المهندس صعتر و جهاد الكلمة

المهندس صعتر و جهاد الكلمة

المهندس صعتر و جهاد الكلمة الخميس 18 أبريل 2024 11:27 ص      المهندس عبدالله صعتر مجاهد سواح، كما أنه منار دعوي تربوي طواف، طاف كل المحافظات، و زار مختلف المدن و الجهات يجاهد بالكلمة، و في البدء كانت الكلمة:" إقرأ" فذهب بالكلمة يقرأ، و يدعو.

و الكلمة فكرة، تلقى فتُنْبِت، و سرعان ما تؤتي أكلها فتثمر.

     و ما حورب شيئ كما حوربت الكلمة، ألم يقل الملأ من قريش (لا تسمعوا لهذا القرآن)؟      العقول المتحجرة، و العقليات الجامدة، لا ترى عدوا أشد عليها و على موروثها الخرافي من الكلمة المستنيرة، و الموقف التغييري، و الكلمة التي تنشد البناء ، و الفكرة التي تصنع التحولات، و القول الذي يوقظ العقول.

     و من هنا تأتي النقمة على الكلمة الصادقة، و صاحب الكلمة، و لا يجد البغي و الانحراف قدرة على مواجهة الكلمة الصادقة، أو محاججتها، فيقوده شيطانه إلى طريقة ابن آدم الأول: "لأقتلنك" !      المهندس عبدالله صعتر حمل سلاح الكلمة و طوّف به مشرِّقا و مغرّبا، و في كل اتجاه.

كما كان له دوره و جهاده المشهور بالكلمة في قاعة مجلس النواب.

     و منذ انقلاب الحوثي في 21 سبتمبر المشؤوم، الذي دفع بالبلاد إلى نفق مظلم، و حرب ضروس، بغرض إعادة عجلة التاريخ نحو عهد الإمامة البائدة؛ هب المهندس صعتر مع أبنائه يلبون نداء العقيدة و الهوية، ضمن موقف الحق و الحرية الذي اتخذه الإصلاح مبكرا لمقارعة الباطل، و مواجهة المشروع الظلامي للسلالة الحوثية بكل الوسائل المشروعة، دون تردد في الموقف، و لا تلعثم في القول، و لا تقييد الموقف بحسابات الربح و الخسارة، و منعطفات السياسية.

فالمواقف المبدئية، لا مساومة فيها، و لا تردد عندها، بل هو الإقدام و التضحية: "قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون".

     و لذلك بذل الإصلاح كل طاقاته، و غدت تضحياته أشهر من أن يُنَوِّه بها أحد، أو يشير إليها إنسان، و كانت تضحيات الإصلاح بلا مَنٍّ، و لا مفاخرة؛ لأن من يقوم بواجبه، فإنما يؤديه كفريضة واجبة؛ لا كميدان مفاخرة،و يؤيد هذا ما يلازمه من بذل و تضحيات.

     إن الأهداف العظيمة يتصدى لها العظماء في كل المجالات، و مهر الأهداف العظيمة أثمان عظيمة؛ و لذلك دفع الإصلاح، و لايزال يدفع الثمن النفيس من قياداته سجونا و تشريدا، و استشهادا، شأنه في ذلك شأن كل الأحرار في اليمن، و في العالم.

     إن استهداف المهندس عبدالله صعتر للتصفية بالاغتيال الجبان هو جزء من الحرب المعلنة على اليمن و اليمنيين لإسكات الكلمة المجاهدة، أو إخماد المواقف الرافضة للبغي و الظلام.

و محاولة الاغتيال تأتي ضمن سلسلة من الأعمال الجبانة و الغادرة التي تستهدف الإصلاح و كوادره بالتصفية، كما تحاول من جهة أخرى أقلام مسمومة، و تناولات إعلامية رخيصة اغتيال الإصلاح بالتشهير و التشويه الكذوب.

     غير أن مثل هذه الأعمال الغادرة، و الممارسات الجبانة، لا يمكن أن تثني الإصلاح،و منتسبيه عن رسالة تبناها، أو عن أهدف شعب ندب نفسه لها، مهما تحركت خفافيش الظلام، أو نعقت بوم الليال:            إذا اعتاد الفتى خوض المنايا          فأهــون ما يمـــــر به الوحول

اليمن      |      المصدر: الصحوة نت    (منذ: 2 أسابيع | 2 قراءة)
.