ما حقيقة المقابر الجماعية في مجمع ناصر الطبي؟

تداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا صورا وفيديوهات تظهر انتشال جثامين من مقابر جماعية في ساحة مجمع ناصر الطبي بخان يونس في قطاع غزة.

وأظهرت بعض المشاهد جثثا مقطوعة الرأس أو الأطراف قيل إنها تمت سرقة أعضائها من قبل القوات الإسرائيلية قبل دفن الجثث.

كما يمكن مشاهدة عدد من الجثث المتحللة نسبيا في فيديوهات أخرى.

تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter.

موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية.

قد تفضلون الاطلاع على الخاصة بموقع Twitter قبل الموافقة.

لعرض المحتوى، اختر "موافقة وإكمال" نهاية Twitter مشاركة المحتوى غير متاح وكان الدفاع المدني الفلسطيني قد أعلن أنه عثر على ثلاث مقابر جماعية في ساحة مجمع ناصر وأنه تم انتشال ما يفوق 280 جثمانا.

في المقابل قالت القوات الإسرائيلية إن الادعاء بأن الجيش الإسرائيلي دفن جثث الفلسطينيين هو ادعاء لا أساس له من الصحة.

وأضافت: "خلال العملية التي قام بها الجيش الإسرائيلي في منطقة مستشفى ناصر، في إطار الجهود المبذولة للعثور على الرهائن والمفقودين، تم فحص الجثث التي دفنها الفلسطينيون في منطقة مستشفى ناصر.

وأُعيدت الجثث التي تم فحصها والتي لا تعود للرهائن الإسرائيليين إلى مكانها".

وأضافت أنه تم إلقاء القبض على حوالي 200 شخص كانوا في المستشفى، خلال العملية وقد تم تنفيذ النشاط بطريقة هادفة ودون الإضرار بالمستشفى والمرضى والطاقم الطبي.

قصص مقترحة نهاية شهد محيط مجمع ناصر منتصف فبراير/شباط قتالاً عنيفاً وحاصرته الدبابات الإسرائيلية في 26 مارس.

فريق بي بي سي لتقصي الحقائق دقق في الفيديوهات والصور المتداولة وتحدث لممثل الدفاع المدني وخبراء الطب الشرعي وتوصل إلى تفاوت أوقات عمليات الدفن خلال الأشهر الماضية وصولاً إلى الانسحاب الأخير للجيش من المنطقة.

المقابر الجماعية تقع المقابر التي عثر عليها في نفس الموقع الذي تم فيه حفر المقابر الجماعية وتم دفن عشرات من الفلسطينيين فيها خلال الأشهر الأخيرة.

عثر فريق بي بي سي على فيديو يعود للخامس والعشرين من يناير الماضي يظهر مواطنين فلسطينيين يدفنون أكثر من 70 جثمانا في ساحة المستشفى ويمكن الاستدلال على المكان من خلال المباني الظاهرة في الفيديو.

تكرر دفن جثث لفلسطينيين من قبل مواطنين فلسطينيين مرة أخرى في فيديوهات تعود للثامن والعشرين من يناير/كانون الثاني حيث دفن حوالي 30 شخصا.

ثم في الثالث من فبراير/شباط الماضي حيث دفن عدد آخر في موقع يبعد ستة أمتار عن الموقع الظاهر في الفيديوهات المتداولة.

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك الحلقات يستحق الانتباه نهاية أكد محمود بصل المتحدث باسم قوات الدفاع المدني الفلسطيني لبي بي سي دفن فلسطينيين لذويهم أو لجثث مجهولة في هذه المواقع داخل المستشفى بسبب الحصار الإسرائيلي داخل خان يونس خلال أشهر الحرب الأخيرة.

وأضاف أن القوات الإسرائيلية عندما داهمت المستشفى نبشت القبور للبحث عن جثث الرهائن الإسرائيليين ثم أعادوا دفن الجثث مع جثث أخرى قُتلت خلال المداهمة.

