"بين التنمية والثقافة" للراحل الجراري .. بوشيبة يوصل العلم المغربي إلى الصين

أوضح الدكتور ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الإفريقي الصيني للتنمية، أن ترجمة كتاب “بين التنمية والثقافة” للراحل عباس الجراري إلى اللغة الصينية جاءت بعد الاطلاع على العديد من مؤلفات الراحل، حيث تم الوقوف على شغفه بموضوع الثقافة والتعاون الدولي، وذلك منذ سبعينيات القرن الماضي.

وأضاف بوشيبة، في دردشة مع جريدة هسبريس، أن “هذا الشغف يمثل الفكر التقدُّمي والإصلاحي الذي سعى الفقيد إلى تحقيقه في مسيرته الحافلة بالعطاء والتميز والإنجاز”، مستحضرا لقائه الأول بالأستاذ الجراري وكيف عبر له بنوع من الحماس عن أن تعزيز التبادل الحضاري بين العالم العربي والصين بات ضرورة حيوية في ظل النظام العالمي الجديد المليء بالتحديات بالنسبة للدول السائرة في طريق النمو.

وأوضح المتحدث ذاته أنه سعى من خلال هذه الترجمة إلى اللغة الصينية إلى “نقل فكر الفقيد إلى القرَّاء الصينيين، وتمكين المزيد من الأصدقاء الصينيين من فهم أعمق للمغرب واكتشاف ثقافته الأصيلة”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وبخصوص الرسائل التي يحملها هذا كتاب موضوع الترجمة قال رئيس جمعية التعاون الإفريقي الصيني للتنمية إن “الجراري في هذا الإصدار يبرهن أن تحقيق التنمية المستدامة يحتاج إلى ثقة في ثقافتنا بدون تبعية، وانفتاح على الخارج بهدف التعلُّم والتعاون، واستقلالية في الابتكار التكنولوجي لنكون نحن على دفة القيادة ونتحكم في حاضرنا ومستقبلنا”، وتابع: “هذا العمل المليء بالحكمة والتطلُّع إلى المستقبل يستحقُّ النشر على نطاق واسع؛ ولذلك حرصنا في ترجمتنا هذه من اللغة العربية إلى اللغة الصينية على انتقاء المفردات الصينية بعناية فائقة، ومقارنتها مع النسخة الإنجليزية والفرنسية، للمحافظة على المعنى الأصلي للمؤلَّف قدر الإمكان”.

وعن سبب انخراطه في الترجمة من وإلى اللغة الصينية أورد بوشيبة: “عام 2016، خلال الزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس إلى جمهورية الصين الشعبية، كان لي شرف عرض معاهدات الشراكة باللغة الصينية أمام جلالته، ما دفع بي إلى اتخاذ قرار العودة إلى وطني الأم، لأشارك إخواني المغاربة ما شاهدته وتعلمته في ربوع الصين، وأروي لأصدقائي الصينيين قصص بلدنا الحبيب الغني بتراثه الحضاري والثقافي العريق”.

وواصل الأكاديمي ذاته: “لتحقيق هذه المهمة عملت مع فريقي على ترجمة ونشر 23 كتابًا من وإلى اللغة الصينية، منها كتابي ‘تاريخ العلاقات المغربية الصينية 1958-2018’، الذي ألفته باللغة الصينية وترجمته إلى العربية والفرنسية، وكتاب الأستاذ عبد الكريم بناني عن مدينة الرباط عاصمة الأنوار، إلى جانب التعاون معه في ترجمة كتاب ‘الصحراء المغربية: المكان والزمان’؛ وهو الكتاب الذي حقق نجاحا مهما في شرح حيثيات النزاع المفتعل في أقاليمنا الجنوبية، ثم ترجمة كتاب المرحوم الأستاذ عباس الجراري ‘بين التنمية والثقافة’، بالإضافة إلى كتب أخرى في مجالات مختلفة، كالفنون، والطب، والعلوم وأدب الرحالات وقصص الأطفال”.

وشدد الكاتب المغربي على أن “هذه الباقة من الترجمات تعبر أداة فعالة في التقريب بين البلدين، خاصة في اللقاءات مع المستثمرين الصينيين الذين باتوا بفضلها يتعرفون على الإمكانيات الهائلة للمغرب”، وأضاف: “من خلال ترجمة هذا الكتاب كان لي شرف التعرّف عن قرب على الأستاذ الراحل الجراري، عميد الأدب المغربي، الفقيه والمفكر والسياسي والمُربي والمصلح العظيم، وعلى حميدة الصايغ، زوجته الفاضلة؛ على اعتبار أنه وراء كل رجل عظيم امرأة، ووراء الأستاذ الجراري كانت امرأة عظيمة، قدمت ومازالت تقدم تضحيات جسام للحفاظ على هذا الكنز الوطني من الإنتاج الفكري لعميد الأدب المغربي”.

وختم بوشيبة حديثه مع هسبريس باستحضار مضمون الحديث الشريف: “عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.

واغتنم الكاتب ذاته فرصة لقائه بهسبريس للتعبير للأستاذة حميدة، ولزملاء وأصدقاء الفقيد، عن أنه سيواصل مع زملائه وشركائهم في دور النشر العمل لإتمام هذا المشروع الطموح، مؤكدا أن “ترجمة أفكار الفقيد في مؤلفاته إلى اللغة الصينية ستساعد طلبة اللغة الصينية المغاربة على الاطلاع على آفاق مشرقة، ليسهموا في بناء وطننا العزيز وتعزيز التعاون بين المغرب والصين، مؤدين دورهم أحسن أداء في هذا العصر الجديد من التحديات”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 3 قراءة)
.