وزير داخلية فرنسا: ماكرون على صواب.. ما نحاول محاربته أيديولوجيا وليس دينا

قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إن مضايقة الإسلام الراديكالي أولوية وطنية بالنسبة لفرنسا، وإنه يرى أن الرئيس إيمانويل ماكرون على صواب في تصريحاته المتعلقة بالإسلام.

وأوضح الوزير خلال أنه سيقترح حل منظمة "البركة سيتي" الإسلامية غير الحكومية خلال اجتماع مجلس الوزراء بعد الإعذار احتراما لقوانين الجمهورية، وبعدها سيأتي إعذار "التجمع المناهض للإسلاموفوبيا في فرنسا"، الذي اتهمه بالعمل ضد فرنسا، وقال إنه لم يدن الهجمات ويعتقد أن هناك إسلاموفوبيا تمارسها الدولة، رغم أنه يتلقى دعما من فرنسا.

وقال دارمانان إنه يعتقد أن الوقت قد حان للتوقف عن التعامل بسذاجة مع الهيئات الإسلامية على التراب الفرنسي، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن "ما نحاول محاربته هو أيديولوجيا وليس دينا لأن غالبية مسلمي فرنسا يدركون أنهم أول من يتأثر بالانجراف الأيديولوجي للإسلام الراديكالي".

وتأتي المقابلة بعد أيام قليلة من الهجوم الذي قتل فيه أستاذ تاريخ فرنسي في منطقة كونفلان سان أونورين بالضاحية الغربية للعاصمة باريس على يد شاب من أصل شيشاني، على خلفية درس يتعلق بالرسوم المسيئة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، في وقت لا تزال فيه بعض المواضيع ساخنة كالتحقيق وحل الجمعيات وقانون الانفصالية.

كما تطرق وزير الداخلية الفرنسي في مقابلته مع الصحيفة إلى الهجوم المذكور آنفا ليوضح أن له خصائص، إذ إنها المرة الأولى منذ عام 2016 -حسب رأيه- التي يرتكب فيها هجومان من قبل أفراد غير مسجلين في سجلات منع التطرف ذي الطبيعة الإرهابية، واعتبر أن ذلك تحديا بالنسبة لوزارته.

وتابع الوزير أن هذه الخصوصية تتعلق أيضا بكون هذا هو الهجوم الأول الذي لا يقتصر سلاحه على سكين، بل يستعمل سلاحا أيديولوجيا هو سلاح من الصناعة الإسلامية "الفرنسية"، خاصة وأن هناك من يؤكد أن الإسلام السياسي ليس بخطورة الإرهاب ويفترض أنه لا علاقة له به.

وعند سؤاله عن منع "بيع المنتجات الحلال"، أبدى دارمانان اندهاشه من دفاع صحيفة مثل ليبراسيون عن الرأسمالية، وقال إن الناس في بلده يأكلون ما يريدون ويلبسون كما يحلو لهم، ما لم يتعارض ذلك مع قوانين الجمهورية والنظام العام ولا لوم عليهم في ذلك، ولكن اللوم يقع على الرأسماليين الذين يتملقون التطلعات الخاصة لقطاعات شرائح مستهلكة من المجتمع.

وأضاف الوزير "ما يزعجني ليس كون السوبر ماركت يبيع منتجات حلال أو كوشير، فلا توجد مشكلة في ذلك، لكن بعض المتاجر الكبرى تقرر جعل رفوف محددة ومساحات مخصصة لكل دين، وذلك يساهم في الفصل بيننا، ولذلك أقول نعم، مضايقة الإسلام الراديكالي أولوية وطنية، وأرى أن رئيس الجمهورية على صواب".

وختم دارمانان بأن هجوم كونفلان الأخير، نسبة للمنطقة التي قتل فيها المدرس بالضاحية الغربية للعاصمة باريس، هو الأول من نوعه، وأنه انتقام "فرنسي" ويمثل نقطة تحول مهمة للغاية، إذ "إننا لا نحارب ذيول الصراع الجزائري ولا بقايا أتباع بن لادن ولا مجانين دولة الخلافة، بل نحارب إخواننا المواطنين وجيراننا".

الوكالات      |      المصدر: الجزيرة    (منذ: 3 سنوات | 6 قراءة)
.