يوميات مواطن حر: صداقة 2

يوميات مواطن حر: صداقة 2

                                                                                                                                                                                                                                         شكرا على الإبلاغ!سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.

موافق يوميات مواطن حر: صداقة 2 نشر في يوم 25 - 10 - 2020 - و لكن لماذا؟- ألم تر: ابتدأنا مشوارنا بفاجعة، و لولا الطاف الله لما عدنا إلى غدنا المجهول، بربك يا حمادي.

.

.

كيف تعود إلى منزلك؟ أتستقل طائرة.

.

.

أم تعود مع جوقة موسيقية؟- لا هذا.

.

.

و لا ذاك.

.

.

و لكن لماذا؟.

- لأن هذا الحي: جامد، صامت، و لولا هذا الكلب لقلت أن الحي غادره أهله، لأنني لم أسمع لا صياحا و لا همسا، و لا وشوشة تلفاز،، و لا ضجيج راديو!- معك حق.

.

سكان حيي يراعون صحتهم: هم ينامون باكرا.

**و وصلنا إلى البيت الجديد: ففتحت الأبواب على مصراعيها فالتفت كمال إلى المضيف و قال له:- أين المستقبلون؟فرّد عليه مازحا: لقد رجعوا إلى قواعدهم بخفي حنين سالمين، لأننا تأخرنا عن الموعد المحّدد.

و دخلنا فناء الدار على أنغام بعبعة خروف، يصول و يجول في أرجاء المنزل، وآستقبلنا كلب أو كلبة، لم أسأل عن " الجنس" لأنني لا أحفظ عن الكلاب غير المفاجآت الركيكة والغدرالدامي .

.

.

" .

.

فمنذ صغر سني، و أنا أنقم على الكلاب، بكل أنواع سلالتها لأن الكلب إذا لم يعضك ينهشك، و إذا لم ينهشك، يبول على حصيرك، و إن لم يبل على الحصير يمزق لك سترتك، و إن لم يقطع لك سترتك يأكل لك طعامك و إذا لم يأكل لك طعامك: يلغ في أناء الأكل.

.

.

الكلاب تتساوى أمام قانون نقمتي و كذلك جنسها،.

.

" خفت على نفسي من كلب المضيف، فأحتميت بمحمد أمان، فآحتار من خوفي الصبياني و قال لي:- لا تخف فهو ليس كذلك الكلب الذي أفزعنا.

.

.

؟- من قال لك ذلك ؟ اتعرفه ؟ سلاحه في فمه و لست أدرى متى يطلق عليّ بارود " عضه".

.

.

فالكلاب " أنجاس" مسلحة،.

.

.

و بسملنا بعد أن طلبنا الإذن من السّكون لكي نحركه و نرفع عنه وحشة الصمت المقيت فاتخذ كل منا مكانه: أحمد استلقى على السرير و حمادي بقربه يردّد أغنية:- " آه ما أحلى القرب"؟؟؟و محمد اتخذ بينهما استراحته لكي يسمع من هذا و يكلم الآخر، كأنه وسيط بين الشرق والغرب، يحاول الصلح بينهما.

.

وأما كمال، فقد عدل من جلسته بعد أن رفع عن الأريكة المتواضعة غبار عشرات الأيام،،بقيت أنا حائرا: أين سأجلس و كل أماكن المجلس قد امتلأت و قد نصب عليها أصحابها، فصحت في الجماعة:- هل لكم مقعد شاغر في مجلسكم الموقر؟فرّد عليّ كمال بديبلوماسية:- يجب أن تنتظر شغورا، في المقاعد الحالية، أو يجب أن تترقب الجلسة القادمة حتى نرفع في عدد المقاعد.

فابتسم أحمد، و تكلم الوسيط و قال لي:- آجلس على الأرض فأرض الله واسعة.

انقر لقراءة الخبر من مصدره.

مواضيع ذات صلة لدينا 83560549 خبرا ومقالا مفهرسا.

تونس      |      المصدر: تورس    (منذ: 3 سنوات | 14 قراءة)
.