينية» وكيف تفكر في مخطط الاقتحام، ومدى واقعية السيناريوهات المطروحة.

.

موضحًا لـ«الأسبوع» أن «الهجوم على رفح ورقة ضغط تبتز بها إسرائيل مصر والولايات المتحدة الأمريكية، في المفاوضات، الجارية، حتى الآن، دون نتائج إيجابية».

أوضح الخبير العسكري اللبناني الشهير، الذي يرأس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، أنه «رغم اتخاذ إسرائيل قرار اجتياح رفح، رسميًّا، لكن لم يتم تحديد التوقيت، بعدُ، كما لا توجد خطة واضحه لإجلاء أكثر من مليون و500 ألف من أهالي قطاع غزة، عقب نزوحهم لرفح الفلسطينية.

بمعنى أصح، لا توجد خطة للاجتياح، فهو كارثة إنسانية غير مسبوقة.

مستنقع لجيش الاحتلال، إذا حصل وتقدم».

«إسرائيل ليس لديها معلومات دقيقه عن الأنفاق الأرضية في قطاع غزة، أو عن أماكن وجود قادة المقاومة.

الولايات المتحدة، تحاول إقناع إسرائيل بتنفيذ تكتيكات أمنية، وقصف مواقع محددة في رفح، بدلًا من الاجتياح الموسع.

بلغني، أن الجيش الإسرائيلي يعيد النظر، حاليًّا، في خططه، عبر التقدم من حي إلى حي» وفق تأكيدات الخبير العسكري اللبناني.

وعن مستقبل العدوان على غزة، قال الخبير العسكري اللبناني: «العدوان على القطاع مستمر، طالما ظل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في منصبه.

لا محكمة العدل الدولية، ولا قرارات مجلس الأمن الدولي، ولا حتى الضغوط الدولية، سواء الرسمية أو الشعبية، ستوقف عدوان الاحتلال.

إسرائيل لا تمتثل لأحد، إلا إذا قررتِ الولايات المتحدة، اليوم قبل الغد، وقفَ المساعدات التي تقدمها للكيان، ساعتها سيتم وقف إطلاق النار».

رسالة ناريةمن الداخل الفلسطيني، إلى الرد والرد البديل بين إيران وإسرائيل، قال الخبير العسكري اللبناني إن «الرد الإيراني كان مدروسًا بدقة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، كى لا تحدث تطورات درامية، تضطر الجيش الأمريكي للتدخل العسكري في الصراع.

كان الرد الإيراني بمثابة، رسالة نارية، استطلاع بالنار، لمعرفة قدرات الدفاع الجوي لإسرائيل وحلفائها.

المهم أن الرسالة وصلت».

أشار إلى أن «الرد الإسرائيلي على إيران، كما وصفه البعض، بأنه لا رد.

وزير الأمن الإسرائيلي نفسه، إيتمار بن غفير، قال إنه ضعيف جدًّا، ونكتة.

أرى أن ما أقدمت عليه إسرائيل، يعبر عنه المثل العربي الشهير: تمخض الجبل فولد فأرًا.

بالتالي، أقول: تمخض الرد الإسرائيلي، فولد مسيَّرات»!بخصوص هاجس اتساع نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية، إقليميًّا، وإلى أي مدى تسعي تل أبيب إلى استدراج، حزب الله، اللبناني إلى مواجهة عسكرية، أشار الخبير العسكري اللبناني إلى أن «إسرائيل تفكر في هذا، حتى قبل عدوانها على قطاع غزة في أكتوبر الماضي.

هي تفكر في ذلك منذ عام 2006.

فشل عدوان إسرائيل على لبنان، حينها، دفعها لأن تتحضر لاجتياح جديد، منذ عام 2010».

قوة الردعبيّن الخببير العسكري اللبناني، أن «إسرائيل تستفيد من أخطائها.

تُجري مناورات، إلا أنها لا تجرؤ على البدء في التنفيذ.

هي تعرف أن قوة حزب الله تضاعفت عشرات المرات.

بعد 7 أكتوبر الماضي، استنجدت إسرائيل بالأسطول الأمريكي ليدعمها في الهجوم على لبنان.

جاءت حاملتا الطائرات: جيرالد فورد، وأيزنهاور، للبحر المتوسط».

خلال تلك الأجواء «هددت أمريكا لبنان بأنها ستضرب أهدافًا لحزب الله داخل البلاد، إذا قرر فتح جبهة قتال ضد إسرائيل، وأبلغتِ الحكومة اللبنانية بقرارها.

أنا من الذين قالوا إن حزب الله لن يكون البادئ بالحرب الموسعة ضد إسرائيل.

آخر العام الماضي وصلت أمريكا لتلك القناعة، فسحبت وحداتها البحرية الضخمة.

مع ذلك، تحاول إسرائيل استدراج الحزب لحرب إقليمية، كي يكون البادئ، وبالتالي، يحق لها خرق قواعد الاشتباك».

أكد الخبير العسكري اللبناني أن «حزب الله لن يجرَّ لبنان إلى معركة بالوكالة مع إسرائيل، حتى لا تتسبب في دمار لبنان، لاسيما أن البلد منقسم حول سلاح حزب الله، الذي يفضل أن يكون في موقف المدافع، رغم أن إسرائيل بادرت بكسر قواعد الاشتباك، عبر توغل مقاتلاتها وطائراتها الاستطلاعية في سماء لبنان، حتى مدينة، الهرمل، على بُعد 200 كيلومتر، فضلًا عن الاغتيالات المتكررة، في أماكن عدة».

