نيويورك .. تنافس الحاكم والعمدة ترك المدينة مكشوفة للفيروس الفتاك

داخل مقر إدارة الصحة في نيويورك، المشيد على طراز آرت ديكو، كانت هناك دعوات للإغلاق منذ أواخر شباط (فبراير)، بحسب أشخاص مطلعين.

قال أحدهم ـ لم يرغب في ذكر اسمه خوفا من الانتقام: "كنا نعلم في تلك المرحلة أننا كنا في ورطة كبيرة".

لكن أعواما من الخلاف بين رئيس البلدية، دي بلاسيو، والإدارة جعلت من الصعب أن يتم الاستماع لهم.

الآن فضل رئيس البلدية الاستماع إلى ميتش كاتز، الذي يدير نظام المستشفيات العامة لكنه ليس خبيرا في الأمراض المعدية.

في مذكرة بتاريخ 10 آذار (مارس)، قال كاتز لرئيس البلدية "لا يوجد دليل" على أن الإغلاق سينجح، ودافع عن استراتيجية مناعة القطيع بدلا من ذلك.

قال أحد الأشخاص المشاركين في استجابة المدينة إنه طلب من كاتز تقديم حجة مضادة لإغلاق الأحداث الكبيرة، لكن لم تحدث أحداث كبيرة بعد هذه الرسالة الإلكترونية.

تفاقمت هذه العداوة بسبب خطوة خاطئة من قبل الدكتورة أوكسيريس باربو، مفوضة الصحة العامة آنذاك.

إيما وولف، رئيسة موظفي دي بلاسيو، تلقت رسالة من مفوضة الصحة في السادس من آذار (مارس)، تخبرها أن المدينة ينبغي أن تغلق.

استدعت وولف رؤساء الأقسام إلى مركز لإدارة الطوارئ في بروكلين يستخدم للاستجابة للأعاصير والهجمات الإرهابية، لكن بمجرد وصول الدكتورة باربو، غيرت نغمتها، كما يقول أشخاص مطلعون على الأمر.

قالت إحدى الشخصيات التي شاركت في استجابة المدينة إنها كانت لا تزال تدعو إلى اتخاذ إجراءات تدريجية لمنع الإغلاق الكامل بحلول 17 آذار (مارس).

وقد أضر الحادث بصدقيتها، كما قال مسؤول سابق في المدينة: "إنها الآن الفتى الذي ادعى أنه هوجم من قبل الذئب".

تنفي الدكتورة باربو تغيير رأيها لكنها تؤكد أن مناقشاتها حول الإغلاق في قاعة المدينة بدأت في ذلك الوقت، و"يوما بعد يوم أصبحت نبرة تلك المناقشات أكثر حدة بشكل متزايد".

في آب (أغسطس)، استقالت مشتكية من أن مسؤولية تتبع المخالطين تم تسليمها إلى قسم كاتز.

تقول: "شعرت بخيبة أمل شديدة لأن خبرة وزارة الصحة لم تتم الاستفادة منها بشكل كامل".

وعبر الشخص المطلع على الأمر في الإدارة عن الفكرة بشكل أكثر وضوحا، قائلا إن الإدارة كانت "مكممة".

بينما كان عمدة نيويورك وحاكمها يتداولان، كانت مجموعة متباينة خارج القنوات الرسمية تدفعهما لاتخاذ إجراءات أكثر قوة.

جيمس كريلينشتاين، المؤسس المشارك لـ Prep4All، وهي حملة للأدوية الوقائية لفيروس نقص المناعة البشرية، كان يحذر المسؤولين من نقص الاختبارات منذ شباط (فبراير).

خوفا من أن دي بلاسيو كان يتجاهل خبراءه، نظم رسالة في التاسع من آذار (مارس) يحث فيها العمدة على الإغلاق.

بعد يومين، أرسل ستيف ليفين، وهو عضو في مجلس مدينة بروكلين، رسالة نصية إلى كل شخص يعرفه في قاعة المدينة ومكتب الحاكم، قائلا إن الإغلاق مطلوب في غضون 48 ساعة.

قال وهو يقرأ النماذج الوبائية على الإنترنت: "أجريت الحسابات وشعرت على الفور بخطورة الموضوع".

لو أن نيويورك اتبعت تجربة إيطاليا، كان سيموت عشرة آلاف من سكان نيويورك بحلول منتصف نيسان (أبريل).

أدى فشل القنوات الرسمية إلى تحالفات غير متوقعة.

بدأ كوري جونسون، المتحدث باسم المجلس، في الاتصال بآخرين يمكنهم مساعدته على "دق ناقوس الخطر".

اهتز روب بينيت، مدير وسائل التواصل الاجتماعي السابق للعمدة، حين وصله الخبر.

إذا كان المتحدث لا يصل إلى من هم في السلطة، فإنه يتذكر أنه شعر "بأننا رحنا في داهية".

