مدير إدارة الإطفاء والإنقاذ بالقوات المسلحة: أنشأنا أكبر ميدان تدريب لوحدات الإنقاذ والتدخل السريع

أكد اللواء محمد الدسوقى، مدير إدارة «الإطفاء والإنقاذ» بالقوات المسلحة، جاهزية وحدة الإنقاذ والتدخل السريع، التابعة لـ«الإدارة»، للتحرك لنجدة المجتمع المدنى فى أى كوارث أو أزمات كبرى خلال 3 دقائق فقط من تلقيها بلاغ وقوع الحادث أو الكارثة.

وأضاف اللواء محمد الدسوقى، فى أول حوار صحفى يجريه مدير «الإنقاذ والإطفاء» منذ إعادة تنظيم فرع إطفاء القوات المسلحة فى إدارة مستقلة قبل قرابة 5 سنوات، لـ«الوطن»، أن «الإدارة» تمتلك أجهزة حديثة لمواجهة أية كوارث طارئة قد تحدث؛ فمثلاً يوجد لديها ذراع إطفاء وإنقاذ طولها يبلغ 104 أمتار، وهو أطول الأذرع المستخدمة عالمياً وغير الموجودة حتى فى دول كبرى، والتى تُمكن من الإنقاذ أو الإطفاء على ارتفاعات شاهقة تزيد على «30 دوراً».

وأوضح مدير «الإطفاء والإنقاذ» أنهم يؤمنون وحدات القوات المسلحة ضد أخطار الحرائق، كما يشاركون فى تأمين الاحتفالات والأحداث القومية ضد أى أخطار، وإلى نص الحوار: ما دور إدارة الإطفاء والإنقاذ بالقوات المسلحة؟ - مهمتنا الأساسية هى تأمين القوات المسلحة من أخطار الحريق، ونشر الوعى الإطفائى، والتدريب، وتدبير كل ما هو جديد من معدات الإطفاء والإنقاذ ليصبح لدينا أحدث ما توصل إليه العالم فى هذا الصدد، بالإضافة إلى معاونة القطاع المدنى فى حال الحوادث الكبرى سواء حرائق أو انهيارات أو بعض حوادث القطارات، أو الكوارث والأزمات مثل تجمعات مياه السيول الكبرى، وذلك باستخدام معدات البحث والإنقاذ أو عربات الإطفاء الحديثة، أو شفط المياه فى حالة السيول.

مهمتنا الرئيسية إنقاذ أي روح ما زالت على قيد الحياة قبل وفاتها والحفاظ على الممتلكات وما دور الإدارة فى معاونة القطاع المدنى فى المسائل المتعلقة بـ«الإنقاذ»؟ - يكون الحفاظ على الأرواح والممتلكات التى حدثت فيها انهيارات أو كوارث أو أزمات سواء كانت طبيعية أو صناعية مثل الزلازل أو الانهيارات؛ فحينها يكون هناك أفراد تحت الأنقاض، وذلك عبر استخدام أجهزة حديثة نمتلكها متخصصة بمجال البحث والإنقاذ، فما يهمنى أن أنقذ أى شخص ما زال على قيد الحياة، وذلك خلال الـ72 ساعة الأولى من الانهيار، وهنا تكون فرص النجاة ضعيفة؛ فيتم استخدام المعدات الثقيلة بحرص لإخلاء الموقع من الأنقاض، ولكن بطريقة معينة.

لدينا «جهاز تتبع حركة المباني» لتوقع الانهيارات قبل حدوثها في مناطق الكوارث تحدثت عن معدات تستخدمونها فى مجال الإنقاذ.

.

مثل ماذا؟ - يوجد لدينا على سبيل المثال أجهزة البحث تحت الأنقاض، مثل جهاز «ألترا سونيك»، وكاميرا حرارية، وهما معدتان نستخدمهما لتحديد مكان أى روح لا تزال على قيد الحياة تحت الأنقاض ومكانها تحديداً، حيث تبحث تلك الأجهزة بعمق 15 متراً، وفى دائرة قطرها 15 متراً، كما يوجد لدينا معدات لعمل دعامات لرفع الأحجار الثقيلة، فضلاً عن «جهاز تتبع حركة المبانى»، وهو جهاز ينظر فى سلامة العقارات المجاورة لأى عقار منهار، ويقيس أى درجة ميل قد تحدث فيها من 5 مللى متر حتى 10 سنتيمترات، حيث إن الميل هو مؤشر لأن العقار أصبح آيلاً للسقوط؛ حيث إن الانهيار لا يحدث فجأة، ولكن تكون له مقدمات.

لدينا أجهزة لرصد الأحياء تحت أنقاض انهيارات الأبراج والمنشآت حتى ارتفاع 15 متراً.

.

وأخرى للإطفاء على ارتفاعات أكثر من «30 دوراً» شاهدنا لدى دخولنا لإجراء الحوار وجود وحدة «الإنقاذ والتدخل السريع» داخل الإدارة.

.

