في بريد الخارجية!

على الصادق الذي تحولت بعثاته الدبلوماسية في بعض الدول المجاورة إلى متعهدة حفلات يُمني نفسه أن تقوم الولايات المتحدة، بإدانة الإمارات وهو يرى المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة و الإمارات ويعلمها جيداً، لا يقف هذا العبث عند حده بل يتجاهل هو هذه الدولة في خطابه الدبلوماسي، كوزير خارجية.

وهو ذات السبب الذي يمنع السيد وزير الخارجية السوداني عن الإشارة ولو في بيان واحد منذ بداية العدوان على الشعب السوداني، ولكن إرتداء أقنعة الزيف و الخديعة و الإلتواء هي السيمة التي تتميز بها هذه الحكومة الحالية، التي لا ترتقي لأن تلبي طموحات هذه المرحلة في ظل هذه الشروط.

أنا لا أرى سبب مقنع يجعل من الحكومة تتمسك بمخاطبة الولايات المتحدة الأمريكية أو الإتحاد الأوربي و الدول التي تتعاون معها، والسبب أن هذه الدول حاليا تفرض عقوبات بشكل غير مباشر على الدولة و الشعب، فهي قامت بتجميد كافة التعاملات سواء الإقتصادية أو التي ترتبط بشكل غير مباشر بهذا الملف.

في الوقت الذي يقوم به الرئيس الكيني بمحاولة خلق تبادل تجاري بعملة غير الدولار مع الهند، و توسع الإستثمارات مع الصين، ويستخدم روتو ملف السودان ككرت يلعب به في مساندته لخيارات الولايات المتحدة و الدول الأوربية، وأصحاب المأساة يحاولن أن يتقربوا بدمائنا للولايات المتحدة، ويخاطبونها أكثر مما يخاطبون جرح الشعب السوداني ومأساته.

إنني لا أريد أن أقول بأن نرفع شعار (تهدد وتوعد) وإن كان هذا حق مشروع ولكن لا أتوقع من هذه الحكومة أن تفي بشروط السيادة كاملة، ولهذا فإن الدبلوماسية تقوم أساسا على واجب أولي يجب القيام به، فلا يوجد معلومات كافية عن مقدار السلاح الذي تدفق، أو المناطق التي إستخدم فيها حسب خطاب الحكومة ومجلس السيادة و الذي يشبه خطاب منصة الإعتصام.

وفي نفس اللحظة لا أريد أن نحول دمائنا إلى سلعة دبلوماسية أيضا، ولكن يجب أن تقوم وزارة الخارجية و الصحة و اللجنة التي تشكلت بالإضافة إلى الشرطة و العدل، في توثيق الجرائم وإعداد تقارير شهرية توضح علاقة المليشيا بالتسليح الذي يتم لها ومن ثم توضيح حجم المأساة الإنسانية، وتشكل قاعدة وطنية للمعلومات و البيانات التي تحفظ للشعب السوداني مأساته، ليتثنى للخارجية الحديث بشكل واضح.

بالإضافة إلى ذلك يجب على الخارجية أن تغيير بعض الأوجه خصوصا في المراكز المهمة بخصوص ملف الإنتهاكات فهذه المقدرات الضعيفة هي ناتجة عن خيارات ضعيفة في الأساس وهي نواتج ٢٥ أكتوبر الخطوة التي أضاعها تردد البرهان في أن تسلك المسار الوطني الصحيح.

سيادة وزير الخارجية إنك شخصية مهمة حاليا وتمثل قدرة الدولة و إرث السودان، و الوزارة تعتبر أهم وزارة في وقت من الأوقات وحاليا تعتبر أهم من مجلس السيادة ، أنا لا أثق في قدرة السيد رئيس مجلس السيادة في إدارة أو دعني أقل بأنه لديه الوعي الكافي بهذه الملفات، هذه الوزارة يمكن أن تعيد للسودان مساره الوطني المفقود، منذ وقت طويل، وعليه وضع إستراتيجية دبلوماسية شاملة مهمة.

إنك لا تمتلك منصة واضحة حتى لبياناتكم أو موقع إلكتروني من خلاله تخاطبون العالم و الرأي العام الإقليمي و الدولي، بل حتى لم نرى أن لك لقاءات منفصلة أو تحريك ملف دول الجوار مثلا، أو حتى لقاءات مع وزراء خارجية مثل الصين و روسيا، دائما ما تظهر كملحق في الوفود التي يقودها برهان و هو أمر جيد ولكن وزارتكم تتطلب مجهودات ذاتية تقوم بها.

إننا نذكرك برموز الدبلوماسية في عالم الجنوب وحلفائهم في سياقات أخرى هؤلاء الرجال الذين تواجدوا في هذا المنصب قد سطروا ملاحم تاريخية و إرث مهم أيضا، ولك في إرث وزارة الخارجية السودانية خير مثال.

إننا سنكون دائما في مواجهة مفتوحة مع التحديات و القصور الذاتي الذي لا نجد له أي مبرر في هذا التوقيت لذلك من الضرورة أن ترتقي الجهود إلى عظم اللحظة وبقدر التضحيات، وعلى الأيدي التي تدير هذا الملف أن تعلم بأن إعاقة هذه الوزارة يمثل تهديد لا يقل خطوة على تهديد المليشيا للدولة و الشعب.

حسان الناصر                                      

السودان      |      المصدر: النيلين    (منذ: 5 أشهر | 8 قراءة)
.