بعد حكم القضاء بمنع الاحتفال به.. القصة الكاملة لـ"أبو حصيرة"

75 عاما تمكن خلالها اليهود من تثبيت "مسمار جحا" داخل الأراضي المصرية، بعدما أقاموا مولدا سنويا للحاخام اليهودي "المزعوم" يعقوب أبو حصيرة، متخذين قرية ديمتيوه بمركز دمنهور بمحافظة البحيرة، محلا لضريح "أبو حصيرة" وعددا من اليهود الآخرين إلى جواره، يحجون إليهم كل عام ويمارسون الاحتفالات بطقوس غريبة على المجتمع المصري، وطالما طالب المصريون باقتلاع مسمار جحا اليهودي من أرض مصر، إلى أن استطاع القضاء المصري اقتلاعه من جذوره، بعدما رفع 3 محامين دعوى بمحكمة القضاء الإداري بالإسكندرية، تطالب بمنع مولد أبو حصيرة ونقل رفاته إلى إسرائيل، وهو ما أيدته المحكمة، رافضة طلب نقل رفاته لتعارض الأمر مع تعاليم الدين الإسلامي.

وأصدرت محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية الدائرة الأولى بالبحيرة، برئاسة المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجي، نائب رئيس مجلس الدولة، حكما تاريخيًا في الدعوى رقم 1920 لسنة 55 قضائية بجلسة 29 ديسمبر 2014 فى قضية اليهودى أبو حصيرة، وقررت به منع احتفالات اليهود بمولد أبو حصيرة، وشطبه من الآثار الإسلامية والقبطية لتنافي علاقته بهما.

كما قضت المحكمة الإدارية العليا الدائرة الأولى برئاسة المستشار محمد حسام الدين رئيس مجلس الدولة، السبت الماضي، باعتبار الطعن رقم 34173 لسنة 61 ق عليا المقام من الجهة الإدارية ضد حكم محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية دائرة البحيرة الخاص بضريح الحاخام اليهودى يعقوب أبو حصيرة بقرية دمتيوه بدمنهور، كأن لم يكن، لتسدل بذلك الستار على قضية اهتم بها الرأي العام المصري.

من هو "أبو حصيرة"؟ "أبو حصيرة" هو يعقوب بن مسعود حاخام يهودي من أصل مغربي، عاش في القرن التاسع عشر، ينتمي إلى عائلة يهودية كبيرة اسمها عائلة الباز هاجر بعض أفرادها إلى مصر ودول أخرى، وبقي بعضهم في المغرب على مر العصور، ويعتقد عدد من اليهود أنه شخصية "مباركة".

لماذا سمي بـ"أبو حصيرة"؟ ولد يعقوب بن مسعود "أبو حصيرة" في جنوب المغرب، حيث تذكر رواية شعبية يهودية أنه غادر المغرب لزيارة أماكن مقدسة في فلسطين، إلا أن سفينته غرقت في البحر، وظل متعلقا بحصيرة قادته إلى سوريا ثم توجه منها إلى فلسطين، وبعد زيارتها غادرها متوجها إلى المغرب عبر مصر، وتحديدا إلى دميتوه في دمنهور ليدفن في القرية في 1880 بعد أن أوصى بدفنه هناك.

موعد مولد أبو حصيرة كان يُقام مولد أبو حصيرة في الفترة بين 26 ديسمبر إلى 2 يناير من كل عام، في ضريح يهودي في قرية ديمتيوه بمحافظة البحيرة شمال القاهرة، وكان يحجّ إليه آلاف اليهود خصوصا من المغرب وفرنسا وإسرائيل، يمارسون خلال احتفالهم طقوسا غريبة أبرزها شرب الخمر حتى الثمالة والتعري وإصدار الصيحات وترديد العبارات غير المفهومة بأصوات عالية.

تسجيله في هيئة الآثار الثابت تاريخيًا أن الطائفة اليهودية المصرية كانت تحتفل بهذا المولد منذ عام 1945، وتم الاتفاق على تحويل المقبرة إلى ضريح بقرار من وزير الثقافة الأسبق في يناير 2001 وبموافقة محافظة البحيرة عام 2001، وتم تسجيله مع المقابر اليهودية حوله ضمن الآثار اليهودية كموقع ديني في هيئة الآثار المصرية، وشرع اليهود في شراء أراضٍ بطريقة مشبوهة حول المقبرة لإقامة الضريح وتشييد سور حوله، وجمعت التبرعات من أثرياء يهود.

فعاليات ضد أبو حصيرة في أعقاب ثورة يناير 2011، خرج العديد من النشطاء والثوريين، لينظموا وقفات احتجاجية مطالبين بإلغاء مولد أبو حصيرة، خاصة بعد زيارة فوج إسرائيلي لضريح الحاخام المزعوم، وظهرت حركات "لن تمروا فوق أرضي" و"مدونون ضد أبو حصيرة" و"معا لإلغاء مولد أبو حصيرة"، التي استطاعت في ذلك الوقت حشد الرأي العام ضد مولد أبو حصيرة، إلى أن أقام 3 محامين دعوى قضائية لإلغائه.

انتصار القضاء المصري لرغبة المصريين ظهر القضاء المصري متمثلا في محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية، بمظهر بطولي منتصرًا للإرادة الشعبية، حيث أصدر المستشار الدكتور محمد خفاجي، حكمه التاريخي في 29 ديسمبر 2014، بإلغاء مولد أبو حصيرة نهائيا، وعدم اعتباره أثرًا تاريخيًا بل إنسانيًا، وإلغائه من سجل الآثار، وألزم القرار كذلك الإبلاغ بشطبه من اللجنة الدولية الحكومية ولجنة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو.

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 4 سنوات | 80 قراءة)
.