فما أبرز مهامها؟ - هى أكبر وحدة متخصصة فى مجال الإطفاء والبحث والإنقاذ بالشرق الأوسط، والتى تتدخل لإزالة الكوارث الطبيعية والصناعية، وشاركت بفاعلية فى مكافحة العديد من حوادث الحرائق والانهيارات داخل وخارج مصر؛ فمثلاً شاركت فى إزالة آثار زلزال تركيا عام 1998، وانهيار صخرة الدويقة، وهى وحدة لديها أحدث عربات إطفاء فى العالم، وعربات إنقاذ ثقيلة تضم أحدث معدات البحث والإنقاذ للأفراد المحاصرين تحت الأنقاض، فضلاً عن تدبير أذرع وسلالم إطفاء وإنقاذ بأطوال مختلفة تتراوح بين 53 متراً و72 متراً و88 متراً، وذراع إطفاء بطول 104 أمتار، الذى يعتبر من أطول أذرع الإطفاء والإنقاذ بالعالم.

ومتى تتدخل وحدات الإطفاء والإنقاذ فى الحوادث والأزمات؟ - حال طلب الدفاع المدنى دعمه فى مواجهة الكوارث والحوادث الكبرى، أو صدور أوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة للتحرك بشكل فورى.

وما الوقت الذى يستغرقه رجال الإدارة فى التحرك بعد تلقيهم البلاغ بالحريق أو الكارثة؟ - لدينا عناصر مخصصة للأزمات والطوارئ، نسميهم «الطلب الأول»، وهم عناصر جاهزة على مدار الـ24 ساعة، ومستعدة لأى بلاغ، حيث تتحرك خلال 3 دقائق فقط من تلقى البلاغ، حيث إنهم جاهزون دائماً للتحرك، وتنفيذ أية مهام قد يكلفون بها، وفى حال حاجتهم للدعم، هناك لدينا ما يُسمى بـ«الطلب الثانى»، والذى يخرج خلال 7 دقائق فقط، بالإضافة لرجال وعناصر وحدة الإنقاذ والتدخل السريع الأخرى الموجودة لدينا.

وما أبرز الأزمات والكوارث التى ساهمتم فى مواجهتها؟ - أكبر أزمة تعاملنا معها على الإطلاق كانت إزالة آثار زلزال تركيا عام 1998، حيث أرسلنا فريق بحث وإنقاذ عمل طوال 12 يوماً، وكان لنا أثر كبير فى الإخلاء للأفراد الذين نجوا، وانتشال أفراد لم يكونوا للأسف سوى جثث هامدة تحت الأنقاض.

وكيف تقيِّم مشاركتنا فى دعم تركيا فى مواجهة أزمة الزلزال؟ - قدمنا للشعب التركى دعماً على أعلى مستوى، وكنا من أكثر الدول فاعلية فى إنقاذ الأرواح خلال هذا الزلزال؛ فأنا كنت ضابطاً برتبة نقيب حينها، وشاركت فى تلك الأعمال، والواقع حينها كان صعباً للغاية؛ فهناك دول كثيرة ذهبت لمعاونة تركيا بأجهزة بحث فقط، ولكننا كنا نبحث ونُخرج الأفراد فى مهمة مزدوجة أسفرت عن إنقاذ حياة الكثير من المواطنين الأتراك.

نتحرك حال طلب «الدفاع المدني» الدعم في مواجهة الحوادث الكبرى ماذا عن الحوادث الأخرى التى تمت معاونة القطاع المدنى فيها؟ - آخر حادث كان الحريق البترولى على الطريق الدائرى، وتدخلنا فيه بعربات إطفاء حديثة جداً، وتم إطفاء الحريق عبر «الفوم»، وهو الوسيط المثالى لإطفاء حرائق البترول، وتلك التقنية موجودة أيضاً لدى شركات البترول.

كما أننا شاركنا فى مواجهة السيول الكثيفة بالإسكندرية قبل عامين، حيث وظفنا سيارات الإطفاء فى معاونة القطاع المدنى عبر سحب تجمعات المياه وتصريفها فى أماكن بعيدة؛ فنحن لدينا قسم للمهندسين العسكريين لديهم لوادر وحفارات ومعدات قادرة على التعامل مع تداعيات السيول الكبيرة.

كما شاركنا مثلاً فى إطفاء حريق العتبة الكبير، وكان يضم حرائق فى مخازن وورش، وكان هناك أناس محاصرون فى أدوار عالية، واستخدمنا سلالم الإنقاذ لإخلائهم.

تتحدث عن مهام صعبة تحتاج مقاتلاً من طراز فريد.

.

فكيف يتم اختيارهم؟ - تتطلب طبيعة عمل عناصر الإطفاء والإنقاذ سمات شخصية من طراز معين، منها وجود لياقة بدنية على أعلى مستوى، والثقة بالنفس، والجرأة، والشجاعة، والسرعة فى اتخاذ القرار للمحافظة على أرواح وممتلكات المواطنين.

