"ومن التنمر ما قتل".. حكاية الطفل محمد بعد وفاته: 10 عمليات لم تنقذ حياته

ذاق مرار وآلام التنمر على والده في حياته، حروق في جميع أنحاء جسدة لا يتحملها بشر، أجرى أكثر من 10 عمليات جراحية للكحت والترقيع لإزالة آثار الحريق الذي نال منه على يد ثلاثة من الأطفال سخروا منه وتنمروا على عمل والده "جامع البلاستيك" من القمامة، وبعد توبيخ الأخير لهؤلاء الأطفال في إحدى الوقائع الخاصة بسرقة البنزين، قرروا معاقبته في ابنه من خلال إلقاء كمية كبيرة من البنزين على جسده وإشعال النيران فيه، ثم مات الطفل اليوم تاركا حقه في رقبة من ارتكب ذلك الفعل الشنيع.

في وضح النهار وتحديدا في الساعة الرابعة عصرا، منذ شهر مضى، خرجت أخت الطفل محمد أحمد عبدالعظيم، لتبحث عنه بعد طلب والدها وما أن خرجت حتى ارتفع صوتها صارخة "الحق يا بابا أخويا بيولع"، فهرع الأب فوجد النيران مشتعلة في جسده، ويحاول أهالي المنطقة إطفاء النيران، وسط صدمة من الأب وعدم استيعاب ما يحدث، ولكنه سرعان ما لملم صدمته وساعدهم في إطفاء النيران، ثم أخذه إلى مستشفى قريب من المنزل.

ولخطورة حالة الطفل وصعوبة علاجه، تم نقله إلى المستشفى الجامعي بشبين الكوم، والتي أكد الأطباء فيها على خطورة حالته الصحية وضرورة إجراء العديد من العمليات الجراحية لكحت أماكن الحروق وترقيع تلك الأماكن، وبالفعل أجرى الطفل أكثر من 10 عمليات جراحية خلال شهر كامل، وبعض العمليات تبرع والده وعمه بجلد من جسدهما لإجراء بعض العمليات الجراحية لإزالة آثار الحروق.

تحدث والد الطفل لـ"الوطن"، وهو يغالب دموعه بعد وفاة ابنه، قائلاً: "ابني مات بسبب الحروق، ربنا يرحمه، وينتقم من كل ظالم ومن اللي كان السبب"، مشيراً إلى أن الأطفال قاموا بإشعال النار في جسد ابنه، الذي راح ضحية للتنمر بسبب عمل والده في جمع البلاستيك من القمامة.

وتعود تفاصيل الواقعة، كما رواها "أحمد عبد العظيم"، والد الطفل، في تصريحات لـ"الوطن"، إلى الشهر الماضي، عندما عثر ابنه على زجاجة تحتوي على كمية من البنزين، ألقى بها مجموعة من الأطفال بجوار المنزل، وأضاف: "خرجت للأطفال وقلت لهم عيب متعملوش كده تاني"، واستطرد بقوله: "على العصر قلت لبنتي اطلعي شوفي أخوكي، وعندما خرجت سمعت صراخها، فخرجت لقيت ابني مولع نار".

وأضاف والد الطفل "محمد": "معرفش ليه الأولاد عملوا كدا مع ابني، مفيش خلافات مع أهالي حد منهم، وأنا مقيم في مدينة السادات منذ 11 سنة بدون مشاكل"، مشيراً إلى أنه أسرع بابنه إلى مستشفى السادات، ونظراً لعدم وجود قسم للحروق بها تم تحويله إلى المستشفى الجامعي، حيث أبدى الأطباء اهتماماً كبيراً بحالة الطفل.

وتابع الأب قائلاً: "أنا مستغرب جداً من اللي حصل"، موضحاً أنه قام بتحرير محضر ضد الأطفال الثلاثة المتهمين بإشعال النار في ابنه، بدائرة مركز شرطة السادات، وأضاف أن ابنه أكد، في أقواله بالمحضر، أن 3 أطفال قاموا بحرقه، بينما جاء في التحريات أن طفلاً واحداً هو من ارتكب الواقعة، وشدد على أن هذه المعلومات غير دقيقة، حيث إن الأطفال الثلاثة شاركوا جميعاً في ارتكاب الجريمة بحق ابنه.

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 4 سنوات | 49 قراءة)
.