تأملات فيلسوف العرش: العقل دستور مشترك

تأملات فيلسوف العرش: العقل دستور مشترك

في تأملاته التي كتبها الحكيم ماركوس أوريليوس رأى أنه في وسط تغير الحياة والأشياء والآراء لا بد أن يتجه الإنسان إلى العقل والنفس، فهما الأكثر هدوء، وحيث العقل الذي هو دستور مشترك بين الناس، ومصدره واحد، موضحا أن "الأشياء لا يمكنها أن تمس العقل؛ فهي خارجية وخاملة، كما أن الاضطرابات لا تأتي إلا من رأيك الداخلي".

وأضاف "ماركوس" خلال كتابه "التأملات" الذي يضم مقولاته وفلسفته: ما دام الجزء المفكر مشتركًا بيننا، فالعقل مشتركٌ أيضًا، وهو ما يجعلنا كائناتٍ عاقلة.

ومشتركٌ بيننا أيضًا الآمر الذي يملي علينا ما نفعل وما لا نفعل.

وإذا صح ذلك فبيننا أيضًا قانونٌ مشترك؛ ومن ثَمَّ فنحن مواطنون، نستظل معًا بدستور واحد.

إذا صح ذلك فالعالم كله كأنه دولةٌ واحدةٌ وإلَّا فكيف يمكن للمرء أن يقول إن الجنس البشري كله يشارك في دستور عام؟ من هناك إذن، من هذه المدينة؛ الدولة المشتركة، نستمد عقلنا نفسه، قانونَنا، وإلَّا فمن أين نستمد؟ فكما أن الشطر الترابي مني مستمدٌّ من ترابٍ ما، والمائي من عنصره، والنفس الهوائي من مصدرٍ ما، والحار الناري من مصدره الخاص، كذلك العقل لديه أيضًا مَصدرُه".

ماركوس أريليوس، فيلسوف، وإمبراطور روماني، حكم في الفترة من 161 وحتى 180م، كان رجلا فاضلا بمعنى الكلمة، كرس حياته للأدب والفلسفة والمدرسة الرواقية، لقب بفيلسوف العرش، كتب هذه التأملات بشكل يومي باللغة اليونانية، ولم يقصد بها النشر أو مخاطبة القراء بل كان يكتبها لنفسه من باب التمرين والتدريب، تأثر بكثير من الفلاسفة السابقين مثل سقراط وهيراقليطيس.

مصر      |      المصدر: البوابة نيوز    (منذ: 3 سنوات | 7 قراءة)
.