الولايات المتحدة: الاتفاق الزراعي مع الصين يحقق نتائج تاريخية .. حققنا 71 % من المستهدف

قال مكتب الممثل التجاري الأمريكي ووزارة الزراعة الأمريكية إن التقدم المحرز خلال الأشهر الثمانية الماضية في تنفيذ الأحكام الزراعية في الاتفاق التجاري والاقتصادي المبرم مع الصين، حقق نتائج تاريخية للزراعة الأمريكية.

وقالت الهيئتان في تقرير مشترك سلط الضوء على التقدم المحرز في الجانب الزراعي منذ دخول الاتفاق - يسمى اتفاق المرحلة الأولى - حيز النفاذ أمس، إن الولايات المتحدة والصين عالجتا عديدا من الحواجز الهيكلية في الصين التي كانت تعوق صادرات المنتجات الغذائية والزراعية الأمريكية.

وأكد أن الحكومة الصينية، نفذت ما لا يقل عن 50 التزاما تقنيا من الالتزامات الـ57 التي لها مواعيد نهائية محددة بموجب الاتفاق، وأن التغييرات الهيكلية ستعود بالفائدة على المزارعين الأمريكيين "لعقود مقبلة".

وحسب التقرير، الذي سيبقى مؤقتا حتى صدور الحساب النهائي في نسخته الختامية في ربيع 2021، زادت الصين بشكل كبير من مشترياتها من المنتجات الزراعية الأمريكية، حيث اشترت حتى الآن بـ23.

6 مليار دولار من المنتجات الزراعية، أو ما يقرب من 71 في المائة من هدفها بموجب الاتفاق.

وعدّ التقرير معدل النمو المتحقق هذا ينبغي أن ينتهي به الأمر إلى أن يكون أفضل عام للولايات المتحدة على الإطلاق في المبيعات إلى الصين.

لكن، رغم ذلك، أقرت الهيئتان الحكوميتان بأنه لا يزال يتعين النظر فيما إذا كان الاتفاق سيحقق هدفه كاملا، ولا سيما مع تأثير وباء كوفيد - 19 في الاقتصاد العالمي الذي يحرز تقدما كبيرا.

وقالتا إن الاتفاق لم يدخل حيز النفاذ حتى 14 شباط (فبراير) 2020، وآذار (مارس) هو أول شهر كامل التأثير للوباء، ما يعني أنه كانت هناك سبعة أشهر من المبيعات الواردة في الاتفاق.

وفي التفاصيل التي يوردها التقرير الذي وزعته الممثلية التجارية الأمريكية في جنيف: بلغت المبيعات الأمريكية من الذرة إلى الصين” أعلى مستوى لها على الإطلاق” عند 8.

7 مليون طن.

وسجلت مبيعات فول الصويا في الولايات المتحدة للعام التسويقي 2021” أقوى بداية في التاريخ”، مع مبيعات متميزة إلى الصين تجاوزت ضعف مستويات في 2017.

وبلغت قيمة الصادرات الأمريكية من الذرة الرفيعة إلى الصين في الفترة من كانون الثاني (يناير) إلى آب (أغسطس) 2020 ما مجموعه 617 مليون دولار، مقابل 561 مليون دولار للفترة نفسه في 2017.

وبلغت صادرات لحوم البقر ومنتجات لحوم البقر الأمريكية إلى الصين حتى آب (أغسطس) 2020، أكثر من ثلاثة أضعاف العدد الإجمالي لعام 2017، فيما سجلت صادرات اللحوم الأمريكية الأخرى إلى الصين رقما قياسيا على الإطلاق في الأشهر الخمسة الأولى فقط من 2020، حسب ما أفاد التقرير.

وشهد مزارعو الألبان فرصا موسعة للتصدير إلى الصين، إذ إنه قبل الاتفاق واجهت صادرات منتجات الألبان الأمريكية متطلبات تنظيمية صينية تقييدية تحد من قدرتها على التصدير إلى الصين.

وبسبب الاتفاق، تعترف الصين الآن بنظام سلامة الأغذية الأمريكي للرقابة على منتجات الألبان، ما أدى إلى ارتفاع صادرات منتجات الألبان الأمريكية إلى الصين 38 في المائة من كانون الثاني (يناير) حتى آب (أغسطس) 2020 مقارنة بالفترة نفسها من 2019.

وكان فتح السوق الصينية ملحوظا بصفة خاصة في بعض القطاعات، حسب التقرير، فعلى سبيل المثال، أعاد الاتفاق فتح سوق الصين أمام لحوم الدواجن الأمريكية، التي كانت قد أغلقت بالكامل في السابق بسبب حظر مفروض منذ أربعة أعوام يتعلق بإنفلونزا الطيور.

وفي الأشهر الثمانية الأولى من العام، صدر مزارعو الدواجن الأمريكيون نحو 436 مليون دولار إلى الصين.

