مكتب التنسيق الطبي للقوات المشتركة بعدن.. عمل كبير وطموح أكبر!

مكتب التنسيق الطبي للقوات المشتركة بعدن.. عمل كبير وطموح أكبر!

كريتر سكاي/خاص: يعاني عشرات الآلاف في اليمن من جروح بليغة وإعاقات دائمة بسبب الحرب.

ولا تكمن مشكلتهم في ذلك وحسب، بل أيضا في غياب فرص المعالجة في المشافي اليمنية أو في الخارج لأسباب عدة.

تصاعد الصراع بين المتمردين الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليا في مارس 2015، عندما شن التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية حملة عسكرية تدعم الرئيس عبدربه منصور هادي.

وقد ترك القتال نظام الرعاية الصحية في البلاد على شفا الانهيار، إذ إن 45 بالمئة فقط من المرافق الصحية تعمل بكامل طاقتها ويمكن الوصول إليها، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وانطلاقاً من دور المملكة العربية السعودية الإنساني والريادي، في رفع المعاناة عن اليمنيين، جاءت الجهود الإغاثية والأعمال الإنسانية لتوفير مقومات الحياة في أنحاء اليمن والإسهام في مواجهة التحديات التي يجابهها السكان في هذا البلد الشقيق.

فبادر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم الدعم والمساندة لليمن.

وخص بخدماته الصحية الأشقاء اليمنيين منذ انطلاق أعماله في مايو من العام 2015م، بتوجيه ورعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بتنفيذ عدد كبير من المشاريع الصحية باليمن.

وشملت مشروعات المركز أعمال الإغاثة العامة والطبية والإنسانية للعالقين واللاجئين اليمنيين في بعض الدول المجاورة وتوفير الخدمات الطبية والعلاجية لهم، وتهيئة وتشغيل عدد من المستشفيات في مختلف المحافظات اليمنية، وتقديم الخدمات الطبية للمصابين والجرحى في أرجاء اليمن عبر مستشفيات القطاع الخاص وفي المملكة وبعض الدول العربية، إلى جانب دعم المنشآت الصحية التابعة لوزارة الصحة العامة والسكان اليمنية بالمستلزمات والأدوات الطبية ورفدها بالكوادر الطبية.

  واستمرت خدمات مركز الملك سلمان في الجانب الصحي تحديدا واستقبال حالات المصابين والمرضى حتى انتهاء برنامج المنح الطبية في يوم 18/ 8/2020م، حيث تم استقبال آخر حالة تتبع مركز الملك سلمان في مستشفى الوالي بعدن، وعقب ذلك تم فتح حسابات باسم مكتب التنسيق الطبي للقوات المشتركة، كما أفاد بذلك المشرف العام للمكتب، مضيفاً أن المكتب استقبل منذ ذلك اليوم 236 حالة.

وقال المشرف العام لمكتب التنسيق الطبي للقوات المشتركة بعدن الرائد محمد بن بدر، في تصريحات سابقة لوسائل الإعلام، إنه "عند توقف برنامج إصدار المنح الطبية من قبل مركز الملك سلمان صدرت الأوامر من قيادة القوات المشتركة ممثلة بمدير مركز الإسناد الطبي بقيادة القوات المشتركة العميد الدكتور علي الكناني باستقبال الجرحى المصابين في الجبهات".

مكتب التنسيق الطبي للقوات المشتركة مكتب التنسيق الطبي للقوات المشتركة بعدن، هو مكتب لاستقبال الجرحى من مختلف الجبهات القتالية ضد المليشيات الحوثية الانقلابية، وله تنسيق مع الدائرة الصحية في ألوية الدعم والإسناد.

أنشئ المكتب في تاريخ 19/11/2019 ومقره في مستشفى البريهي بعدن، ويديره المشرف العام الرائد محمد بن بدر بالتنسيق مع مدير مركز الإسناد الطبي للقوات المشتركة.

وهو متعاقد مع جميع المستشفيات الخاصة بالعاصمة المؤقتة عدن.

وقد أوضح الرائد محمد بأن عدد الحالات الطبية للجرحى اليمنيين في الجبهات، والتي تم استقبالها منذ بدء العمل في ديسمبر 2019، بلغت 3714 حالة.

