مصريون وعرب يتوافدون على ضريح ناصر.. ومواطن: هزوره لو هبيع جلاليبي

توافد العشرات على ضريح الزعيم في الذكرى الخمسين لوفاته، اليوم، وتنوع الحضور بين مصريين وعرب، وحمل بعضهم أعلام مصر وصور ناصر وعلم الوحدة بين مصر وسوريا.

وقال بشير الأسواني (65 عاماً) الذي يقطع مسافة 800 كيلومتر من أسوان إلى القاهرة من أجل زيارة الضريح، لـ«الوطن»: "لا يهمني الظروف أو عناء الطريق المهم أزور الزعيم حتى لو هبيع جلاليبي، ده راجل عاش ومات علشان الغلابة اللي زينا".

أبو رائد العقرباوي، مواطن فلسطيني (78 عاماً)، مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، لا ينقطع عن زيارة ضريح ناصر، وقرر الحضور في الذكرى الخمسين لوفاة الزعيم: "لا يمكن أن تفوتني مناسبة للزعيم كي ألقي السلام على روحه الطاهرة، الذي يمثل لنا كعرب رمزا للعزة والكرامة وخسارنا كثيراً برحيله".

نصف قرن مر على رحيل الرئيس جمال عبدالناصر إلى رحاب ربه، ولم تنقطع وفود الزائرين عن ضريحه، عادة ما يتوافدون 3 مرات كل عام، في 15 يناير ذكرى ميلاده، و23 يوليو ذكرى الثورة، و28 سبتمبر ذكرى رحيله، ليرفعوا أياديهم ثم يتلون الفاتحة على روح ذلك الذى يرقد، ويدعون له بالرحمة والمغفرة.

ضريح «ناصر» يفتح أبوابه أمام الوافدين منذ الصباح الباكر، ولا يغلقها إلا بعد صلاة العصر، وهو وقت كافٍ يستوعب كل من يرغب فى زيارته، وفي العادة يكون أبناؤه أول الحاضرين، «خالد» الأكبر قبل أن يتوفي، و«عبدالحكيم» الأصغر الذي يواظب على الحضور دائما، يقف على الباب الخارجي يستقبل الزائرين، ويشد على أياديهم، قبل أن ينصرفوا جميعاً، تاركين المكان يغرق في صمت مهيب، يقطعه بعض الزائرين ممن اعتادوا التردد على المكان.

شارع صاخب لا ينقطع عنه ضجيج السيارات، وبوابة خشبية تقود الوافدين من جميع البلدان العربية إلى الداخل، وأرضية رخامية تستقبل خطواتهم، وضريح حجرى يرتفع في مواجهتهم، مزين بنقوش إسلامية وآيات قرآنية ولوحة رخامية تحمل عبارة تقول «رجل عاش لأمة واستشهد في سبيلها»، يتمدد تحته جسد ناصر، يسلمون عليه، قبل أن يتحولوا عنه إلى ضريح آخر جواره، ترقد تحته زوجته الراحلة تحية كاظم، يقرأون لها الفاتحة، ثم يتوجهون لقاعة الزوار التي عادة ما تمتلئ عن آخرها بمريدي الزعيم، وتحوى مجموعة من صوره، وسجادة مطرزة بماء الذهب كتب عليها «إهداء من الشعب الباكستاني»، ليستريحوا قليلاً، قبل أن يولون وجوههم شطر البوابة التي جاءوا منها لتنتهي الزيارة.

الضريح يقع داخل مسجد كوبري القبة الخيري، جمال عبدالناصر حاليا، في الطابق الأرضي بمنطقة كوبري القبة في القاهرة، على بعد أمتار قليلة من وزارة الدفاع وجامعة عين شمس، وعلى بعد مسافة قصيرة من المنزل الذي كان يسكنه «ناصر» بمنطقة منشية البكري، وينفصل الضريح عن المسجد انفصالاً تاماً، إذ ينفرد ببوابته الكبيرة التي تطل على شارع الخليفة المأمون، وتبعد عن بوابة المسجد التي تطل على المسافة الواقعة أسفل كوبري السيارات الذي يصل ما بين شارع الفنجري، وميدان حدائق القبة، في حين يقع الضريح في الطابق الأرضي، فإن المسجد يرتفع قليلاً ليحتفظ للأماكن المخصصة للصلاة بخصوصيتها.

أرض هذا المسجد مهداة من الدولة لجمعية كوبري القبة الخيرية بإيجار رمزي قدره جنيه واحد سنوياً، وبدأ الزعيم العمل في هذا المسجد عام 1962، وأمر باستكمال المشروع على نفقة الدولة وأشرف على إعداده وتجهيزه على الطراز العربي الحديث في عام 1965، وتكلف إنشاؤه أكثر من 300 ألف جنيه، وأدى فيه صلاة الجمعة عدة مرات قبل أن يواريه التراب في المسجد نفسه.

ناصر الذي عاش بمقاييس الزمن حياة قصيرة، ومثلت سنوات حكمه فصلاً استثنائياً في المشهد المصرى والتاريخ العربي كله، يتوافد على ضريحه زائرون من جميع البلدان لتهديه تعبيراً عن ولائهم واحترامهم له وتقديرهم لزعامته.

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 4 سنوات | 17 قراءة)
.