ندرب رجالنا على حرائق الوقود والطائرات وحرائق وانهيارات العمارات السكنية والأبراج   وكيف يتم تدريب وتأهيل عناصر «البحث والإنقاذ»؟ - ندربهم عبر استخدام أحدث طرق ووسائل التدريب فى العالم، وأنشأنا أكبر ميدان تدريب تخصصى بوحدة الإنقاذ والتدخل السريع عام 2017، لتدريب رجالنا على مكافحة جميع أنواع الحرائق، وإزالة آثار الانهيارات المختلفة، عبر محاكيات لحرائق وأزمات فى محطات الوقود، أو خزان وقود استراتيجى، وعمارة سكنية، أو برج سكنى منهار، أو طائرات، كما يتم إيفاد الضباط لحضور دورات تدريبية فى دول متقدمة للتعرف على أحدث ما وصل له علم الإطفاء والإنقاذ حول العالم.

وهل أسفرت مقارنتنا بوحدات البحث والإنقاذ فى دول أخرى عن أفضلية نسبية لهم فى المعدات على سبيل المثال؟ - أقولها بكل صدق، معداتنا توازى أفضل المعدات الموجودة فى الدول المتقدمة؛ فمثلاً كنت فى مأمورية فى إحدى الدول الأوروبية الكبرى قبل شهور خلال تدريب مشترك، وكان أطول ذراع إطفاء لديهم بطول 60 متراً، فيما توجد لدينا ذراع بطول 104 أمتار على سبيل المثال.

وهل لعبتم دوراً فى مواجهة أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد؟ - كُلفنا، مثلنا مثل باقى أجهزة القوات المسلحة، بمعاونة الدولة فى مجابهة انتشار جائحة كورونا منذ بدء انتشار الموجة الأولى للفيروس، وحتى الآن نقوم بأعمال تطهير وتعقيم للمنشآت القومية للدولة، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من أعمال التطهير والتعقيم للمواقف العمومية، والطرق الرئيسية، والميادين العامة بجميع أنحاء الجمهورية عبر تطويع عربات ومعدات الإطفاء للعمل كوحدات لتطهير المسطحات، والمبانى، والطرق الرئيسية، والميادين العامة.

ماذا تقصد بـ«تطويع العربات»؟ - على سبيل المثال، عمل عناصر البحوث الفنية فى الإدارة على ابتكار وتصنيع وحدة إنتاج الرذاذ الغزير متعدد الأغراض بأيدٍ مصرية 100%، وهى وحدة لديها القدرة على تطهير مساحات شاسعة من المنشآت والطرق، مما كان له عظيم الأثر فى تقليل انتشار فيروس كورونا بالأماكن العامة.

حدثتنا عن دعم «الإدارة» للمجتمع المدنى.

.

فما دورها فى الحياة العسكرية؟ - هو تأمين منشآت القوات المسلحة ضد أى حريق؛ فخط الدفاع الأول عن تلك المنشآت هو أجهزة الإطفاء بداخل المنشأة، ولو الحريق أكبر من أجهزة الإطفاء والإنذار بالمنشآت نتدخل عبر مراكزنا المنتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية.

وهل تتم أعمال صيانة على المعدات التى تُستخدم فى البحث والإنقاذ للتأكد من صلاحيتها؟ - نراجع على المعدات بشكل مستمر، وهناك صيانة يومية؛ فأى عربة إطفاء أو معدة دون بحث وإطفاء وصيانة تعتبر انتهى عمرها الافتراضى، وهنا نطمئن الشعب المصرى بأن رجال الإطفاء والإنقاذ جاهزون للتعامل مع تداعيات أى طوارئ أو كوارث بنسبة 100%.

أعلنت الهيئة العربية للتصنيع عن إنتاج مصنع قادر لعربات إطفاء ومعداتها.

.

ما رأيك فى تلك المنتجات؟ - هى منتج محلى جيد جداً، ونوظفه فى بعض استخداماتنا، لكن اعتمادنا الأساسى على سيارات مستوردة من الخارج بأكبر وأحدث الإمكانيات الموجودة فى العالم.

وهل لديكم إمكانيات إطفاء الحرائق فى الأماكن الضيقة؟ - نعم؛ فلدينا عربات إطفاء عبر «موتوسيكل رباعى» يضم وسيط الإطفاء، كما أن خراطيم عربات الإطفاء يصل طولها لـ600 متر، وطاقتها تصل لـ50 طناً من وسيط الإطفاء.

ماذا عن «طائرات الإطفاء»؟ - تمتلك قواتنا المسلحة طائرات تعمل فى مجال الإطفاء تابعة للقوات الجوية، وهى تعمل من الأسطح الخارجية، وليس للإطفاء داخل البنايات.

«الإطفاء والإنقاذ» تعود نشأة الإدارة إلى عام 1952، حين أنشئ فرع إطفاء القوات المسلحة، ثم تمت إعادة تنظيم الفرع ليكون أحد الأجهزة التابعة لهيئة إمداد وتموين القوات المسلحة، وفى عام 2016 تمت إعادة تنظيم الفرع ليكون إدارة الإطفاء والإنقاذ للقوات المسلحة، ولدينا أكبر وحدة متخصصة فى مجال الإطفاء والبحث والإنقاذ بالشرق الأوسط.

 

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 3 سنوات | 12 قراءة)
.