في وقت متأخر من يوم 13 آذار (مارس)، أجرى جونسون وليفين مكالمة مع نائب مفوض الصحة العامة ديمتري داسكالاكيس، ومايكل دونلي، وهو محلل بيانات تكنولوجيا نشر تنبؤات رهيبة على الإنترنت.

يقول بالإغلاق دونلي إن داسكالاكيس كان يفكر في إعلان استقالته من على شاشة "سي إن إن" بعد أن نصح لكن لم يكن من مكتب العمدة إلا أن رد بالقول إن نماذجه غير حاسمة.

ولم يرد داسكالاكيس على طلب للتعليق.

دونلي، الذي عمل في مجلس الاحتياطي الفيدرالي مع أشخاص ندموا على عدم إصدار تحذيرات بصوت أعلى قبل الأزمة المالية، انضم إلى مجموعة كوفيد فلاتنرز Covid Flatteners على "سلاك" وعلى سلسلة رسائل على تويتر تحاول حشد التكنولوجيين والمشاهير المعنيين.

الآن يفكر: "لا أعتقد أنها طريقة رائعة لإدارة دولة أو مدينة أو ولاية إذا كانت تعتمد على بعض علماء البيانات المهووسين باستخدام جهاز كمبيوتر محمول في هيلز كيتشن Hell’s Kitchen".

المعركة على المدارس في غضون ذلك، كان الجدل حول إغلاق المدارس يهيمن على قاعة المدينة.

قاوم دي بلاسيو الفكرة جزئيا لأنه كان يخشى التأثير في الآباء الأكثر فقرا الذين ليست لديهم رعاية أطفال.

يوضح أحد الأشخاص الذين عملوا معه: "هؤلاء هم الأشخاص الذين لا يستطيعون الخروج إلى منزلهم الصيفي في هامبتونز".

كانت المدارس الخاصة ستغلق أبوابها بحلول 10 آذار (مارس)، ثم دعا اتحاد المعلمين، المتردد، بعد ثلاثة أيام المدارس العامة لكي تحذو حذو المدارس الخاصة.

لكن الأمر استغرق خمسة أيام، تدخل فيها الحاكم، للحصول على موافقة العمدة.

تقول الدكتورة باربو: "حين أنظر إلى الموضوع الآن، أعتقد أننا جميعا نتمنى لو أننا أغلقنا المدارس بسرعة أكبر".

كانت سلطات الطوارئ الممنوحة لأندور كومو، الحاكم، تعني أن المدينة بحاجة إلى موافقته لإغلاق الشركات أو المدارس، لكن مجلس المدينة كان مذعورا لرؤيته يعلن الإغلاق، تماما قبل أن يخطط دي بلاسيو لذلك.

يقول بيتر أجيميان، مدير الاتصالات لدى كومو: "كان الجمهور غاضبا لأن العمدة كان يجرجر قدميه بخصوص المدارس لفترة طويلة.

كنا قلقين بشأن الجمهور، وليس مشاعر أي سياسي".

قال آفيري كوهين، نائبة السكرتير الصحافي لدى دي بلاسيو: "لقد ركزنا على الأطفال – وليس من يمكنه عقد مؤتمر صحافي أولا".

تدهورت العلاقة الفاترة دائما بين الرجلين.

يقول مسؤول سابق في المدينة: "بدأ الخلاف ينطلق إلى العلن قليلا مع القرار حول المدارس"، لكن "فكرة الالتزام بالبقاء في الداخل قدر الإمكان هي المكان الذي تعطلت فيه العلاقة".

في 17 آذار (مارس)، أعلن دي بلاسيو أن نيويورك قد تحتاج إلى أمر "الالتزام بالبقاء في الداخل".

شعر النشطاء بالارتياح.

أحد الأشخاص الذين ضغطوا من أجل الإغلاق يقول إنه يعتقد أن هذا سيكون نقطة تحول: "لم يخطر ببالنا بصدق، وبسذاجة، أن تفكير رئيس البلدية في مسألة الإغلاق سيستخدمها الحاكم بعد ذلك سببا لعدم الإغلاق.

كان ذلك فعلا أمرا مذهلا".

في غضون ساعات، كان كومو، الذي كان مصعوقا، يخبر الصحافة بأنه لا ينوي فرض الحجر الصحي على أي مدينة.

كان يخشى أن يؤدي الإغلاق المفاجئ إلى "الذعر في الشوارع"، كما تقول وفاء الصدر، من قسم الصحة العامة في جامعة كولومبيا.

وبعد أن حذر من "الاضطراب الهائل" الذي سينتج عن الإغلاق، كان غاضبا لأن العمدة بدا وكأنه يقترح ذلك بالضبط، من دون خطة.

