«المسحراتي».. فؤاد حداد الأب الشرعي لشعر العامية المصرية

«اصحى يا نايم.

.

وحد الدايم.

.

وقول نويت.

.

بكرة إن حييت.

.

الشهر صايم.

.

»، كلمات تغنى بها الفنان سيد مكاوي في شهر رمضان منذ عشرات السنين في الإذاعة والتليفزيون، لديوان من كلمات الشاعر الكبير ، الذي يعتبره كثير من النقاد الأب الشرعي لشعر العامية المصرية، فهو صاحب مدرسة ومشروع فكرى، وقال عنه الشاعر بيرم التونسي «لا أحد أشعر من فؤاد حداد».

ولد فؤاد حداد بالقاهرة في 28 أكتوبر 1928، تعلم في مدرسة الفرير ثم مدرسة الليسيه الفرنسيتين، وكانت لديه منذ الصغر رغبة قوية للمعرفة والإطلاع على التراث الشعري الذي وجده في مكتبة والده، وكذلك على الأدب الفرنسي من أثر دراسته للغة الفرنسية.

أصدر نحو 33 ديوانا منها 17 ديوانا أثناء حياته والباقي بعد وفاته؛ في 1985، ابنه الشاعر أمين حداد، ومما كتبه فؤاد حداد  كان ديوان «المسحراتي» لسيد مكاوي 1964 وكتب له البرنامج الإذاعي «من نور الخيال وصنع الأجيال» 30 حلقة عام 1969، والذي كانت أغنية «الأرض بتتكلم عربي» قطعة منه.

وكتب مقدمة ديوان «المسحراتي» الروائي خيري شلبي، وجاء فيها: إن من يقرأ شعر فؤاد حداد، لابد أن يتغير تغيرا جذريا، لابد أن تنتفي من داخله، كل مشاعر الخور والهزيمة، والتحلل وعدم الشعور بالمسؤولية، قادر على تحدى الصعاب، صار إنسانا مسؤولا بحق عن كرامته».

وفكرة المسحراتي تنطلق من فكرة مبتكرة ونادرة لا مثيل لها في تاريخ الشعر العربي، فإذا كان المسحراتي في التراث الديني يوقظ الناس يقظة مادية ليتناولوا طعام السحور وليلحقوا بصلاة الفجر، فإن المسحراتي عند فؤاد حداد هو الشاعر نفسه، يشد ويوقظ الأمة يقظة معنوية من نوم طال أمده، يوقظها على الحقائق الجوهرية التي يجب التنبيه إليها.

من أجواء الديوان: المشي طاب لي والدق على طبلي ناس كانوا قبلي قالوا في الأمثال الرجل تدب مطرح ما تحب وأنا صنعتي مسحراتي في البلد جوال حبيت ودبيت كما العاشق ليالي طوال وكل شبر وحتة من بلدي حتة من كبدي حتة من موال!

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 3 سنوات | 11 قراءة)
.