«ون زعبيل » أيقونة معمارية تتجاوز التحديّات الإنشائية والفنية
المصدر: دبي - مشرق علي حيدر التاريخ: 24 أكتوبر 2020 ت + ت - الحجم الطبيعي يجري حالياً تشييد مشروع «ون زعبيل» متعدد الاستخدامات في دبي والأول من نوعه في العالم، والذي يضم مبنى أفقياً معلقاً بين مبنيين، وتطور المشروع الضخم المقرر افتتاحه خلال عام 2021 شركة «إثراء دبي» المملوكة بالكامل لمؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، وقامت شركة «نيكين سيكي»، اليابانية بتصميمه.
يتكون «ون زعبيل» من 3 مبانٍ، الأول أفقي ويربط بين المبنيين الآخرين واللذين يمتدان على مساحة 470.
000 متر مربع.
ويقع المشروع في قلب المدينة عند بوابة مركز دبي المالي العالمي، ويضم مساكن فاخرة وفندق «ون آند أونلي» ومساحات مكتبية، ومنطقة مخصصة للتجزئة ومنصة واسعة توفر إطلالات بانورامية، ونستعرض في السطور المقبلة قصة المشروع وكيف يواجه التحديات الإنشائية والفنية وتحديات الطبيعة ليصبح عند إنجازه الأول من نوعه في العالم.
أول إنجاز حقّقت «إثراء دبي»، إنجازاً بارزاً في تاريخ البناء الحديث، بعد أن أكملت بنجاح عملية رفع الجزء الأول من هيكل مبنى «ذا لينك» الأفقي، الذي يبلغ طول الجزء الأول منه 192 متراً، وهو الآن معلّق بين برجَيْ مشروع «ون زعبيل»، وذلك على ارتفاع 100 متر فوق سطح الأرض.
ويوفر «ذا لينك»، بإطلالته البانورامية على المدينة بزاوية 360 درجة، وجهة فريدة للسياح والمقيمين، تضم مطاعم وأماكن ترفيهية فاخرة، بما فيها منصة مراقبة للمدينة، وصالة رياضية، ومنتجع صحي، وحوض سباحة، وقاعة احتفالات، وصالات للترفيه على الأسطح.
ونفذت «إثراء دبي»، إحدى أثقل عمليات الرفع في المنطقة، على مدى 12 يوماً، حيث بلغت قدرة الرفع الإجمالية 8500 طن، في حين استدعت عملية الرفع استخدام أكثر من 110 رافعات خاصة ورافعات أحمال ثقيلة.
ومع استقرار الجزء الأول من مبنى «ذا لينك» بموقعه النهائي، سيتم رفع الجزء الثاني منه، والذي يبلغ وزنه 900 طن، في أكتوبر المقبل، ليكتمل حينها شكل الهيكل النهائي بطول 226 متراً.
100 في 27 أغسطس الماضي، بدأت الشركة في رفع المبنى الأفقي المعلّق «الكابولي» إلى مكانه على ارتفاع 100 متر عن سطح الأرض، ليصبح الأطول من نوعه على مستوى العالم.
ولتحقيق هذا الإنجاز تم إيقاف الحركة المرورية في الشارع الذي يطل عليه المبنى.
وأبرز ما يميز المشروع هو المبنى الأفقي «الكابولي» الذي يربط بين البرجين، لاسيما الجزء المعلق منه في الهواء، يعد هذا المشروع معلماً جديداً من معالم دبي الفريدة، وأحد المشاريع المعمارية النادرة في العالم، بسبب التعقيد الهائل في تقنيات التصميم والبناء.
تم تصميم المشروع من قبل «نيكين سيكي»،والتي تدير أكثر من 25,000 مشروع في 250 مدينة ضمن 50 بلداً، ولديها واحدة من أكبر مشاريع العمل لأي شركة هندسة معمارية في العالم.
تصميم معقّد أشار الدكتور فادي جابري المدير التنفيذي والمسؤول الرئيسي عن أعمال «نيكين سيكي» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ورابطة الدول المستقلة والهند وأستراليا وأوروبا، إلى عملية تصميم المبنى الأفقي ووضعه في مكانه على ارتفاع 100 متر فوق سطح الأرض، واصفاً العملية بالمعقدة والمذهلة، حيث كانت البداية مع رفع الهيكل بنحو 10 سنتيمترات فقط للتحقق من تمدد الكبل وقياس رد فعل المبنى على التحمل، قبل أن يتم رفع المبنى بارتفاع متر واحد عن الأرض، ثم إنجاز المرحلة الأهم بعدها بثلاثة أيام والمتمثلة برفع الهيكل إلى مكانه النهائي.
