إما هذا أو السلام علي السودان

الجيش يخوض معركة في الفشقة وحقق انتصارات كبيرة باستعادة اراضي سودانية ظلت مغتصبة لاكثر من 25 عام من قبل إثيوبيا.

من الطبيعي ان تكون هذه الانتصارات محل اجماع وطني وبوابة لاستعادة اللحمة الوطنية.

لكن للاسف حدث العكس تماماً حيث باتت ارض المعركة الوطنية ساحة للخلافات السياسية.

ذهبت القوة السياسية حليفة العسكر في الحكم الي التقليل من شان الحرب وجدواها وياليت الامر توقف عند التشكيك في جدوى الحرب بل تعدى ذلك الي التخندق في صف العدو وباتت القوات المسلحة تواجه معركة في الداخل والخارج ولعل معركة الداخل هي المعضلة الكبرى التي لولا لطف الله وتماسك القوات المسلحة والتفاف الشعب حولها وبالاخص ابناء الشرق والقضارف تحديداً والتدافع الذي حصل من فئات متعددة من ابناء الشعب الذين تسابقوا للحاق بارض المعركة مما كان له الاثر الطيب في إبقاء الروح المعنوية للجيش في اعلى حالتها.

هذا التخاذل من الشق المدني والذي اتضح جلياً إنه بتنسيق ودعم من قوة اقليمية تبنت الثورة وشكلت الحاضنة السياسية للحكومة جعل الشق المدني يعمل جاهداً علي اظهار الحرب بانها هزيمة وان موقف إثيوبيا سليم وتعزيز فرضية الحرب بالوكالة عن مصر.

الواقع السياسي في البلاد يقول ان الازمة ليست في الحدود الشرقية وحدها فغرب البلاد يشهد احتراب اهلي قد يقود الي انفلات امني يصعب السيطرة عليه.

كذلك الخوف من تتمدد تشاد في السودان فالوضع الامني الهش وضعف الولاء الوطني للحكام يغري ويحفز الطامعين في ارض السودان للانقضاض عليه الان.

وقد شهدت الحدود مع تشاد مناوشات قبل يوميين لا علم لي بأسبابها.

لجنوب السودان اطماع في مناطق عديدة مثل كاكا التجاريه، المقينص، كفي كنجي، حفرة النحاس، سماحه وجودة الفخار.

سيتمدد الجنوب في هذه المناطق بذات الطريقه الاثيوبيه في حال استمر الوضع بهذه الوتيرة.

متوقع ان يمتد التوتر نحو ج كردفان باعتبار ان ما يحدث في الجنينة سياثر مباشرة هنالك بالاضافة الي موقف الحلو من النظام ودعم القوة اليسارية له وهي تعد اكبر عدو للجيش وتعمل جاهدة لتفكيكه وتشليعه بعد ان فشلت في ترويضه.

الشمال الذي ظل عبر كل التغيرات السياسية في مأمن يشهد اليوم توتر شبه قبلي واستهداف مباشر لبعض مكوناته وبلغ الصراع اوجه بالمطالبة باقالة والي نهر النيل وحتى كتابة هذه السطور طريق التحدي مغلق لذات السبب.

والشعور العام الذي بات سائداً اليوم وهو انتصار القبيلة علي الدولة كما حدث مع إبراهيم محمود ونائب رئيس شوري الجعليين ووداد بابكر من قبل فيما عرف بغياب هيبة الدولة.

البلد تعيش حالة غياب الدولة إنعدام الخدمات وعجز الحكومة عن القيام بواجباتها والياس من الاصلاح لدى المواطن وفقدان الامل في قحط ونظامها السياسي في احداث اي تغيير للافضل حيث باتت البلاد كلها تحت رحمة الخارج وخير شاهد علي ذلك تصريحات السفير الاثيوبي في الخرطوم.

بناءً علي ما تقدم من معطيات وتحسبًا لان تمتد حرب الفشقة بحيث يتعذر علي الجيش خوض المعركة منفرداً وكذلك انفتاح جبهات اخرى وطامعون جدد يصعب السيطرة عليهم ادعو البرهان بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة ان يقوم بالاتي.

اعلان حالة الطوارئ والتعبئة العامة والاستنفار في عموم البلاد .

حل الحكومة والغاء الوثيقة الدستورية والعودة الي دستور 2005.

ارجاع هيئة العمليات للخدمة ( علي منسوبي الهيئة عدم الخوض في اي تفاصيل الان) المطلوب التبليغ والالتحاق بخطوط التماس.

استدعاء قوات الاحتياط الدفاع الشعبي سابقاً.

اعادة تفعيل دور جهاز الامن والمخابرات.

دعوة الحكماء والعقلاء من ابناءالبلد (شباب الثورة) للتشاور حول تشكيل حكومة كفاءات وطنية غير حزبية بالمهام الاتية.

الاقتصاد ومعاش الناس.

ضبط الامن وبسط هيبة الدولة.

انفاذ اتفاق السلام.

ملف الفساد والمحاكمات.

الاعداد للانتخابات.

الفترة الانتقالية تمضي مناصفة بين العسكريين والمدنيين مجلس سيادة من ٥ عسكريين +٢ من قادة الحركات الموقعين علي السلام.

مجلس وزراء من ١٢ وزير كفاءات غير حزبية + حركات مسلحة علي ان يكون وزير الشباب من الثوار المشهود لهم بالنضال في الثورة.

العساكر يطلعون بالجوانب الامنية وإعادة هيكلة الموسسات العسكرية والمدنيين يتولون بقية المهام.

مدة الفترة الانتقالية متروكة لتقديرات الحكومة بشقيها المدني والعسكري والافضل ان تكون عام واحد في حال انجز ملف الاحصاء للانتخابات مع مراعاة النازحين في المعسكرات وعلي الحدود وضمان حقهم في التصويت.

لكن في أسوأ الحالات الالتزام بما جاء في اتفاق السلام.

هذا اجتهاد منا لما نراه صواب وقد يكون رأي غير سديد ولكنه يمكن ان يشكل نقطة للحوار والدفع بحلول تجنب البلاد الانزلاق نحو الصوملة.

Alrabea Abd                                      

السودان      |      المصدر: النيلين    (منذ: 3 سنوات | 50 قراءة)
.