مينا موحد القطرين.. والسيسي مؤسس مصر

مينا موحد القطرين.. والسيسي مؤسس مصر

هو ملك الأرضين، وصاحب التاجين، ونسر الجنوب، وثعبان الشمال.

.

إنه مؤسس مصر التي احتفظت بحدودها منذ تأسيسه حتى الآن الفرعون «ميني»، وفقًا للكتابات القديمة، والذي يعني اسمه مؤسس.

.

وأصبح اسمه «مينا» موحد القطرين.

كانت مصر دولتين رئيسيتين منفصلتين، متحاربتين، وأقاليم أخرى مستقلة أو شبه مستقلة غير خاضعة لتاج الجنوب وتاج الشمال، لا يُذكر قبل هاته الفترة أنه كان لمصر تاريخ يُذكر باستثناء ممالك صغيرة بعضها لا يتخطى المدن ولم يكن لها حضارة تُذكر.

.

ممالك ثم مملكتان يتحاربون بينهم.

ومع مينا، بدأ التاريخ.

.

لا تاريخ مصر فقط، بل تاريخ العالم، ومنذ عهده حتى الآن حافظت مصر على حدودها كأقدم دولة في العالم، والدولة الوحيدة التي حافظت على مركزيتها وحدودها على مدار آلاف السنين.

فترات مظلمة كادتِ الفوضى تسود فيها مصر، أسوؤها فترات الاحتلال العبيدي الباطني لمصر، ومحاولة تشييع أهلها التي فشلت، لتعود مصر إلى الصدارة وتتصدى للحملات الصليبية (ممالك الفرنجة) في الشام وفلسطين، وتزول كل تلك الممالك على يد مصر والمصريين وجيوشها.

الفترة الثانية الأسوأ، فترة تحوُّل مصر إلى إقليم تابع للعثمانيين الأتراك، الذين نهبوا ثرواتها المادية والبشرية والفنية في جميع المجالات على مدار ثلاثة قرون كاملة، وتسببوا في تخلف كامل لجميع النواحي في مصر، وتراجع القومية المصرية لصالح القومية التركية.

الفترة الثالثة الأسوأ في تاريخ مصر عامة، هي فترة حكم تنظيم إرهابي لمصر واختطافه لمقدراتها.

.

أسوأ ما فيها رغم أن كل ما فيها كان سيئًا من بداية فترة الفوضى في أحداث الخامس والعشرين من يناير حتى بداية استعادة مصر في ثورة الثلاثين من يونيو.

.

بداية من رفضهم للدولة الوطنية، وإعلائهم لدولة الجماعة.

دولة في حجم مصر وفي عمقها التاريخي والوظيفي والهيكلي وفي مركزيتها التي لا تُكسر تستولى عليها جماعة ويحكمها أتباع مؤسسها الذي ينتمون إليه الماسوني الغامض في تاريخه وفي وجوده وفي حتى انتمائه لمصر.

اسمه حسن أحمد عبد الرحمن محمد، كتب عنه المفكر الإسلامي الكبير عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد في مقاله الذي حمل عنوان «الفتنة الإسرائيلية»، في مجلة «الأساس» العدد الصادر في 2 يناير 1942 م، وأعادت مجلة الأزهر نشره في عدد شوال 1436 هجريًّا الموافق شهر يوليو عام 2015 ميلاديًّا، كتب العقاد عن حسن البنا: «لا أحد يعرف جده في مصر على التحديد، جده من يهود المغرب يعمل ساعاتي وهي المهنة التي لم يكن مسلمًا واحدًا ولا مسيحيًّا يمارسها في مصر في ذلك العهد وكانت حكرًا على اليهود».

وكتب عنه الباحث اليمني حسين شاجره، الذي اغتاله الإخوان في مدينة حريب التابعة لمحافظة مأرب، في أغسطس عام 2022 م، في مقال حمل عنوان «حسن البنا اليهودي الماسوني»، بتصرف: «حسن البنا من يهودي المغرب.

.

ماسوني، أضافتِ الماسونية اسم البنا إليه كعلامة على انتمائه للماسونيين (البناؤون الأحرار) إذ تقابل كلمة mason في العربية كلمة بنا».

وبداية من رأي البنا، في الدولة الوطنية: «الوطن حفنة من تراب» و«الوطن وسيلة وليست غاية»، مرورًا بمقال عصام العريان الشهير حول عودة اليهود إلى مصر، واستردادهم ما يزعم أنها أملاكهم، ثم تصريحاته على تويتر وعبر قنوات فضائية في ضرورة عودة اليهود إلى مصر، ثم أسوأ «طُز» في تاريخ مصر لصاحبها مرشد الإخوان السابق مهدي عاكف، مرورًا بتصريحات الإخوان وقياداته السابقة والحالية ضد الوطن، الأمر الذي لا يتسع له مكان.

هذه كانت أسوأ فترة في تاريخ مصر، والتي لو استمرت لما كانت مصر، فجاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، وَجَبَّ كل ما قبله، لتبقى مصر.

ويستحق الرئيس السيسي، بجدارة مساواته بأشهر ملك مصري وموحِّد القطرين ليكون دون منازع صُنوَ الملك مينا - نارمر، الذي مثلما وحَّد مصر، فالسيسي حافظ عليها.

مصر      |      المصدر: بوابة الأسبوع    (منذ: 2 أسابيع | 3 قراءة)
.