هدية للرئيس علي ناصر محمد مقدمة من أرشيف منتدى النعمان الثقافي

هدية للرئيس علي ناصر محمد مقدمة من أرشيف منتدى النعمان الثقافي

كريتر سكاي/خاص: التقى الرئيس علي ناصر محمد بالمستشار السياسي والإعلامي لطفي فؤاد أحمد نعمان رئيس منتدى النعمان الثقافي للشباب، وذلك في حفل إفطار أقيم في مقر إقامة الرئيس في القاهرة.

 خلال اللقاء تبادلا التهاني بشهر رمضان المبارك، وجرى الحديث حول آخر التطورات في الساحة اليمنية والفلسطينية وآخرها ما يجري في غزة من حرب إبادة وتجويع وحصار ودمار من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.

أكد الرئيس علي ناصر أن الطريق إلى السلام في منطقة الشرق الأوسط يمر عبر بوابة غزة وقضية الشعب الفلسطيني الصامد وذلك بوقف الحرب وفك الحصار عن غزة والمدن الفلسطينية واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وفي هذا اللقاء الأخوي قدم الأستاذ لطفي نعمان هدية تذكارية حول مرحلة مهمة من تاريخ نضال الشعب في الجنوب في فترة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني، وهي عبارة عن صور تاريخية للثوار في جبل فحمان ومشاهد حطام الطائرة هوكر هانترعام 1964، حيث كان حاضراً وشاهداً على ذلك الفقيد الكبير الصحفي المصري الأستاذ مكرم محمد أحمد مراسل الأهرام في اليمن آنذاك والذي ألف كتاباً عن زيارته ومشاهداته بعنوان " الثورة جنوب الجزيرة".

بالإضافة إلى ذلك قدم الأستاذ لطفي نعمان للرئيس علي ناصر بعض الصور التاريخية عن اجتماع وفد الجبهة القومية مع غيرهم من الأحزاب والشخصيات التي حضرت هذا الاجتماع في مارس 1965 في جامعة الدول العربية التي تأسست في مارس 1945 أي منذ 79 عاماً، واليوم الموافق لـ 19 مارس 2024 نعيد نشر صور هذا الاجتماع التي التقطت فيه لأهميتها التاريخية:وقد أشار الرئيس علي ناصر إلى ذلك في مذكراته "ذاكرة وطن عدن من الاحتلال إلى الاستقلال" وفيما يلي أهم ما كتبه عن ذلك الاجتماع: وها نحن ندخل مصر آمنين، وندخل القاهرة، وندخل جامعة الدول العربية بوفدنا برئاسة الأمين العام للجبهة القومية قحطان محمد الشعبي، وعضوية عبد الله الخامري، عبد الملك اسماعيل، محمد أحمد البيشي، سالم ربيع علي، عبد الله مطلق، عبد الكريم الذيباني، عبد الله المجعلي، بالليل بن راجح لبوزة، الشيخ محمد صالح الأزرقي، الشيخ علي عبد الله العريفي، الشيخ فضل محمد هرهرة، الضابط بخيت مليط، قاسم الزومحي، الشيخ المحرابي، محمد سالم عكوش، سالم علي الكندي، هاشم عمر اسماعيل، والضابط علي الهلالي وآخرين وكاتب هذه المذكرات.

وهكذا كان علينا ً جميعا أن نستعد لحضور اجتماع جامعة الدول العربية بأوراقنا، ووثائقنا، في مارس من عام 1965 كممثلين لجبهة القتال، وكان لافتاً في هذا الاجتماع أننا حضرنا بملابسنا الكاكية وبأزيائنا الوطنية للمناطق التي ننتمي إليها: بيحان والضالع وعدن ودثينة ويافع وجبهات القتال المختلفة: ُ الفَوط، المآزر، العمائم والمعاوز، والخناجر.

لم نكن نعرف شيئاً عن «البروتوكول»، فنحن ندخل مبنى الجامعة لأول مرة، ومعظمنا إن لم يكن كلنا يدخل مصر للمرة الأولى.

 ولأول مرة نلتقي السلاطين، وقيادات الرابطة وبقية الأحزاب وجهاً لوجه ومن سبقونا منذ الخمسينيات وأوائل الستينيات.

وكان قد سبقنا إلى القاهرة السلطان علي عبد الكريم والسلطان أحمد الفضلي وبعض زعماء حزب الرابطة وغيرهم.

ولأول مرة أيضاً، كانوا يلتقطون لنا الصور، وتظهر صورنا في الصحف وعلى شاشة التلفاز، الشيء الجدير بالذكر أن كل شخصية من هذه الشخصيات كانت مخلصة لشعبها ولوطنها وثورتها، ومنسجمة مع ذاتها وتكوينها، ولم تحاول أن تتصنع شخصية أخرى لا تنتمي إليها، جاء معظم وفد الجبهة القومية بملابسـهم العسكرية والشعبية.

كما حضر السيد محمد علي الجفري والسيد شيخان الحبشي والشيخ محمد بن أبو بكر بن فريد والسلطان أحمد عبد الله الفضلي والسلطان علي عبد الكريم وغيرهم.

صحيح أن كلا منهم كان له دور نضالي، مشهود في حينه، واتخذ موقفا ً شجاعاً من بعض الأحداث، وترك الوطن نتيجة له.