رؤية مختلفة عملية إنشاء الهيكل الرئيسي وفق رؤية مختلفة وتصميم فريد، جاءت نتاج جهدٍ كبير وعملٍ دؤوب للمعماري كوكو ناكامورا، كبير المهندسين المعماريين في نيكين سيكي.
تم تكليف ناكامورا بتصميم مبنى شاهق لا يشبه أي مبنى آخر في العالم، ليبدأ العملية من خلال وضع تصور مبدئي للمنصة على شكل واحة، كما أراد من خلال تصميم هذين البرجين أن يرسم لوحة فنية تعانق السحب، يزينها المبنى الأفقي «ذا لينك»، ليشكل واحة عائمة على ارتفاع 100 متر عن الأرض.
وقال ناكامورا: «تتميز واجهة البرج بوجود زعانف زجاجية خارج الساتر الزجاجي، مما يعطي انطباعاً عن دقة وروعة التصميم، كما تمنح الناظر إليها شعوراً مميزاً ومختلفاً، اعتماداً على تغيير زاوية الرؤية».
وتتم طباعة الزعانف الزجاجية أيضاً من خلال آلاف النقاط البيضاء، وهو ما يؤدي إلى تخفيف تأثير مرآة البرج، ويضفي بعداً آخر من الأناقة والفخامة.
بدأت الشركة اليابانية العمل في هذا المشروع عام 2014 بصفتها شركة الاستشارات الرئيسية، حيث شكل فريق من المهندسين المعماريين من شركة نيكين، قوام الفريق الرئيس الذي وضع خصائص وميزات تصميم المشروع، والذي توسع لاحقاً ليضم أكثر من 1200 خبير من مختلف الجنسيات وضمن مجموعة متنوعة من التخصصات.
وقال الدكتور فادي جابري: «كان تصميم أطول مبنى أفقي معلّق في العالم تحدياً كبيراً بحد ذاته، سيما وأنه يربط بين برجين عموديين على ارتفاع 100 عن الطريق السريع، وهو ما يجعله مشروعاً فريداً من نوعه».
800 كيبل تمت عملية رفع المبنى باستخدام أكثر من 800 كيبل فولاذي فائق القوة، وتم سحبه بواسطة 24 نظاماً متطوراً لرفع الكابلات.
في هذا الصدد، تم تصنيع كل كيبل من الكابلات خصيصاً لهذا المشروع، حيث يمكن للكيبل الواحد سحب 20.
000 طن، مع قوة رفع عالية بسرعة 3 إلى 5 أمتار، ومعايرة كل ستة أمتار.
هذا وتم إيقاف تشغيل كل الكابلات بمجرد رفع المبنى الأفقي «ذا لينك» إلى مكانه، لتقوم أجهزة استشعار مبرمجة بمراقبته باستمرار.
أضاف الدكتور جابري: «بدأت عملية الرفع الأولية في 18 أغسطس الماضي بارتفاع 10 سنتيمترات فقط للتحقق من تمدد الكيبل وقياس رد فعل المبنى على التحمل، وتم إيقاف جميع الأعمال حتى نتمكن من مراقبة رد فعل المبنى.
بعد مرور أسبوع، تم رفع متر واحد، قبل أن ننجز المرحلة الأهم بعدها بثلاثة أيام والمتمثلة برفع الهيكل إلى مكانه النهائي على ارتفاع 100 متر عن الأرض».
هيكل المبنى وقيمت شركة الإنشاءات (ALEC) مبنى «ذا لينك» للتحقق من توافقه التام مع هيكل المبنى، حيث استغرقت العملية ثلاثة أيام.
و تم الأخذ بالاعتبار العديد من العوامل، بما فيها ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف بدبي، والتي كان من المتوقع أن تزيد من طول «ذا لينك» بمقدار 6.
5 سم خلال النهار.
ثم بدأت عمليات اللحام التي استمرت 45 يوماً، ثم تحرير جميع كيبلات الأمان وتفكيك الرافعات المؤقتة، كما سيتم رفع الطرف المتبقي من «ذا لينك» وإلحاقه بالمبنى بشكل منفصل.
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
الامارات
18 قراءة) 