بالنتيجة: قبل الاتفاق، كانت هناك نحو 1500 منشأة فقط في الولايات المتحدة يمكنها تصدير السلع الزراعية إلى الصين، واليوم، ارتفع الرقم إلى أكثر من أربعة آلاف مرفق.

يتحدث التقرير عن "نتائج قوية" حققتها الولايات المتحدة من خلال الاتفاق في رفع حظر صيني شمل عدة مجالات: أغذية الحيوانات الأليفة التي تحتوي على مواد المجترات، استيراد لحوم البقر ومنتجات لحوم البقر من الحيوانات التي تزيد أعمارها عن 30 شهرا، استيراد لحوم الدواجن وإزالة جميع الإشارات إلى القيود العمرية على منتجات لحوم البقر المؤهلة للاستيراد في الصين.

كما سمحت باستيراد منتجات البستنة الأمريكية، واستيراد الشعير الأمريكي ومنتجات العلف والقش وكريات القش والبرسيم واللوز، كما تم تحديث قائمة معتمدة لأنواع المأكولات البحرية الأمريكية التي يمكن تصديرها إلى الصين.

وتوسيع القائمة الداخلية للصين من لحوم البقر ومنتجات اللحوم الأمريكية المؤهلة لدخول موانئها بما في ذلك منتجات اللحوم المصنعة.

وتتوقع وزارة الزراعة الأمريكية أن تصل مبيعات 2020 إلى الصين إلى مستويات قياسية أو شبه قياسية لعديد من المنتجات الزراعية الأمريكية الأخرى بما في ذلك أغذية الحيوانات الأليفة، المكسرات، الفول السوداني، منتجات البستنة والأطعمة المعدة.

وقال سوني بيردو وزير الزراعة الأمريكي، في التقرير: ”إن اتفاق المرحلة الأولى مع الصين هو دليل على أن استراتيجية الرئيس دونالد ترمب التفاوضية ناجحة، وفي حين احتاجت الصين وقتا طويلا لتدرك جدية الرئيس ترمب، فإن هذه الصفقة هي نجاح كبير للاقتصاد بأكمله”.

وأضاف: في آخر الأمر، يجعل هذا الاتفاق ساحة اللعب بالنسبة للزراعة الأمريكية مع الصين مستوية، وهو يشكل طفرة للمزارعين ومربي الماشية والمنتجين في أميركا، مؤكدا أن القدرة على المشاركة في هذه السوق بطريقة أكثر عدلا وإنصافا قد ولدت مزيدا من المبيعات التي تدعم ارتفاع الأسعار وتعزز الاقتصاد الريفي".

من جانبه، قال روبرت لايتهايزر الممثل التجاري الأمريكي، إن الرئيس ترمب قد أوفى بوعده بمواجهة الممارسات التجارية غير العادلة للصين وتوسيع فرص السوق للزراعة الأمريكية من خلال اتفاق المرحلة الأولى.

وأضاف: ”منذ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ قبل ثمانية أشهر، شهدنا تحسينات ملحوظة في علاقاتنا التجارية الزراعية مع الصين، الأمر الذي سيفيد مزارعينا ومربي الماشية لأعوام قادمة".

قال التقرير، إن كلا من الممثل التجاري الأمريكي ووزارة الزراعة يواصلان العمل بشكل وثيق مع الحكومة الصينية لضمان تنفيذ اتفاقية المرحلة الأولى بشكل كامل وصحيح، حتى يتسنى لنفاذ المنتجات الغذائية والزراعية الأمريكية إلى السوق الصينية أن يمضي قدما ويستمر في التوسع.

وفي 15 كانون الثاني (يناير) 2020، وقع الرئيس ترمب الاتفاقية الاقتصادية والتجارية مع الصين حيث التزمت الصين بموجبها بمعالجة مجموعة من الممارسات التجارية المثيرة للخلاف بين الطرفين، بما في ذلك التجارة الزراعية.

ويتضمن الفصل الثالث التزامات ملموسة ومحددة للحد من الحواجز الهيكلية غير التعريفية التي تعترض الزراعة الأمريكية في السوق الصينية والقضاء عليها، بما في ذلك اللحوم والدواجن والمأكولات البحرية والأرز ومنتجات الألبان ومشتقات حليب الأطفال ومنتجات البستنة والأعلاف الحيوانية والمواد المضافة للأعلاف وأغذية الحيوانات الأليفة ومنتجات التقنية الحيوية الزراعية.

كما يشمل الفصل السادس التزامات محددة لتوسيع التجارة في السلع والخدمات الأمريكية، ودعم التوسع الكبير في الصادرات الأمريكية من الأغذية والزراعة وزيادة دخل المزارع ومصائد الأسماك الأمريكية، وتوليد مزيد من النشاط الاقتصادي الريفي، وتعزيز نمو فرص العمل.

السعودية      |      المصدر: الاقتصادية    (منذ: 3 سنوات | 14 قراءة)
.