اتصال هاتفي يبعث آمال حلحلة أزمة التشكيل الحكومي في لبنان

اتصال هاتفي يبعث آمال حلحلة أزمة التشكيل الحكومي في لبنان

المصدر: بيروت - وفاء عواد التاريخ: 26 يناير 2021 ت + ت - الحجم الطبيعي وسط الانسداد السياسي الآخذ في التصلّب، من دون مؤشرات داخليّة تنبئ ببداية أيّ حلحلة على مسار تأليف الحكومة الجديدة، شكّل الاتّصال الأوّل بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد الماضي، بارقة أمل للأوساط التي لا تزال تراهن على أنّ الضغوط الفرنسيّة، والدوليّة عموماً، ‏وحدها قد تدفع الأزمة الحكوميّة إلى منافذ الحلول.

وجاءت إشارة ماكرون حول تقديم لبنان كواحد ‏من البنود المدرجة في أجندة التعاون المقبل حوله، بين الولايات ‏المتحدة وفرنسا، لتشيع بعض الأمل بأنّ لبنان ليس متروكاً ‏لحال العبث السياسي والشخصي الجارية في ملف تأليف الحكومة.

وعلى رغم أنّ هذه الإشارة جاءت مقتضبة جداً، إلّا أنّها جعلت الواقع ‏اللبناني، المعلّق على حبل التعطيل الحكومي منذ أشهر، مشدوداً من ‏جديد في اتجاه باريس، رصداً للخطوة الفرنسيّة التالية وماهيّتها ‏وموعد ترجمتها.

وذلك، وسط استبعاد أن يحرّك بايدن وإدارته ملفّ لبنان قبل الربيع المقبل.

وكان الحدث اللبناني، في الساعات الأخيرة، دوليّاً بامتياز، باتصال الرئيس الفرنسي بنظيره الأمريكي، وصدور بيان عن قصر الإليزيه أعلن بوضوح أنّ الملفّ اللبناني كان حاضراً في النقاش بين الرئيسين، وأنّهما يتشاركان الرغبة في العمل معاً من أجل الاستقرار في الشرق الأوسط، ولا سيّما بما يتعلق بالملفّ النووي الإيراني والوضع في لبنان، فيما اعتبر بيان البيت الأبيض أنّ الاتصال الأوّل بين الجانبين، منذ تنصيب بايدن، عبّر عن إرادة الرئيس الأمريكي في تعزيز العلاقات الثنائيّة مع الحليف الأقدم لواشنطن، مشدّداً على أنّهما اتفقا على العمل معاً في شأن أولويّات السياسة الخارجيّة المشتركة.

وفي انتظار بلورة المشهد الدولي والإقليمي، الذي بات البعض يراه ضرورياً لإعادة رسْم الصورة الداخليّة، ارتفع منسوب الكلام عن أنّ التعنّت الداخلي لم يكن ‏وحده سبباً أساسيّاً للأزمة.

وإذا كان الإعلان عن احتمال تعاون فرنسي- أمريكي حول الملفّ ‏اللبناني زرع بعض الأمل في ‏نهاية أفق التأليف المسدود، على أنّه في الجانب الآخر لهذا التطوّر، وفق القراءات أيضاً، فإنّ ارتدادات إعلان ‏الرئيس الفرنسي عن توافق مع الولايات المتحدة على ‏التعاون حول لبنان ستصيب حتماً شريكَي التأليف، أي الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري، وستفرض عليهما هدْنة قسريّة، تُخرجهما ‏من خلف متاريس الاشتباك الذي استنفدا فيه تظهير كلّ عناصر تأجيج ‏الخلاف بينهما وأسباب تعطيل تأليف الحكومة، وبالتالي انتظار ما ‏سيطرحه الفرنسيّون من حول الملفّ اللبناني، ربطاً بما أعلنه ماكرون.

ذلك أنّ المقاربة الفرنسيّة ‏الجديدة مرتكزة، هذه المرة، على تعاون أمريكي جدّي مع باريس، ‏ومباركة إدارة بادين للمبادرة الفرنسيّة تجاه لبنان.

فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

الامارات      |      المصدر: البيان    (منذ: 3 سنوات | 15 قراءة)
.