وقال بصل إن من بين ثمانين جثة تقريبا عثر عليها في اليوم الأول تم التعرف على ثلاثين منها بسبب وضوح ملامح أصحابها، ولكن باقي الجثث لا تتضح ملامحها لأنها دفنت في وقت سابق عن الأخرى.

تتطابق تصريحات المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني مع الرواية الإسرائيلية عما حدث.

ولكن هذا لا يستبعد إمكانية إضافة قبور عندما داهمت القوات الإسرائيلية المستشفى.

يذكر أن الفيديوهات التي تحققنا منها والتي تظهر دخول القوات الإسرائيلية لمستشفى ناصر نشرت في الخامس عشر من فبراير الماضي، وانسحب الجيش الإسرائيلي من خان يونس في السابع من أبريل/نيسان.

يمكنكم مشاهدة .

قمنا بعرض الفيديوهات والصور المتداولة على الدكتور حسانين الطيار، استشاري الطب الجنائي والمحاضر في جامعة أكسفورد البريطانية، الذي أكد بدوره أنه شاهد جثثا في مراحل مختلفة من التحلل في الفيديوهات مما يؤكد تفاوت توقيتات الدفن.

"سرقة الأعضاء" تحدث شاهد عيان لبي بي سي قال: "شاهدت جماجم مدفونة في الأرض وأيدي وأرجلاً مقطعة وجثثاً متحللة، وكانت الرائحة فظيعة جداً في المقبرة الجماعية".

ونشرت العديد من المواقع الإخبارية مثل هذه الشهادات متهمين القوات الإسرائيلية بسرقة أعضاء وأطراف الجثث.

ولكن يتنافى هذا مع رأي الدكتور حسانين الطيار عما شاهده في الفيديوهات حيث أكد أن الجروح والقطع في الجثث الظاهرة لا يمكن أن تكون تمت من قبل أطباء أو بأدوات طبية، بل إنها تمت بأسلحة ثقيلة.

وفي نفس السياق عندما سألت محمود بصل عن الجثث التي عثروا عليها مفقودة الرأس أو بعض الأطراف قال إنه من المعتاد أن يتسبب قصف المنازل أو السيارات في تحول الجثث إلى أشلاء وقد تفقد بعض الأشلاء بين الركام.

جثمان بلا رأس كما تم تداول صورة لجثمان مقطوع الرأس مغطى بالدماء على أنه إحدى الجثث التي تم انتشالها من المقابر الجماعية المكتشفة، ولكن بالنظر لحالة الجثة والدم الظاهر أكد الدكتور حسانين أن الصورة لا يمكن أن تكون التقطت إلا يوم الوفاة أو في اليوم التالي على الأكثر.

يتنافى هذا مع أن تكون هذه الجثة لشخص قتل قبل انسحاب القوات الإسرائيلية في السابع من أبريل الجاري.

جثة مكبلة في صورة أخرى تظهر جثة مقيدة متحللة نسبيا مما يرجح أنها تعود لأحد الأشخاص الذين اعتقلتهم القوات الإسرائيلية.

الجيش الإسرائيلي في رده على بي بي سي ذكر أن العملية تم تنفيذها "بطريقة هادفة ودون الإضرار بالمستشفى والمرضى والطاقم الطبي"، ولكن بي بي سي حصلت على لقطات قدمها لنا أحد شهود عيان في مستشفى ناصر، يقوم فيها جنود الجيش الإسرائيلي بتحريك سريرين في المستشفى وأيدي من فيهما مرفوعة فوق رؤوسهم وهي مقيدة.

وقد تحققنا من صحة هذه المقاطع.

وفي لقطات منفصلة نشرها الجيش الإسرائيلي، يمكن رؤية أشخاص مستلقين على الأسرّة في المستشفى وأيديهم مقيدة، وأذرعهم مرفوعة بوضع مماثل.

ولا نعرف من هم هؤلاء الأشخاص، أو ماذا حدث لهم بعد التقاط هذه التسجيلات.

شارك في الإعداد لميس الطالبي.

© 2024 بي بي سي.

بي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية.

الوكالات      |      المصدر: بي بي سي    (منذ: 1 أسابيع | 3 قراءة)
.