كيف ستتعامل الفصائل والقيادة الفلسطينية مع الانتخابات في مدينة القدس؟

خاص دنيا الوطن - أحمد العشي  بعد الاتفاق الذي جرى بين حركتي فتح وحماس، خلال اجتماع الأمناء العامين أو في المباحثات التي جرت باسطنبول، على إجراء الانتخابات العامة الفلسطينية التشريعية، ثم الرئاسية، ثم المجلس الوطني، يستعد المواطن الفلسطيني لممارسة هذا العرس الديمقراطي.

ولكن هناك معضلة كبيرة تقف أمام العملية الديمقراطية الفلسطينية، تتمثل في إجراء الانتخابات بمدينة القدس في ظل رفض الاحتلال الإسرائيلي، إجراءها، فكيف سيتم التعامل مع هذه المعضلة؟ أكد الدكتور عماد البشتاوي، المحلل السياسي لـ "دنيا الوطن، أن على الجانب الفلسطيني، أن يتغلب على إشكالية رفض الاحتلال الإسرائيلي، إجراء الانتخابات في مدينة القدس، ويجب على القيادة الفلسطينية ألا تبقي موضوع القدس رهينة بيد الحكومة الإسرائيلية، وكأن الانتخابات تشترط موافقة إسرائيل عليها.

وقال البشتاوي: "مع تقدم التكنولوجيا ووسائل الاتصال، تستطيع القيادة الفلسطينية، أن تتغلب على هذا الموضوع، مثل الانتخابات الأمريكية، حيث كان هناك أكثر من مقترح، خصوصاً في ظل أزمة (كورونا)، وبالتالي كان هناك عدة بدائل وطروحات في الانتخابات الأمريكية، وعلى القيادة الفلسطينية ابتكار وسيلة تكنولوجية، تستطيع من خلالها إما من صندوق البريد أو التصويت الإلكتروني".

وأضاف: "حركة حماس وفتح متفقتان على إشراك مدينة القدس في هذا العرس، والعملية الديمقراطية، فإذا اتفقت الفصائل على ضرورة إشراك القدس، فلن نعجز عن إيجاد وسيلة وآلية من أجل منحهم حق التصويت، وأهم من كل ذلك، هو صدق النوايا والانخراط في عملية الانتخابات بشكل حقيقي، وأي عوائق أخرى تستطيع الفصائل تجاوزها، وأن تبتكر أي وسيلة للتغلب على أي معيقات".

من جانبه، رأى عدنان الصباح، المفكر والمحلل السياسي، أن الانتخابات التي يتم إعطاؤها أهمية كبيرة، هي عبارة عن بذخ، لافتاً إلى أن الناس بحاجة إلى ما قبل الانتخابات، فهم بحاجة إلى عادة التماسك الوطني، والوحدة الوطنية الحقيقية، وليست مجرد شعارات ولقاءات، وإعادة الانتباه لما يجري في فلسطين من مشاكل يومية، وبناء اجتماعي وسياسي.

وقال الصباح لـ "دنيا الوطن": "القدس ستكون محور بناء حقيقي ببرنامج كفاحي نضالي، أياً كانت الأسس التي سنتفق عليها، ولكن مجرد الذهاب إلى شكليات وآليات للانتخابات، فإن كل المجتمعات غير معنية بها، وهي غير مقتنعة بالتركيبة السياسية القائمة، وبالتالي نحن بحاجة إلى عودة الثقة بين السلطة وشعبها قبل أي شيء".

وأضاف: "الوطن بحاجة إلى لحمة وطنية، التي هي بحاجة إلى ثقة وبرنامج وطني موحد، قابل للتطبيق على أرض الواقع، وليس بحاجة إلى شعارات، وبالتالي يجب البحث في العديد من الموضوعات أولاً قبل الانتخابات مثل الجوع والبطالة وأزمة كورونا والوحدة الوطنية".

وتابع المفكر والمحلل السياسي: "أخشى ما أخشاه أن نجد من يقول لتجرَ الانتخابات بدون القدس، والأخطر من ذلك أننا نجد من يقول فلتجرَ الانتخابات بدون الضفة وغزة، والأخطر من ذلك ولست استبعد ذلك، قد نتفق على المبدأ، ونختلف على التنفيذ، ثم ينفذ جزء منا ذلك، وبالتالي ستكون قمة الجريمة، لذلك يجب الاتفاق أولاً وتطبيق الوحدة الوطنية قبل كل ذلك".

من جانبه، أكد الدكتور حسن عبدو، المحلل السياسي لـ "دنيا الوطن"، أنه في الغالب سيكون هناك رفض للاحتلال على إجراء الانتخابات في مدينة القدس، وهذا يعتبر المعضلة الأساسية أمام هذه العملية، لافتاً إلى أن الاحتلال يريد إثبات أن القدس هي عاصمة لليهود، كما أعلنت عن ذلك الإدارة الأمريكية.

وأشار عبدو إلى أن الاحتلال يمكن أن يقبل بإجراء الانتخابات في القدس، إما عبر البريد، وأن يكون عدد الناخبين محدد بما لا يزيد عن 2500 ناخب، وإما عبر وضع صناديق الاقتراع خلف جدار الفصل العنصري، وبالتالي يتوجد المقدسيون إلى هناك؛ ليمارسوا العملية الانتخابية، مؤكداً أن الفلسطينيين لن يقبلوا بذلك.

وفي السياق، أوضح المحلل السياسي، أنه يمكن إجراء الانتخابات إلكترونياً، ولكن الأفضل أن يكون هناك عمل ثوري فلسطيني لوضع صناديق الاقتراع في المسجد الأقصى أو كنيسة القيامة أو المناطق التي تعمل تحت السيادة الفلسطينية، دون إذن الاحتلال الإسرائيلي، حيث إن ذلك يحتاج إلى أكثر جرأة لتنفيذه.

فلسطين      |      المصدر: دنيا الوطن    (منذ: 4 سنوات | 17 قراءة)
.