بتر أطراف دابة بزاكورة يستنفر جمعيات حماية الحيوان ضد "هجمات وحشية"

من شخص عنّف هرّة محرّضا كلابه الخاصة ضدها بمنطقة مدينة وزان إلى مزارع “بتر أطراف دابة” بمنطقة زاكورة؛ كانت هذه خلاصة “رحلة مؤلمة” بالنسبة للمدافعين عن حقوق الحيوان، الذين اعتبروا الحدثين معاً في “قمة الوحشية وانعدام الإنسانية وغياب روح المسؤولية تجاه الكائنات التي تكمّل العيش البشري”.

وكانت الأضرار البليغة التي عانت منها القطة وأيضا الدابة “أخبارا مقلقة”، يتريث المعنيون بالرفق بالحيوان في طرحها على أنظار القضاء، خصوصا وأن جمعية “أذان” للدفاع عن الحيوانات والطبيعة عبرت، على لسان رئيسها أحمد التازي، عن الاستعداد لمتابعة من نكل بالدابة وجعلها غير قادرة على التحرك، “حتى يتوقف هذا السيل الجارف من استسهال حياة الحيوانات وصحتها”، حسب قوله.

“هجمات متواصلة” أحمد التازي، رئيس جمعية “أذان” للدفاع عن الحيوانات والطبيعة، استنكر ما “صار يحدث من هجمات وحشيّة توثقها العديد من المشاهد المُحزنة؛ لأن هذا يعكس الابتعاد عن وصايا الدين الذي ألح على الرفق بالحيوان، ولنا في ذلك عبر كثيرة في تراثنا الإسلامي”، مسجلاً “الحاجة إلى التربية على هذه القيم التي باتت تحتضر أمام هذا الإجهاز على مخلوقات الله”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وقال التازي، في تصريح لهسبريس، إن “القوانين المغربية في مجال حماية الحيوانات مازالت ضعيفة ومحدودة، لكن الاجتهاد القضائي هو ما نعول عليه؛ فنحن لدينا تجربة السنة الماضية حين قضت المحكمة الابتدائية بتطوان بالسجن النافذ ثلاثة أشهر في ملف قتل قطة”، مسجلاً أن “المغرب لديه التزامات دوليّة، خصوصاً في ظل وجود اتفاقيات دولية لحماية الحيوانات”.

ودعا المتحدث إلى “تكثيف عمليات التّبليغ ضد كل عملية تعنيف مماثلة”، قائلا: “لن تتردّد الجمعيات المشتغلة في هذا المجال في تفعيل المسطرة”، وألحّ على ضرورة أن “تتحرك النيابة العامة من تلقاء نفسها في القضايا التي تدخل ضمن هذا السياق، فمن صلاحياتها ذلك”.

وزاد: “علينا أن نخلق عبرا من المتابعات القضائية، فحياة الحيوانات ليست ملكا لأي أحد للتصرف فيها”.

“الضرب بيد من حديد” عبد الهادي السباعي، نائب رئيس الجمعية المغربية لحماية الحيوانات، قال إن “الجمعية منذ اطلعت على الخبر بمواقع التواصل الاجتماعي وهي تبحث عن هوية الفاعل الحقيقية حتى يتسنى لها تنصيب نفسها كطرف مدني”، مبرزاً “الصعوبة المطروحة عمليا لغياب شخص منتم للجمعية على مستوى منطقة الجنوب الشرقي لنكلفه بوضع شكاية مستعجلة بكافة عناصرها القانونية”.

وقال السباعي في تصريح لهسبريس: “آلمني للغاية ما رأيته، فمن غير المعقول ولا المقبول بتر أطراف دابة غير عاقلة ولا تعرف أنها تلتهم حقول شخص ما.

هذه الدابة لديها من يدافع عنها، لأنها ليست المرة الأولى، فقبل مدة أفقأ رجل عيني أثان بأداة حادة حتى لا تستطيع أن تتوجه مجددا إلى حقوله؛ ولهذا، ابتداء منذ اليوم ليس هناك أي تساهل مع حوادث مماثلة”.

وألح السباعي على “ضرورة تفعيل القوانين الزجرية ووضع مواد قانونية واضحة نستطيع بموجبها مواصلة اللجوء إلى القضاء في كل حادثة اعتداء على الحيوانات بطريقة وحشية وبشعة”، خاتما بالتشديد على “أهمية حقوق الحيوان، باعتبارها حقوقا أساسية لا يمكن الإجهاز عليها أو المساس بها، وبالتالي لا يمكننا السكوت عن هذه الجرائم”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 3 قراءة)
.