سلطة جودة البيئة تُصدر ورقة حقائق حول أهمية هجرة الطيور الخريفية

رام الله - دنيا الوطن أصدرت سلطة جودة البيئة، ورقة حقائق، حول بدء موسم هجرة الطيور الخريفية في الخامس عشر من الشهر الحالي، إذ تمتاز دولة فلسطين بأفضل الأماكن لمراقبة هجرة الطيور لتنوع الطيور فيها على مدار العام وبسبب تميزها بتعدد الأقاليم البيئية فيها.

وأشارت سلطة جودة البيئة بأن منطقة الأغوار وأريحا " حفرة الانهدام " وسلسلة جبال القدس والسهل الساحلي أهم مسارات هجرة الطيور في فلسطين ، حيث يوجد  في المحافظات الشمالية والجنوبية ما يقارب 373 نوع من الطيور تنتمي لنحو 186 أجناس وما يزيد على 64 عائلة ونحو 22 رتبة، أما في فلسطين التاريخية فيبلغ عدد الطيور حوالي 530 نوعا ويعود هذا التنوع إلى موقعها الجغرافي المتميز بين القارات الثلاث (آسيا وإفريقيا وأوروبا) بالإضافة إلى التنوع الشديد لتربتها وطبوغرافيتها ومناخها والذي يمكن أنواع من الطيور التي نشأت في مناطق أخرى من ترسيخ نفسها في المنطقة.

وأضافت بأنه يهاجر ما يقارب 500 مليون طائر في النصف الثاني من شهر آب، إلى مناطق ذات مناخ أكثر دفئا وهربا من الشتاء القارص وللبحث عن الغذاء، حيث تتفادى الطيور التي تعتمد على التيارات الهوائية الصاعدة الساخنة من الطيران فوق المسطحات المائية الواسعة وتفضل الطيران فوق اليابسة، لذلك تضطر الطيور المحلقة التي تفرخ غرب المنطقة القطبية وتقضي الشتاء في أفريقيا إلى الدوران حول شرق البحر المتوسط أو البحر الأسود خلال رحلتها إلى الجنوب في الخريف.

أما بالنسبة للطيور المفرخة في شرق أوروبا فإنها تعبر فوق اليابسة على امتداد الساحل الشرقي للبحر المتوسط لتعبر سوريا ولبنان وفلسطين باتجاه صحراء سيناء.

وبينت سلطة جودة البيئة في ورقة الحقائق بان الطيور تقوم قبل الهجرة بتبديل الريش المتقصف والمتكسر بريش جديد، كما وتقوم بتغذية نفسها لتصل إلى ضعف وزنها وتخزن الكثير من الدهون للتحول إلى طاقة خلال رحلتها تواجه بها مشقة الرحلة الطويلة، لذلك فإن الطيور الضعيفة لا تهاجر وإن هاجرت تتعرض للموت قبل محطة الوصول.

وتقطع الطيور مسافة 50 ألف كيلومتر في السنة حيث تستطيع بعض الطيور الطيران لمسافات طويلة ليلا ونهارا دون توقف، وتتغذى خلال هجرتها على حبوب الذرة الغنية بالدهون لتتمكن من قطع مسافات كبرى دون طعام أو ماء.

ولاحظ العلماء أن الطيور وقت الهجرة تنطلق في أسراب معتمدة على الساعة البيولوجية التي زودها الخالق بها مما جعلهم يعتقدون أن هناك جينات ورثتها من الآباء تجعلها تقوم بهذه الرحلة.

أسباب هجرتها وأوضحت سلطة جودة البيئة في ورقتها أن الطيور تهاجر من أجل البحث عن الطعام، وللمحافظة على النسل للاستفادة من الظروف المختلفة والمناسبة لتربية صغارها والنجاة من الحيوانات المفترسة التي تهدد أعشاش الطيور وفيما تهاجر بعض الطيور لمكافحة الأمراض والطفيليات التي تكون أكثر عرضةً لها في حال تجمعها وبقائها في موطن طبيعي واحد.

