فصول لأطفال غزة في المخيمات.. «العلم سلاح جبار»

لم يكسر الاحتلال الإسرائيلى إرادتهم، ولم يثنهم القصف المتواصل على مخيماتهم الهشة عن الوصول لأحلامهم، هم أطفال غزة الذين أعطوا دروساً للعالم فى الصبر، يحاولون ممارسة هواياتهم التى حرمتها منهم قوات الاحتلال منذ السابع من أكتوبر الماضى، ورغم قلة الإمكانيات، فإنهم يتمسكون بالأمل فى أن تكون حياتهم أفضل، متمسكين بمقولة الشاعر محمود درويش: «نحن نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلاً».

فصول لأطفال غزة فى المخيمات لم ينكسر أطفال غزة رغم هدم منازلهم وبيوتهم، فداخل خيمة قماشية، أعدَّها معلمون فى مدينة رفح الفلسطينية، جلس عشرات الأطفال النازحين يتلقون دروسهم عوضاً عن عدم ذهابهم إلى المدارس، بعدما وفر متطوعون بعض الأدوات المدرسية لهم، وتطوع معلمون لتعليمهم، بينهم المعلم حسن على، الذى حمل مسئولية تعليم الأطفال على عاتقه رفقة زملائه: «لما المدارس ادمرت قُلنا مش لازم الأطفال ينسوا المدارس ففكرنا إزاى نعلمهم ونعمل ليهم اختبارات بالتنسيق مع وزارة التعليم، وقلنا ما راح نحرم ولادنا من إنهم يصيروا معلمين وأطباء، همّا الأمل ولازم نتمسك بيه».

ضحك ولعب وتعليم، هكذا يحاول المعلمون تخفيف آثار ما يتعرض له الأطفال ، وبخاصة من فقدوا ذويهم خلال الحرب على غزة، فجميعهم يعانون حالة نفسية سيئة، بحسب جميلة حلاوة، إحدى المعلمات المتطوعات: «ما راح نترك أطفالنا، بنقدم لهم كل الدعم النفسى والمعنوى لأجل يكونوا مبسوطين، وها الأطفال أذكياء وعندهم قدرة ورغبة على التعلم فإيش لون نتركهم؟».

داخل الخيمة القماشية أقام المعلمون المتطوعون مقاعد دراسية حتى يشعر الطلاب بأنهم داخل مدارسهم التى دمرها الاحتلال الإسرائيلى، بحسب ياسمين فاطر، المعلمة المتطوعة: «رغم قلة الإمكانيات هاد النجارين عملوا لنا ديسكات للأطفال، كل واحد بيحاول يساعد من ناحيته علشان نعلم ولادنا، ونحن نحاول توفير كراسات وأقلام ليهم حتى نعلمهم ما فقدوه فى المدارس».

تعليم أطفال غزة داخل المخيمات أمام وداخل الخيمة القماشية تصدح أصوات المعلمين، يحاولون تعليم الأطفال اللغتين العربية والإنجليزية، فضلاً عن القرآن الكريم وتجويده ليكون نصيراً ومحفزاً لهم بحسب المعلمة: «إيش لون ما نعلمهم كتاب الله؟، فى عز الحرب كان حافظاً لهيك الأطفال، وراح نحاول نعمل خيام تانية فى خان يونس وأماكن مختلفة لتعليم الأطفال».

رحلة نزوح خاضتها المعلمة «ياسمين» من وسط غزة إلى رفح بعدما فقدت عدداً من أفراد أسرتها، لتقرر تعليم الأطفال مجاناً كنوع من المساعدة، فضلاً عن تعويضها عن فقدان أطفال شقيقها: «كان ولاد أخوى بيحلموا يكونوا أطباء، لكن هاد الحرب قضت على أحلامهم، فقلت لازم أحقق رغباتهم فى الأطفال النازحين، علشان كده بعلمهم وبساعد فى إننا نخرج جيل واعى يقدر يقاوم لأن قدرنا دايماً المقاومة والصمود».

محاولات عديدة يبذلها المعلمون من أجل إسعاد الأطفال النازحين وجذبهم إلى التعليم: «حاولنا نلون الخيمة من جوة وبرة علشان تجذب الأطفال، وفوجئنا برغبتهم وذاكرتهم، حتى المناهج اللى خدوها قبل الحرب فاكرين الدروس، وبنحاول ندعمهم نفسياً من خلال متطوعين وتلوين الكراسات وعمل المبادرات الترفيهية».

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 2 أسابيع | 3 قراءة)
.