 كما حضر عبد الله الأصنج، رئيس حزب الشعب الاشتراكي.

كان الشيخ علي العريفي جالساً في قاعة الاجتماع بعمامته ولحيته وهيبته، وعلى كتفه شال، ويتمنطق خنجره، وكان بمعوزه القصير ومظهره هذا يبدو وكأنه جالس في مجلسه في بيحان.

 وكان فضل هرهرة بعمامته الحريرية، ويلبس معوزاً، كسلاطين آل هرهرة في يافع العليا، يبدو في هيئته هذه وكأنه في منطقته في يافع.

والشيخ محمد صالح الأزرقي معمم بعمامة حرير ملونة، ويضع خنجراً عند الخصر يلفه قماش ملون وكأنه في الأزارق بالضالع.

هذه نماذج من الذين كانوا يمثلون الطرف الآخر من وفدنا، أما نحن فقد كنا حالة أخرى، وكان الكاكي أبرز تعبير عن الحالة التي كنا نمثلها، وكأننا في جبهات القتال، لا في قاعة اجتماعات الجامعة العربية! وقد حرص المناضل قحطان الشعبي الذي كان يرأس وفد الجبهة القومية على أن نأتي بهذه الملابس التي تمثل جبهات القتال في الجنوب من المهرة إلى عدن.

بدأ الاجتماع، ورأس الجلسة الأمين العام للجامعة السيد عبد الخالق حسونة يجلس إلى جانبه سيد نوفل، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، وعزت سليمان وكيل المخابرات العامة المصرية وعدد من سفراء الدول العربية.

كان الحديث عن الثورة في الجنوب وضرورة توحيد القوى الوطنية في جبهة واحدة لمحاربة الاستعمار لها الأولوية في الاجتماع.

وبدأ وفد رابطة أبناء الجنوب العربي (السيد محمد علي الجفري والشيخ محمد أبو بكر بن فريد العولقي) الحديث، ولم يخفيا انزعاجهما من الجبهة القومية التي تقود الكفاح المسلح، وطبعاً من الحاضرين القادمين من جبهات القتال.

إذ وجه الشيخ محمد أبو بكر بن فريد العولقي حديثه إلى الأمين العام للجامعة العربية ومساعده السيد نوفل وللحاضرين وقال: بلاد بها عمار لا بلّها الحياء شبعتْ حباريها وجاعت صقورها! وقصد بذلك أن «الرابطة» هي الصقور، ورجال الجبهة القومية هم الحبارى، وهي ليست من الجوارح.

والمقولة قديمة منذ عهد بني هلال.

 فوقف قاسم الزومحي من غير أن يطلب إذن الأمين العام للجامعة وقال: ووواااا سيد نوفل بدون ذكر منصبه نحن الصقور، ونحن الذئاب الحمر الذين دوخنا الاستعمار في عدن وردفان والضالع والشعيب ودثينة وبيحان والصبيحة والحواشب و.

.

.

حاولوا إسكات قاسم الزومحي، ولكنهم عجزوا عن ذلك وصاح قائلاً: يا سيد نوفل هربنا من السلاطين في الجنوب، ووجدناهم أمامنا في الجامعة العربية! فهدد السلطان علي عبد الكريم بالانسحاب من الاجتماع، وكذلك فعل الجفري وبن فريد وشيخان إذ اعتبروا كلام الزومحي إساءة لهم ولتاريخهم.

أما السلطان الثائر الساخر أحمد عبد الله الفضلي، فقد كان يضحك من الجميع وعلى الجميع.

ويقول بصوت خافت: « ودّفنا معهم عيال!»، يقصد تورطنا مع الثورة في الجنوب.

وأثناء النقاش هدد قحطان الشعبي الجميع بصوت عال: - ليس هناك طريق غير طريق الثورة المسلحة.

فمن هو مع الثورة نحن معه.

ومن هو ضدها فنحن في طلاق معه! كان عزت سليمان يريد أن ينتزع من الاجتماع قرارا ً واعترافاً من الجامعة العربية بدعم الثورة المسلحة في الجنوب.

وهذا ما حدث فعلاً في نهاية الاجتماع الذي انفضّ بعد الوصول إلى هذه النتيجة المهمة.

وقد كان موقف الأمين العام المساعد للجامعة العربية سيد نوفل، إيجابيا ً ومؤيداً للثورة المسلحة.

كانت الثورة في الجنوب تحتاج فعلاً إلى دعم جامعة الدول العربية لتواصل مسيرتها الظافرة ضد الاستعمار البريطاني لإجلاء أكبر قاعدة بريطانية في الشرق الأوسط من عدن وكان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قد أعلن في زيارته إلى تعز في أبريل 1964 " أن على الاستعمار البريطاني أن يحمل عصاه ويرحل من عدن" وقد رحل في 30 نوفمبر 1967.

(نهاية الاقتباس من المذكرات)في ختام اللقاء شكر الرئيس علي ناصر الأستاذ لطفي نعمان على هديته القيمة التي تحمل قيمة تاريخية هامة في مرحلة من المراحل المشرفة في تاريخ وطننا وشعبنا العظيم.

اليمن      |      المصدر: كريتر سكاي    (منذ: 1 أشهر | 2 قراءة)
.