كما أفاد بأن مكتب التنسيق الطبي ناقش مع قيادة القوات المشتركة ضم الحالات التي لم يُستكمل علاجها من قبل الهلال الأحمر الإماراتي ومنظمة أطباء بلا حدود والدائرة الصحية والساحل الغربي، وتوقف علاجها بعد ذلك، مؤكداً أن قيادة القوات المشتركة أعطت الإذن للمكتب باستكمال علاجهم، فتم البدء بعلاج الدفعة الاولى وعددهم 62 جريحا، وفتح حسابات لهم في المستشفيات الخاصة المتعاقد معها من قبل المكتب.

كيف يعمل المكتب؟ بالرغم من وجود الكثير من التحديات والصعوبات، تمكن مكتب التنسيق الطبي للقوات المشتركة بعدن من الاستجابة لاحتياجات الجرحى والمصابين وحتى المرضى (العسكريين والمدنيين) المتزايدة طوال العام.

واستطاع المكتب، بفضل جهود إدارته ممثلة بالمشرف العام الرائد محمد بن بدر وطاقمه من الأطباء والمتخصصين وعددهم أحد عشر كادراً، أن يواكب الأعداد المتزايدة والمتسارعة للحالات المرضية والإصابات التي يجري استقبالها من مختلف الجبهات.

مدير مكتب التنسيق الطبي للقوات المشتركة بالمناطق المحررة، أ.

حمادة محمد عوض، أكد أنه يتم استقبال الجرحى من كل الجبهات بلا استثناء.

  وأضاف: يتم إبلاغنا عن حالات الجرحى في تلك الجبهات عبر غرفة عمليات موحدة، فنقوم فورا بالترتيب والتنسيق لاستقبال أولئك الجرحى بالمستشفيات المتعاقد معها.

عمل المكتب بشكل استثنائي في البداية، بسبب المشاكل والصعوبات الكثيرة المتعلقة بالجوانب التنسيقية المتمثلة بتسجيل الحالات ونقلها وتحويلها ومتابعتها، وما إلى ذلك من شؤون الرعاية الطبية.

المدير الطبي في مستشفى البريهي بعدن، الدكتورة أثمار الحيدري، تحدثت بهذا الشأن، قائلة إن المستشفى قام بتخصيص كادر طبي متخصص يعمل على مدار الساعة، ويقوم بالتواصل مع لجنة التنسيق للحالات، وفي ضوء ذلك يتم تقييم حالة الجريح قبل وصولها، وحال وصولها يتم تقييمها مرة أخرى في قسم الطوارئ.

ماذا أنجز؟ يقدم هذا التقرير تفاصيل أنشطة مكتب التنسيق الطبي للقوات المشتركة بعدن بين شهري ديسمبر 2019 وسبتمبر 2020.

وبحسب إفادة سابقة للمشرف العام، فإن عدد الحالات الطبية للجرحى اليمنيين في الجبهات، والتي استقبلها مكتب التنسيق الطبي للقوات المشتركة بعدن منذ بدء العمل في ديسمبر 2019م بلغت 3714 حالة، كالآتي:  161 حالة تم تحويلهم إلى مستشفى مكة للعيون.

96 في مركز الأطراف الصناعية بالمنصورة.

147 في قائمة الانتظار (تم أخذ مقاساتهم من قبل الفريق الطبي وسيتم إيصالها على حسب المقاسات، علما بأن الأطراف المطلوبة تم إحضارها من ألمانيا).

  85 في مركز العلاج الطبيعي بالمنصورة.

  2026 بين عمليات وأشعة وفحوصات.

  1150 تم تحويلهم إلى مستشفيات وزارة الصحة العامة.

إضافة إلى من هم تحت الإجراءات في الداخل اليمني بغرض تسفيرهم، وعددهم 36 حالة.

عمل كبير وطموح أكبر! في ظل تحديات الوضع الصحي وتعقيدات المشهد السياسي في البلاد، يبقى العمل الدؤوب والجهد المخلص لمكتب التنسيق الطبي للقوات المشتركة بعدن كبيرا جدا وواضحا، ويظل طموحه أكبر وغايته بلا حدود.

ومكتب التنسيق رغم حداثة إنشائه، نسبياً، إلا أنه استطاع أن يحقق الكثير، وكان حاضرا وفاعلا بقوة على المستوى الصحي، الذي هو ميدانه واختصاصه، وعلى المستوى الإنساني الذي هو غايته ومقصده ومعقد نيته.

اليمن      |      المصدر: كريتر سكاي    (منذ: 4 سنوات | 25 قراءة)
.