حسان الناصر: في بريد الأحرار!

كنا نرفع الهمة ونحن على جهل، في سنوات سابقة.

أما بعد أن إستبان الحال و المآل واجب علينا أن نعطي هذه الرسائل، فإن من الواجب في هذه اللحظات التماسك، وإني لأرى الواقعة أحلك، فقد أعادتنا هذه الهزيمة، إلى 15 أبريل، خسر الناس المسكن و الأمن، و حياة نزوحهم، التي فرضت عليهم.

ولي أصدقاء ورفاق لا أعلم عنهم حتى الآن شيء وماهو مصيرهم، فأستودعهم الله كما أستودع آخرين على ثغور المواجهة، فثبت اللهم قلوبهم و أفئدتهم.

يبحث الناس عن التفسير ونبحث نحن عن الدرس، الدرس الذي يلينا ويجب أن نعي به، الحرب أكبر منا نعم، ولكن المجتمع له دوره وله سلطته التي من خلالها تتشكل الظروف، و شروط الحل.

لن أرد على بعض الذين أرسلوا يرقصون على مصائب الناس، ولن أرد على أولئك الذين كان سببا فيها، ولكني أكتب إليكم أنتم أيها الأحرار.

أولا: هذه حرب! ضد الدولة و المجتمع ضد أن نكون أصحاب سيادة على مصائرنا و قراراتنا، وعلى أنفسنا و مستقبلنا، هذه الحرب لا تستهدف الجيش، وإنما هي جزء من سياق كامل يسعى لإعادة إنتاج السودان، تحت حكم بوكالة، هدفه تحطيم السودان للعبث بموارده.

سخرت لها سنوات وتحولت فيها مجموعات في أيدي خارجية تحركهم كيف شاءت.

ثانيا! الجيش مؤسسة تُبقى السودان واحداً متحد، غير ممزق، و واجب علينا أن نحافظ على هذه التماسك سواء كان لدينا موقف سياسي من قيادته أو لم يكن، و المهم تغيير الشروط السياسية التي صنعت هذا الواقع، وهذا لن يأتي إلا بتشكيل الكتلة الوطنية السياسية الحديثة الفاعلة.

ثالثا! هذه الحرب مفتوحة السيناريوهات، لا خيار فيها إلا بالتعامل الجاد معها، شعور منصة الإعتصام الذي خلقته ديسمبر وزيف التفاعل في الأسافير هذا لن يجدي، الإتجاه يتحرك من خلال الفعل المباشر على أرض الواقع، و الفعل من حيث الموقع.

تجاربنا الشخصية، تقول أن التعامل الشخصي الجاد مع الحدث يقلل وما إن تعامل الجميع بشكل جاد معها ستتشكل منصة صلبة تقي هذا المأزق وتماسكنا جميعا.

حتى إن ذهبنا في معسكرات وخيام سنشكل أنوية المقاومة، وحتى في المعتقلات والسجون إن جاءت سنشكل أيضا خلايا مقاومة وطنية قومية واضحة الاتجاه ونبدأ بالزحف نحو سودان مستقل حر.

شاهدنا عبث الناس في الخارج بينما يموت الأطفال من الجوع يرقص الجميع على أنغام الطرب بدل أن يتكاتفوا و يوفروا لبعضهم البعض المأكل على أقل تقدير و يسيروا قوافل التكافل الإجتماعي.

نشاهد توهان الشباب وعدم جديتهم مع الواقع، حيث يجلسون بالساعات في التحليل من غير أن ينظموا أنفسهم أو يبنوا منصات الفعل السياسي و الإجتماعي الذي يجعل المجتمع يتماسك يواجه المصير وأيضا يساهم في إسناد الدولة.

نشاهد خرافة المجتمع المدني الذي نسي دوره ولم يكن بحجم الكارثة أو أعاد التفكير في حساباته و رؤيته، وكذلك القوة السياسية الوطنية التي أدمنت مرابع المشاهدة ونسيت دورها.

في الأخذ بزمام المبادرة.

ألقي قولي هذا في بريد الوطنيين من الشعب الذين يحملون هم الأمة السودانية واحدة متحدة، يرجون المستقبل، وسنعمل ونقاتل حتى آخر سوداني حر، مهما تآمر المرجفون أو تكالب علينا الآعداء، وسنواجه مصيرنا وكما قلتها يوم ١٤ أبريل ” يفضل النخل الباقوم في السقوط نخل الفقارى”حسان الناصر                                      

السودان      |      المصدر: النيلين    (منذ: 4 أشهر | 3 قراءة)
.