خلافات ساكنة بالحوز تعرقل إعادة البناء

تراقب ساكنة دوار إمين تالا، المتضرر من زلزال الحوز، تواصل تأخر عملية إعادة البناء، على خلاف العديد من الدواوير والجماعات المجاورة التي بدأت في هاته العملية منذ شهور، وذلك بسبب “عدم نجاحها” إلى حدود اللحظة في العثور على مكان آمن أقرب إلى موطنها.

وتنقسم الساكنة إلى رأيين؛ واحد يدعم الاستقرار خارج الدوار بعد فقدانه الأمل في أن الحياة ما تزال تصلح تحت جبل أنكال، والأخر يأبى أن يغادر تراب موطنه الأصلي، ولو كان موقع منزله الجديد لن يصد المخاطر الطبيعية والمناخية.

وخلال الأسبوع الجاري، التقت الساكنة بالسلطات الجماعية من أجل تقديم مقترح منبسط غير بعيد عن الدوار الواقع بجماعة أنكال من أجل الشروع في إعادة البناء؛ غير أن التقارير التقنية التي تم إنجازها حول المكان، ومختلف الأماكن القريبة، خلصت بشكل قاطع إلى “استحالة البناء في الدوار وبجانبه، والحل يوجد في خارجه”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} السلطات تنتظر قرار الساكنة وقال أنجار إيدار، رئيس جماعة أنكال، إن السلطات “لم تقم بمنع السكان من إعادة البناء في دوارهم، بل الدراسات التقنية التي أعدها مهندسون من مختبر الجيولوجيا الهندسية خلصت إلى استحالة البناء في الدوار ومختلف الأماكن الأخرى القريبة التي تم اقتراحها، والتي كنا جميعا نعول على البناء فيها”.

وأضاف إيدار، ضمن تصريح لهسبريس، أن السلطات تنتظر قرار ساكنة إمين تالا باختيار مكان غير الذي تم التحذير منه من قبل مهندسي المختبر، مشددا على أنها “لم تنجح بعد في اختيار المكان، ونحن لا يمكننا أن نجبرها على شيء”.

وأكد رئيس جماعة أنكال أن “ساكنة إمين تالا في غالبيتها ترفض الخروج من أرضها وتريد البناء فيها، في وقت يطرح فيه تقرير المهندسين أن خطر الزلزال موجود وقائم في حال عودته بعد مدة قد تصل إلى 20 عاما”.

وحول الاختيارات التي تبقت للسلطات من أجل بعث الحياة في إعادة البناء بهذا الدوار على غرار المناطق الأخرى، أوضح المسؤول الجماعي ذاته أن “السلطات لا يمكنها أن تقوم بخطوة أخرى غير انتظار الساكنة لتقرر في أمرها وتختار مكانا مناسبا يحترم معايير السلامة”.

البناء العشوائي في حقول التفاح ومع بقاء الأمور على حالها، وتشبت السكان بأرضهم رغم المخاطر، عمد العديد منهم إلى البناء العشوائي في حقول التفاح التي تفصل بين الدوار ومجموعة من الدواوير الأخرى.

وقال حمزة أعراب، من ساكنة إمين تالا، إن “استمرار هذا الجمود دفع غالبيتنا لاستغلال المنازل المتنقلة التي تم تقديمها، وتوطينها في حقول التفاح، في محاولة لبناء منزل، تستطيع الرياح والأمطار والثلوج أن تعصف به”.

وأضاف أعراب لهسبريس أن “غالبية السكان يرفضون الخروج من أرضهم”، موردا أن “الساكنة التقت هذا الأسبوع مع السلطات الجماعية وطرحت هذا الملف، مقترحة مكانا أسفل الدوار؛ غير أنها صدمت بوجود تأكيدات الخطر الطبيعي وبأن المكان غير صالح لعملية إعادة البناء”.

وشدد المتحدث ذاته على أن “الساكنة من المستحيل أن تخرج من مكانها، فهو مصدر عيشها، سواء من خلال السياحة أو الفلاحة، وغيرها من الأنشطة”.

وعند إبداء الاستغراب لبقاء الساكنة في مكان تؤكد الدراسات أنه خطير، قال أعراب: “لا يمكن لنا أن نغادر أرضنا، فلا أحد سيرغب بذلك، هذا مكاننا، والخروج منه أمر مستحيل تماما”.

لكن عبد الله واكريم، وهو من ساكنة الدوار أيضا، سجل أن “تجنب الخطر أفضل من البقاء وسط الدوار في انتظار المجهول وتحت تهديد صخور الزلزال يوميا”.

وقال واكريم إن “الساكنة تعيش على وقع صراع فكري في هذا الأمر، فالكل حائر بين البقاء والمغادرة.

وبالنسبة لي، فالعيش في أمن وسلام أهم من البقاء هنا بدون مستقبل”.

وشدد المتحدث على “أهمية اتفاق الساكنة حول المكان الجديد”، موضحا أن “المنازل المتنقلة في حقول التفاح غير مجدية، وليست حلا”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 4 أسابيع | 4 قراءة)
.