كانت الولاية تتابع البيانات وتحاول تعويد الجمهور، كما تقول ميليسا ديروزا، أقرب مساعدي كومو: "كان العمدة غير متسق وبطيء جدا في الاستجابة للأزمة إلى درجة أنه فقد أي صدقية لدى الصحافة أو الجمهور.

كل ما فعلته لغته الطنانة هي أنها أدت إلى الارتباك والمعلومات المضللة".

ترفض كوهين "إهانات الرجل القاسية"، قائلة إن العمدة كان أول من دعا إلى الإغلاق، لكن "مع كل إعلان، كانت المدينة تواجه مقاومة من الولاية".

أعلن كومو في نهاية المطاف في 20 آذار (مارس) أنه سيوقف نيويورك "مؤقتا" بعد 48 ساعة، باختيار صياغته الخاصة بدلا من المصطلحات التي تحمل أصداء المخاوف النووية في السبعينيات.

لكن بالنسبة لمنتقديه، فقد أضاع وقتا ثمينا في تأكيد سلطته.

"كان العمدة والحاكم في منافسة مستمرة حول التفوق.

أما الناس في الوسط فكانوا يعانون العواقب "، كما يقول ريفيرا، عضو مجلس الشيوخ في الولاية.

يردد جوماني وليامز، المحامي العام لمدينة نيويورك: "ضاعت الأيام لأن الحاكم كان خائفا من مصطلح الالتزام بالبقاء في الداخل.

فهذا أودى بحياة الناس: كان 10 إلى 15 شخصا يموتون في الساعة".

يقول أجيميان إن المحامي العام "يروج لمعلومات مضللة" وإن "الإجراء الحاسم" من قبل كومو أنقذ الأرواح، لكن دراسة من جامعة كولومبيا توصلت إلى نتيجة مماثلة، بحساب أنه كان من الممكن إنقاذ أرواح نحو 19 ألف شخص بين 15 آذار (مارس) والثالث من أيار (مايو) لو تم اتخاذ الإجراءات نفسها قبل أسبوع، أي بمعدل نحو 15 شخصا في الساعة.

تشتهر المدعية العامة لنيويورك، ليتيتيا جيمس، بمعاركها ضد زعماء الأحياء الفقيرة والرئيس ترمب.

لكن لشعورها بالقلق من تأخير الإغلاق، لعبت دور صانع السلام، وسد الفجوة بين العمدة والحاكم على انفراد.

في 19 آذار (مارس)، نظمت مكالمة مع ممثلين عن المؤسسات الدينية والمدنية والأعمال لحشد الدعم للإغلاق.

قال عدد من المشاركين إن اثنين من قادة الأعمال – السيدة وايلد وبيل رودين، رئيس مجلس إدارة العقارات في نيويورك – كان يبدو عليهما أنهما غير مقتنعين.

يتذكر أحدهم: "كان موقفهما هو أنه لا يمكننا التحرك بهذه السرعة، فهذا سيدمر الأعمال".

هذا ليس ما تتذكره وايلد.

قيل لها هي ورودين بثقة إن كومو سيعلن "التوقف" في اليوم التالي، كما تقول.

أراد أن يثبط "الهستيريا" في الوقت الذي يدافع فيه عن حاجته إلى تحقيق التوازن بين المصالح الصحية والاقتصادية.

مع ذلك، نشرت مجموعتها استبيانا في 20 آذار (مارس) قائلة إن الإغلاق كان من بين أكبر مخاوف أعضائها.

يتبرع مديرو العقارات بكثافة إلى كومو، وكان بعضهم يضغط عليه بهدوء، كما يقول أحد الأشخاص الذين تحدثوا إلى عدد منهم في ذلك الحين: "كانوا يقولون: ’إذا أغلقت نيويورك، فلن تفتح أبدا‘.

وكنا نقول، ’إذا أغلقنا الآن فسيكون طريقا أسهل وأفضل نحو إعادة الفتح‘".

لكن فريق كومو يقول إنه كان يستمع إلى الخبراء وليس إلى أعضاء جماعات الضغط.

وأبلغ رودين المجموعة أن الإشغال في مكاتب شركته انخفض إلى 6 في المائة فقط، ما يوضح عدد أصحاب العمل الذين أغلقوا أبوابهم حتى الآن.

في اليوم التالي للمكالمة، أعلن كومو "التوقف المؤقت".

كان الحاكم يخشى من تأثير الإغلاق لمدة أسبوعين: انتهى به الأمر أن يستمر لمدة شهرين ونصف الشهر تقريبا.

لم تتجنب نيويورك أزمة صحة عامة ولا أزمة اقتصادية، لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن شعبية كومو بلغت أعلى مستوياتها منذ أن تولى منصبه في 2011.

فقد أعاد صياغة نفسه زعيما حاسما، وساد شعاره #NYTough على الانتقادات الموجهة لكيفية تعامله مع الإغلاق.

