العروض السياحية تتكيف مع انتهاء "فترة الذروة" في الفضاءات الصحراوية

قبل سنوات قليلة خلت، كان اقتراب شهر ماي بمثابة “علامة غير مطمئنة” بالنسبة لغالبية المنعشين السياحيين في المناطق الصحراوية تحديدا.

حركية السياحة بهذه الرقعة تبدأ بـ”الفوران” تزامنا مع شهر أكتوبر إلى غاية أواخر أبريل، بوصفها “المرحلة الذهبية” التي يعوّل عليها المهنيون والفاعلون السياحيون بهذه المناطق لأجل تحقيق أرباح مهمة نتيجة ارتفاع نسبة زيارات السائح الأجنبي الذي “يساهم في إنجاح الموسم السياحي وضمان ازدهاره”.

ويبدو أن هذه “العلامة غير المطمئنة” لم تعد تخوفا بالنسبة لمجموعة من المهنيين الذين كيّفوا عرضا سياحيا، وُضع على مقاس السائح الأجنبي، مع متطلبات السياح المغاربة الذين باتوا يخلقون “دينامية لا غبار عليها” في شهري يوليوز وغشت، بسبب تنامي الإقبال على السياحة الاستشفائية؛ لكن التسهيلات التي صارت تحدث لتدبير وصول سلس للسياح إلى مناطق جد قصية مثل الصحراء جعلت آمال المهنيين منتعشة حتى مع ارتفاع درجة الحرارة.

تكييف العرض لحسن بوشدور، مهني وفاعل سياحي بالجنوب الشرقي، اعتبر أن “اقتراب مناطق الصحراء في جنوب شرق البلاد من توديع ما نسميه بفترة الذروة (La haute saison) دفع المستثمرين في القطاع السياحي، سواء بمرزوكة أو زاكورة، نحو تأهيل عرض يناسب السائح الداخلي الذي عرفت حركيته ودرجة إنفاقه منحى حيويا بعد جائحة كوفيد19″، مسجلا أن “تراجع نسبة تدفق السياح الأجانب ابتداء من أواخر أبريل وبدايات ماي، في السنوات السابقة، لم يعد تحديا كبيرا”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} ولفت بوشدور، في تصريح لجريدة هسبريس، إلى أن “هناك فئة من السياح، لاسيما الإيطاليين، تَبيّن أنهم يفضلون زيارة هذه المناطق في عز ارتفاع درجة الحرارة، خصوصا في شهر غشت الذي تكون فيه الحركية لافتة بالنسبة للسياحة الاستشفائية”، مؤكدا أن “القدرة على تكييف العرض السياحي في الصحراء مع التحولات في السياق العالمي تطلبت جهودا كبيرة من المهنيين، جعلتهم الآن يتعاملون مع الحرارة بنوع من حسن التدبير”.

وأشار المهني ذاته إلى “إدراج أصحاب الفنادق والمخيمات وباقي الخدمات السياحية بالصحراء لعرض السياحة الداخلية ضمن اهتماماتهم.

فإذا كان التصور السياحي في السابق يراهن على السائح الأوروبي والأمريكي، ومؤخرا الآسيوي، بشكل حصري، فإن السائح المغربي بات بدوره رهانا بالنسبة للعديد من المستثمرين الذين صاروا إما يحافظون على الثمن الأصلي أو يخصصون نوعا من التخفيض لأجل خلق الرواج، خصوصا بعد أبريل”.

تسهيلات محفزة الزبير بوحوت، خبير في الشأن السياحي، أورد أن “نهاية فورة الموسم السياحي عند متم أبريل في صحاري درعة تافيلالت أو في المناطق الصحراوية في الجنوب المغربي جعلت هذه المناطق تتأهب لتعابير سياحية جديدة، خصوصا السياحة الداخلية التي ازدهرت في السنوات الأخيرة، وأيضا السياحات الرياضية مثل ركوب الأمواج في الداخلة أو ماراثون الرمال”، موضحا أن “هذا يمنح للمناطق دفقة سياحية مهمة”.

وأشار بوحوت، في تصريح لهسبريس، إلى أن “السياح الذين يختارون هذه الجهات، فمن المؤكد لديهم قابلية لتحمل درجة الحرارة، وهناك من يختار طواعية تلك الفترة، وهذا راجع إلى اختيارات السائح، وهناك من يذهب في أوج الصيف الذي تصل فيه الحرارة إلى مستويات قياسية”، مسجلا “التحول الذي طرأ على دينامية هذا العرض مؤخرا وصار يستبق كل مرحلة قادمة بحكم الخبرة التي تراكمت في هذا السياق”.

وتابع الخبير في الشأن السياحي مبرزا: “الإشعاع الذي يعرفه المغرب وانطلاق خطوط جديدة من مناطق عديدة في العالم نحو المغرب أو بين مدن المغرب كذلك سيواصل تقليص حجم المخاوف التي كانت عند المهنيين في السابق كلما اقتربت مرحلة الذروة من الانتهاء”.

وختم قائلا: “ستكون هناك حركية لافتة بلا شك، بما أن العطل المدرسية بدأت في أوروبا منذ أواخر مارس المنقضي، خصوصا في ألمانيا وإنجلترا وبلجيكا، وعطلة فرنسا قريبة، باعتبارها السوق الأولى بالنسبة للعرض السياحي المغربي.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 4 قراءة)
.