الفاعل الدوليوحول دور الفاعل الدولي في صناعة توازن الردع، عبر تنسيق فرنسا حليف لبنان مع الولايات المتحدة، حليف إسرائيل، ودوره في منع الانزلاق لحرب موسعة بين إسرائيل ولبنان، أشار إلى أن «أمريكا وفرنسا وكل أوروبا لا يريدون الحرب الموسعة في جنوب لبنان، لأنها ستكون حربًا شاملةً وإقليميةً تمتد إلى الخليج وربما أوسع، ومشكلتهم برأيي مع إسرائيل وليس مع لبنان».

وأضاف: «القضية باختصار، وقْفُ العدوان على غزة، واذا وقف هذا العدوان لن يستمر حزب الله في متابعة الحرب.

تحدث حزب الله بصراحة فهل تلتزم إسرائيل؟ إسرائيل في مأزق اليوم في غزة وفي شمال فلسطين وتريد الخروج من هذه الحلقة المفرغة، وتقوم بخرقٍ ما، هل هذا الخرق يعني اختراقًا لحدود لبنان؟ لا أعتقد، حاليًّا».

وعن موقف الجيش اللبناني مما يحدث، نبه الخبير العسكري اللبناني، إلى أن «الجيش، موجود في الجنوب ويعمل مع القوات الدولية، اليونفيل، ويقوم بواجبه، لكن قدراته محدودة جدًّا، وقد مُنع عنه التسليح.

أنا شخصيًّا قلت لقائد الجيش، إنه لا حاجة لنا في طائرات تُسقطها إسرائيل، لأن لا أحد يزودنا بطائرات متفوقة، بل نحن بحاجة لدفاع جوى متطور، وأمريكا تمنع ذلك على لبنان حتى ولو كان آتيًا من روسيا أو إيران.

.

مع أنه سلاح دفاعي وليس هجوميًّا.

.

الجيش اللبنانى هو المؤسسة الوحيدة الصامدة في هذا البلد.

معضلات لبنانيةوحول معضلة الاقتصاد، وصراعات المشهد السياسي اللبناني، ومدى تأثيره على ضبط النفس، ميدانيًّا، قال الخبير العسكري اللبناني: «الاقتصاد اللبنانى، متعثر، بالأساس، نتيجة ضلوع الطبقة السياسية الفاسدة في البلاد بعمليات سرقة ونهب على مدار السنوات الماضية، حتى تدهورتِ العملة الوطنية، الليرة».

كشف عن أن «الاقتصاد المحلي، الآن، كما يعلم الجميع، قائم على الخدمات.

السياحة، تأثرت بشكل كبير، وكذلك الخدمات وتجارة الترانزيت التي تمر عبر سوريا.

هناك خسائر مادية جرَّاء العدوان على الجنوب.

لا أعتقد أن لبنان يرضخ لإسرائيل.

لبنان، بكل بساطة يطالب بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 واتفاقيات الهدنة عام 1949.

وعن الأجواء اللبنانية، حاليًّا، هل هي أقرب لما قبل الحرب الأهلية منتصف سبعينات القرن الماضي، أم أقرب لما قبل حرب «تموز ٢٠٠٦»؟ قال: «حتمًا، هي ليست كما كانت عشية حرب تموز 2006، بل قريبة لما كانت عليه الأجواء قبل الحرب الأهلية قي إبريل عام 1975».

استبعد الخبير العسكري اللبناني «خطر الحرب الأهلية، لعدم توازن القوة.

هناك خطر من الفتن المتنقلة التي تسعى إسرائيل إلى زرعها.

الوضع في لبنان غير متماسك سياسيًّا، لكنه منضبط أمنيًّا.

إسرائيل لها عملاء في لبنان، كما في كل مكان.

في لبنان مليون و500 نازح سوري، يشكلون عبئًا اقتصاديًّا وأمنيًّا».

وعن مصير النازحين من جنوب لبنان، جرَّاء المناوشات بين إسرائيل وحزب الله، الذين يُقدَّر عددهم بحوالي 100 ألف لبناني، قال الخبير العسكري اللبناني، العميد الركن، د.

هشام جابر: «النازحون من الجنوب ذهبوا إلى بيروت وشمال الليطاني وأماكن أخرى، وهم يعانون ماديًّا وإنسانيًّا.

معظمهم لهم أبناء وأقارب بالمهجر يساعدونهم بأموال، وهو ما يخفف جزءًا كبيرًا من العبء عليهم».

سيرة ذاتيةالعميد الركن، د.

هشام جابر، من مواليد 13 سبتمبر 1942، في محافظة النبطية، وهو من كبار ضباط الجيش اللبناني المتقاعدين.

خلال مسيرته المهنية، حصل على عمليات تأهيل عدة، في وزارات الدفاع اللبنانية، والفرنسية، والأمريكية، في سلاح المشاة، والحرب النفسية، والإعلام والعلاقات العامة، ماجستير في العلوم العسكرية من جامعة كنساس، شهادة الدراسات المعمَّقة من جامعة السوربون، والدكتوراه في العلوم الإنسانية من الجامعة نفسها.

عسكريًّا، تولى خلال الفترة من 1982 حتى 1984 رئاسةَ مكتب الارتباط مع القوات الأمريكية، مسئولَ تنسيق بين الميليشيات لإطلاق سراح الأسرى والرهائن طوال الحرب الأهلية، ملحقًا عسكريًّا في السفارة اللبنانية بباريس، تدريسَ مادة الإرهاب والحرب النفسية في كلية القيادة والأركان في الجيش اللبناني، قائدًا لمعهد التعليم في الجيش، قائدًا لمنطقة بيروت العسكرية، قبل تقاعده عام 2000، وتأسيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة.

مصر      |      المصدر: بوابة الأسبوع    (منذ: 2 أسابيع | 2 قراءة)
.