شاهد: المُسن قعدان يصنع تقويماً يدوياً لموعد الإفراج عن نجله من سجون الاحتلال

خاص دنيا الوطن يخط كل صباح بقلمه الأحمر مربعاً جديداً، فهذا المربع يحمل حكاية يوم من داخل الأسر، يقبع فيه نجله خلف قضبان حديدية، ينظر إلى شمس كل صباح، ينتظر أن تشرق شمس جديدة، حين يفك السجان قيداً ترك علامة على ساعده المشتاق لعناق والده الذي ينتظره لحظة بلحظة.

المُسن سامح قعدان، والد الأسير عبد الرؤوف قعدان، والمحكومة لمدة (16 سنة) في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ السادس من نيسان/ أبريل عام 2004، قضى منها 15 سنة ونصف، وتبقى عدة أشهر، حيث صنع والده تقويماً يدوياً، فقسم العام الأخير من اعتقاله لمربعات، وقسمها على شكل يوميات، حيث يقوم بشطب كل يوم يمضي، ولم يتبقَ الا أيام قليلة على المعانقة.

"فرحتي مش كاملة، لانوا زوجتي لن تعانق ابنها فهي في جوار ربها" بهذه الكلمات، رد المسن سامح قعدان (77 عاماً) على سؤال مراسل "دنيا الوطن" حين سأله عن مشاعره في هذه الأيام الأخيرة لأسر نجله، وقال: "عبد الرؤوف طيلة حياته، كان يحلم باحتضان والدته، لكن للأسف؛ والدته توفيت قبل نحو عامين، ولم يحقق حلمه في احتضانها".

ويضيف المسن قعدان، وهو من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قائلاً: "الاحتلال منعنا من زيارته لمراتٍ عدة، وما تبقى من ذاكرة عبد الرؤوف، سوى بعض الصور التي ترسل كل 5 سنوات مرة واحدة، وحفظتها في ألبوم خاص، أعتبره الألبوم الثمين لدي".

من جانبه، قال شقيق الأسير أسامة قعدان، بأن عائلته، بدأت بالاستعداد الفعلي والجدي لاستقبال شقيقه الأسير عبد الرؤوف، بمراسم رسمية، وتنظيم احتفال وطني، خاصة وأنه كان مناضلاً عسكرياً في حركة (فتح).

ووجه قعدان، رسالة إلى الفصائل الفلسطينية، بالتوحد خلف رجل واحد، وقيادة واحدة من أجل حماية قضيتنا الفلسطينية، وتعزيز قضية الأسرى في المحافل العربية والدولية، وللجم الاحتلال وفضحه وفضح جرائمه.

 

فلسطين      |      المصدر: دنيا الوطن    (منذ: 4 سنوات | 28 قراءة)
.