البطولة الإحترافية.. صافرتها مبحوحة وقراراتها مجروحة!

• انسحاب الجامعة قاد للنكبة وإفلاس واضح للعصبة  وضع متهالك أو هكذا يدنو منه، وضع لا يشرف ولا يسر الكرة المغربية بالسمعة والمكانة التي صارت عليها، ليس بسبب ما تحصلنا عليه في مونديال قطر، بل بالموروث التاريخي لصافرة مغربية بلغة مدارج العالمية والمجد لتطل على عشاق المستديرة ذات يوم في نهائي المونديال بين فرنسا والبرازيل في شخص الراحل سعيد بلقولة رحمة الله عليه، ويليها في نفس العام أدار نهائي الكان بين مصر وجنوب إفريقيا.

اليوم حضرنا على مستوى الكم بـ7 حكام في الكان، لكن على مستوى الكيف ولا واحد حضر نهائي لاسانا واتارا، وفي البطولة هرج ومرج وغبار بسبب الفار وتظلمات بل إقرار بوجود شبهات وتورط حكام في تلاعبات .

.

.

فماذا هذا؟  • وما نيل ذلك بـ«المتمني» لئن كان الشاعر قد قال وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.

فقد كان الرهان كبيرا والجامعة في شخص رئيسها في غضبته الشهيرة شهر أكتوبر من العام المنصرم وهو يطيح بيحيى حدقة من منصبه، بسبب ما تداعى يومها من أخطاء قادت أنصار عديد الفرق لتطلق صرختها من المدرجات تارة بالهتاف ضد عدد من هؤلاء الحكام أو لرسم تيفوهات عليها وجوه أرفقوهم بعبارات غير لائقة وخادشة، وتم من خلالها الزج باسم فوزي لقجع لو تذكرون بوصفه الوصي على الممارسة واللعبة، ليصل الأمر حد التشهير غير المقبول بشخصه وإعلان الفرق ومسؤولي الأندية وكافة فعاليات اللعبة تضامنها المطلق معه.

  تم الإستقرار على ثنائية سلمان البرهمي وعبد الرحيم المتمني وكلاهما من رعيل الزمن الذهبي للصافرة للإطلاع بدورين محورين داخل المديرية ولجنة التحكيم.

قبل أن يطالعنا المتمني بقرار صادم قبل 3 أسابيع من خلال صرخة الرجل الذي استقال وعرى عن واقع مزكوم ومأزوم بل سيدبج قرار التنحي بأنه يرفض في الشكل مثل المضمون التدخل في اختصاصاته، وستتوجه الأصابع مباشرة بالتلميح صوب العصبة الإحترافية إذ تزامن تنحي المتمني مع مباراة الرجاء الشهيرة أمام حسنية أكادير التي شهدت تغيير الحكم الذي كان معينا لها.

• بلقشور والمحظور إذن إتضح أن تخليق المجال لا هو بالتمني ولا المتمني، وأن الأزمة أعمق من حصرها في شخص حدقة أو ما سواه، وهنا عاد المتحسرون والنادمون ليستحضروا أيام كان القطاع تحت وصاية كاملة ومطلقة للجامعة.

فرغم ما  كان يسود من تخبط أو أخطاء، فأن الوضع في فداحته لم برق لما هو عليه والعصبة الإحترافية على خط  تدبير كافة الأوراش التي تقلدت زمامها والبطولة الإحترافية في مقدمتها، إذ يعد الموسم الحالي الأسوأ والأكثر جدلا في تاريخ الممارسة محليا.

جدل تفرع عن صرخات مدربين من واقع برمجة هاجم فيها عدد من هؤلاء المؤطرين القينين عليها وتساءلوا  سؤالا استنكاريا إن كان هذا الذي يبرمج المباريات لعب الكرة في يوم من الأيام أم لم يلعبها؟ وجدل أعمق وهو بيت القصيد طال الحكام، إذ تم تحطيم كافة الأرقام القياسية على مستوى بلاغات التظلم والشكوى ومناشدة عدم تعيين الإسم الفلاني أو الآخر لمباريات بعينها، بل الكارثة كي لا نقول الطامة الكبرى تم الإنحناء أمام هذه المظالم وتمت الإستجابة لها ولنا فيما وقع قبل مباراة الرجاء و الحسنية الدليل الذي يعكس التدني.

حاول بلقشور الخروج للدفاع عن نفسه وقد وضع في مدفع الإنتقادات، قال أن المتمني غادر بسبب هفوات حكامه والضغوطات المحيطة به وليس بسبب التدخل في اختصاصاته.

• شبهات وتحقيقات أمام اندلاق هذا المداد بشكل استعصي التصدي له، سيخرج العديدون ليتحدثوا عن قرارات تحكيمية غريبة واستهداف واضح لنواديهم.

تحدث زمرات تواركة والسكتيوي من حسنية أكادير لكن أعنف خرجة كانت لمحمد طلال متحدث الوداد، والذي قال بصريح العبارة أن ما يحدث وخص ناديه تقف خلفه أطراف مجهولة، قال أنه عليها أن تظهر في الصورة مع يقينه من ادعاءاته ولو كلفه ذلك الإيقاف وفعلا أخلاقيات الجامعة قضت بعاقبته عاما كاملا.

ولأن المصائب لا تأتي منفردة، وفي غمرة الشكوك المحيطة بخطوط ما تسمى بـ«الوهم» في إعادات النقل التفزيوني لحصر حالات التسلل، وبعض مواقف الحكام من ضربات جزاء وأهداف وغيرها، ستتفجر فضيحة الإشتباه في تلاعب حدث في مباراتين تم تسريب ما يفيد بأنهما لنفس الفريق وعن الموسم المنصرم وتعقب بعض الحكام الذين حضروها، لتعميق البحث والتحري معهم واستنطاقهم بشأن ما قيل عن استلامهم عمولات تم تحديد قيمتها بدقة .

ولغاية الآن نتائج التحقيق لم تعلن بعد، وإن كان بينهم مثل قيل حكم دولي، بل أن هذا الحكم قيل أنه هو من طالب بالتحقيق لدفع الشبهة عن نفسه، ومن هم معنيون بالتحقيق هم اليوم خارج التعيينات بطبيعة الحال.

• الإستعانة بصافرة الأجانب عاد هذا الموضوع ليطرح للتداول ليس حلا جذريا بل جزء من الحلول المعروضة للنقاش، ويعود بنا هذا لاستحضار حالات وتجارب عشناها مع حكام أجانب مروا من البطولة مثل محمد حنصل الجزائري الذي قاد مباراة الديربي مطلع تسعينيات القرن الحالي، والمصري جهاد جريشة الذي قاد مباراة الجيش الملكي والرجاء في مركب مولاي عبد الله بالرباط، وماخيط ندياي السيننغالي الذي قاد ديربي نهضة بركان ومولودية وجدة وبالتاليقصة الإستعانة بالحكام الأجانب عادت لتطرح مجددا لكنها تستلزم إجراءات مسطرية معقدة من قبيل ابلاغ الحكام المعنين بشهر كامل قبل دعوتهم لمباريات البطولة وهو ما يبدو معقدا بالنظر للكيفية التي تتم بها البرمجة.

ونقلت مصادر خاصة أن تعيين القرقوري مكان المتمني هو شكل من أشكال التغيير، وليس كل التغيير لأن هنالك تناظرا قويا لإعادة رسم خارطة الحكام والتحكيم في بقية الموسم عطفا على نتائج التحقيقات المذكورة.

المغرب      |      المصدر: جريدة المنتخب    (منذ: 2 أشهر | 6 قراءة)
.