النقد الوحيد الذي بقي عالقا هو توجيهه بأنه يجب إعادة إدخال مرضى كوفيد - 19 المسنين إلى دور رعاية المسنين، حيث سجلت هذه المرافق أكثر من ربع الوفيات في نيويورك بسبب المرض.

لكن بالنسبة إلى وليامز، المحامي العام: "من الصعب جدا مشاهدة الحاكم يبيع نسخا من مؤلفاته بعدما فقد عشرات الآلاف من الناس أرواحهم".

عواقب التقاعس في الوقت الذي كان فيه القادة مراوغين، كان سكان نيويورك يعانون إصابات العدوى التي ستدخلهم المستشفى قريبا.

تقول إيمي بلاسينثيا، الطبيبة المقيمة في قسم طب الطوارئ في بروكلين، إنهم لم يكونوا مستعدين لـ"السرعة الهائلة" التي كان المرضى يأتون بها إلى عنابرهم.

"في تلك الأيام الأولى التي سبقت إغلاق المدينة، كان كل شيء لا يزال مفتوحا، ولكن كان لا يزال لدينا مئات المرضى"، متذكرة زملاءها وهم يسألون: "لماذا لم يغلقوا المدينة؟ لماذا لم يتم إغلاق الدولة بأكملها؟".

الوقت المستغرق للإجابة عن هذا السؤال كلف الأرواح، آلاف الأرواح، وفقا لحسابات الأكاديميين في جامعة كولومبيا.

وفي حين أن الذين بقوا في المدينة، الذين غالبا ما يكونون من العمال الأساسيين في مجتمعات الفقراء والأقليات المكتظة، كانوا أكثر الناس تضررا، غادر كثيرون، ما أدى إلى انتشار الفيروس في جميع أنحاء البلاد.

توصلت الأبحاث الجينية إلى أن معظم إصابات كوفيد - 19 في الولايات المتحدة كانت من السلالة الأوروبية التي هبطت في نيويورك، وليس السلالة الصينية في أولى حالات الساحل الغربي.

يقول ديفيد إنجلثيلر، وهو من علماء الأوبئة الجينومية في معهد أبحاث الجينوم الانتقالي في أريزونا، إن الاكتشاف المبكر كان يمكن أن يحد من انتشار المرض.

بدلا من ذلك، قامت المدينة بتعميمه مثل "القطارات التي تنطلق إلى جميع أنحاء البلاد من محطة جراند سنترال".

بعبارة أخرى، الفيروس انطلق وانتشر من نيويورك، تماما كما قال دان لوسي، الباحث في جامعة جورج تاون المختص بمطاردة الأوبئة، إن الفيروس انطلق من ووهان.

وبتقييد الاختبارات أضاعت إدارة ترمب فرصة إنقاذ ليس فقط مدينة فيها عدد قليل من ناخبي ترمب مثل نيويورك، ولكن فرصة لإيقاف الفيروس بشكل حاسم قبل أن يضرب الولايات المؤيدة للجمهوريين والولايات المتأرجحة أيضا.

سكوت سترينجر، الذي بصفته المراقب المالي لمدينة نيويورك يشبه كبير الإداريين الماليين، يحقق الآن في القرارات الرئيسة التي تزامنت مع الجدل حول الإغلاق.

يقول: "الطريقة التي تؤدي بها عملا أفضل في المرة المقبلة هي معرفة الخطأ الذي حدث هذه المرة".

توصل المحامي العام في نيويورك إلى استنتاجه الخاص.

يقول وليامز: "أصررنا على إعادة تعلم الدروس التي تعلمها الآخرون".

أضاف: "افتقارنا إلى التصرف بسرعة ربما أضر بالدولة بأكملها".

تدعم إحدى الإحصائيات الصارخة حكمه: الولايات المتحدة، التي تضم 4 في المائة فقط من سكان العالم، عانت أكثر من خمس وفيات العالم من كوفيد - 19.

كابشن: كان فريق يقول إذا أغلقت نيويورك فلن تفتح أبدا وفريق آخر يقول إذا أغلقنا الآن فسيكون طريقنا أسهل وأفضل نحو إعادة الفتح توصلت أبحاث جينية إلى أن معظم إصابات كوفيد - 19 في الولايات المتحدة كانت من السلالة الأوروبية التي هبطت في نيويورك العمال الأساسيون في مجتمعات الفقراء والأقليات هم من بقي في المدينة بينما غادر كثيرون حاملين الفيروس إلى أرجاء البلاد الولايات المتحدة التي تضم 4 % فقط من سكان العالم عانت أكثر من خمس وفيات العالم من كوفيد - 19 التي تجاوزت مليون وفاة

السعودية      |      المصدر: الاقتصادية    (منذ: 3 سنوات | 25 قراءة)
.