المنتخب المحلي: الانتصار ثمين ولو اختلفنا!
إن كان الفوز أفضل خيار لإعطاء البداية قوة دفع كبيرة للإقتراب أكثر من الدور ربع النهائي، فإن المنتخب المحلي حقق أفضل ما في الخيارات بفوزه الصغير على منتخب الطوغو في افتتاحه لطريق سيمشيه بالتأكيد مدافعا عن اللقب الذي بحوزته.
.
الفوز ليس سوى بريق الذهب الذي يلمع، كيف لا وهو يمنح النقاط الثلاث ويوسع هامش الأمان ويعطي أجنحة للتحليق، لذلك مهما اختلفنا في تقييم هذا الفوز على منتخب الطوغو، ليس بالنتيجة ولكن بالأداء وبالطريقة التي جاء بها، فإننا سنتفق على أن النقاط الثلاث ذهبت لرصيد المنتخب المحلي، واعتبارا إلى أن المواجهة الأخرى عن نفس المجموعة بين رواندا وأوغندا، انتهت كما بدأت على بياض، فإن المنتخب المحلي يحتاج لفوز ثان اليوم الجمعة على منتخب رواندا ليعلن متأهلا لدور الربع، أيا كانت نتيجة مباراته الثالثة والأخيرة أمام أوغندا الثلاثاء القادم، برغم أن الفوز فيها أيضا سيكرس الروح الإنتصارية وسيضع صدارة المجموعة بيد أسود البطولة.
نأتي الآن للحديث عن الأحراش التي قطعها منتخبنا المحلي لاقتناص الثلاث نقاط، عن الطريقة التي وضعها الناخب الوطني الحسين عموتا بيد أسودنا المحليين ليتخلصوا من منتخب الطوغو؟ بالطبع لن نتفق على شيء بعينه، فمنا من يرى أن لاعبينا لم يحسنوا التعامل مع الفرص الكثيرة التي سنحت لهم، وتلك معضلة تكتيكية اشتكى منها أيضا عموتة، ومنا من يرى أننا أعطينا بتقاعسنا أجنحة لمنتخب متواضع لا يحسن بناء حتى جملة هجومية مكتملة، وكنا سنلدغ من جحره في ختام المباراة، ومن سيقول أن الأغلال الدفاعية الموضوعة في المنظومة لم تمنح اللاعبين فسحات لكي يتنفسوا ملء رئاتهم.
والحقيقة أن هذا وذاك صحيح، فالمنتخب المحلي كان مرشحا بوجود العديد من الفوارق الفنية لكي يحقق فوزا عريضا، إلا أنه لا يمكن إطلاقا أن نسقط من حسابات التقييم، أن المباراة جرت تحت حرارة معتبرة وبنسبة رطوبة عالية، وذاك مؤثران قويان يحولان بين منتخبنا المحلي وبين القبض على أهم سلاح تؤمن بقوته الرهيبة كرة القدم الحديثة، سلاح الإيقاع، كما أنها بداية بطولة، يجب أن يكون فبها الصعود تدريجيا، فلا أحد إطلاقا يتمنى أن تكون البداية قوية، وبعدها يكون المنحدر الخطير.
.
وإذا ما نحن وضعنا في الإعتبار كل هذه الحقائق، على الأقل لنبرر عدم توافق النتيجة مع الأداء الجيد والمطمئن، فإن مباراة اليوم أمام رواندا، لابد وأن تظهر لنا منتخبا وطنيا ربح مسافات في طريقه للتكيف مع العنصر المناخي ليكون متمكنا من أدوات التحكم في الإيقاع، وعالج ما اعتراه في مباراة الطوغو من ضعف في النجاعة، ولابد أن يعامل مباراة رواندا على أنها مباراة نهائية لا قيمة إلا لنقاطها الثلاث.
.
المغرب
37 قراءة) 