وأضافت بأن التغيرات المناخية والتغيّرات البيئية تعد سببا من أسباب هجرة الطيور بشكل دوري في أوقات محددة من العام، حيث تنخفض درجة الحرارة في بعض المناطق مما يدفع الطيور إلى الهجرة إلى مناطق أخرى أكثر دفئًا، كما أنّ هناك بعض الطيور التي تهاجر إلى مناطق ذات مناخ معتدل من مناطق ترتفع فيها درجة الحرارة بشكلٍ كبير، وقد طورت الطيور أنواع مختلفة من الريش للتكيف مع الاختلافات المناخية التي تؤثر على الهجرة، فعلى سبيل المثال تغادر العديد من الطيور أراضي التكاثر في القطب الشمالي عندما تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض لأنها تحتاج إلى درجات حرارة أعلى لتتمكن من النجاة، كذلك قد تكون المناطق المدارية الحارة بيئة قاسية لتربية الصغار، ومن المستحسن وضع البيض شمالاً في المناطق الأكثر برودةً.

وقالت سلطة جودة البيئة في ورقة الحقائق بأن الطيور تقسم الى خمسة مجموعات " المقيمة (المستوطنة)، وهي طيور تمضي فترة حياتها في هذه البلاد، حيث تتزاوج وتفقس بيوضها وتربي صغارها، تصل أعدادها إلى ما يقارب المئة مثل عصفور الشمس الفلسطيني.

والطيور الزائرة الصيفية وهي التي تأتي من أفريقيا وقليل منها يأتي من الهند لتصل يافعة إلى البلاد ما بين شهري شباط وأيلول وتمكث حتى تصل سن البلوغ ثم تعود إلى موطنها الأصلي لتتكاثر وتبيض.

يصل عددها ما يقارب الإثنين وسبعين نوعا وأهمها الشقراق الأوروبي والذعرة الصفراء.

 أما الطيور المهاجرة وهي التي تعبر البلاد مرتين سنويا (الربيع والخريف) ضمن مسار محدد من وإلى إفريقيا وأوروبا، حيث تمكث عدة أيام أو أسابيع وتعاود الرحيل، يتراوح عددها ما بين 100_120 نوع وأهمها اللقلق الأبيض (أبو سعد) وصقر العسل الأوروبي.

والطيور الزائرة الشتوية هي طيور قادمة من أوروبا تضع بيوضها وتربي صغارها هناك، لتصل إلى البلاد ما بين شهري أيلول وكانون الأول وتغادر ما بين شهري شباط وآذار لتعود إلى موطنها الأصلي بعد انتهاء الفصل، يصل أعدادها إلى ما يقارب المئة وأهمها الزرزور ونورس أسود الرأس وقد لوحظ في السنوات الأخيرة أن بعض أنواعها تحولت إلى طيور مقيمة.

أما الطيور المشردة التي تزور البلاد في فترات مختلفة ليس لها مسار أو توقيت محدد، وهي تقارب 100-130 نوع مثل الإوزة الأوروبية والبجع الصاخب.

أهمية الطيور في حياتنا ودعت سلطة جودة البيئة إلى المحافظة على الطيور وعدم التعرض لها خلال مسار هجرتها بسبب تأثيرها الإيجابي على الطبيعة والإنسان وهي مؤشر على صحة البيئة وتعتبر كنظام إنذار مبكر على التغيرات المناخية والتلوث البيئي.

وتحافظ الطيور على التوازن البيئي وإعادة التوازن إلى الطبيعة المتمثل في الطيور التي تتغذى على الجيف مثل العقبان والنسور وبالتالي الحفاظ على بيئة نظيفة خالية من الأمراض، ولها دور مهم في المكافحة الحيوية المتمثل في التخلص من الحشرات الضارة والقوارض وتنظيف التربة من الديدان الضارة التي تتلف المزروعات ومن أهم هذه الطيور أبو قردان والهدهد وأبو منجل والزرزور.

وتساهم بعض الطيور في نقل حبوب اللقاح وتلقيح الأزهار مثل طائر الطنان وعصفور الشمس الفلسطيني، وتساعد على نشر البذور من خلال فضلاتها وبالتالي تساعد على إعادة النباتات إلى المناطق البيئية المدمرة.

وتحافظ الطيور على الشعب المرجانية خاصة الطيور المائية والتي تعمل على تخصيب النظم البيئية البحرية من خلال فضلاتها التي تلقيها في مياه البحار.

وكما ان بعض الطيور لها دور في مكافحة النباتات والأعشاب الضارة وذلك من خلال أكل بذور تلك الأعشاب وبالتالي التقليل من انتشارها، ويعزز تواجد الطيور السياحة البيئية من خلال جذب السياح إلى المناطق التي تتجمع فيها الطيور ومراقبتها خلال الهجرة وهذا ينمي اقتصاد المنطقة وزيادة دخلها.

فلسطين      |      المصدر: دنيا الوطن    (منذ: 4 سنوات | 47 قراءة)
.