إصدار يهتم برسائل المهاجرين المغاربة

عن مطبعة ووراقة بلال بفاس، صدرَ حديثًا كتاب “رسائل الهجرة: سرديات الغياب/الحضور المزدوج”، وهو مؤلف جماعي مُحكم يتناول المراسلات الشخصية للمهاجرين المغاربة المقيمين بديار المهجر.

تولى تنسيق الكتاب كل من الأساتذة عبد الكريم مرزوق وعبد الرحيم العطري وجمال بوطيب ويحيى عمارة، مع مقدمة لعبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج.

يضم المؤلف الجماعي بين طياته، إضافة إلى المقدمة، 16 دراسة موزعة على جزأين؛ الأول بعنوان “دراسات وتأويلات” والثاني موسوم بـ”متون وشهادات”، تتناول رسائل المُهاجرين في أبعادها المرتبطة بالغربة والذكريات والأدب والسياسة والفلسفة… #div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وفي تقديمه للكتاب، كتب عبد الله بوصوف: “تُعد المراسلات الشخصية للمهاجرين من أهم المتون الجديرة بالدرس والتحليل، وذلك بالنظر إلى ما تحتوي عليه من معلومات ومشاعر وذكريات وقراءات ومحكيات تفي، وإلى حد بعيد، بها جوانب خفية ومعلنة من ديناميات الهجرة ومشغوليات المُهاجرين”، موضحا أنه “في كل رسالة، هناك الكثير من البوح والحكي والاستعارة والرمز، وهناك أيضا الكثير من النصوص والبياضات والإشارات والألغاز التي تستدعي الحل والرد والتفاعل”.

الأستاذ يحيى عمارة، أحد منسقي الكتاب، قال في تصريح لهسبريس إن “كتاب [رسائل الهجرة] أعده، شخصيا وبكل موضوعية، من الكتب المتميزة التي عالجت موضوعا مركبا ظلت الذائقة المغربية تنتظره نتيجة حضوره في الثقافة الوطنية، خاصة عند المغاربة القاطنين بالخارج”.

وأضاف: “ارتأيت المشاركة بدراسة تحليلية لإشكالية الرسالة السياسية في الثقافة الإفريقية بالمهجر من خلال رسالة باريس التي كان يبدعها الكاتب المتعدد محمد باهي، ويتتبعها كل قراء العالم العربي إفريقيا بكل فئاتهم ودرجاتهم، حيث كانت تشكل حدثا إعلاميا متميزا حتى أصبحت تلك الرسالة/الرسائل مرجعا سياسيا وثقافيا واجتماعيا لكل المنشغلين بسؤال الثقافة السياسية التي كانت سائدة في المهجر، خاصة بالديار الفرنسية، سنوات الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين”.

وعن سبب اختياره هذه الدراسة، قال عمارة، الذي يشتغل أستاذًا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة: “يعود ذلك إلى اهتمامي الجديد بالثقافة الافريقية التي تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى الانشغال بأسئلتها الكبرى والتعمق في إشكالياتها نظرًا لحضور البعد الإفريقي في الهوية المغربية ومن أجل تجاوز النظرة الضيقة التي كانت لا تكِن الود لكل ما هو إفريقي داخل المغرب وخارجه”.

وأوضح أن “إفريقيا هي الثقافة والأدب والفن، وليست هي إفريقيا السياسة والاقتصاد فقط”، مُبرزًا أن “المغرب الجديد يعطي أهمية عظمى لمثل هذه القضايا الإنسانية والمعرفية والجمالية التي أصبح العالم يعترف بضرورتها القصوى في التواصل الاستراتيجي الناجع لكل ما هو مغربي إفريقي”.

وتابع الأستاذ عمارة بأن “هذه الدراسة تستكمل دراسة سابقة تناقش الأغنية الإفريقية بالمهجر، إضافة إلى دراسة أخرى في طريقها إلى الصدور تتحدث عن البعد الإفريقي في القيم المغربية”، قبل أن يختم تصريحه لهسبريس قائلًا: “إن رسالة باريس، المنشورة اليوم في عدة أجزاء، جديرة بالاهتمام بحثًا ودراسةً، انطلاقا من القضايا والأبعاد السياسية والتاريخية والحضارية والاجتماعية والثقافية؛ فنحن ارتأينا، من خلال الحديث عنها، إدماجها في الكتابة المغربية الإفريقية التي تتميز بالتداخل والتكامل”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 5 قراءة)
.