السعودية تدعو إلى إجراء تحقيق دولي شفاف ومحايد في انفجار بيروت

فيما قال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن المؤتمر الدولي الطارئ لمانحي لبنان، تلقى تعهدات بنحو 298 مليون دولار مساعدات إغاثة فورية، دعت السعودية إلى إجراء تحقيق دولي شفاف ومحايد لمعرفة أسباب انفجار بيروت الذي أودى بحياة 158 شخصا، وتسبب في جرح ما يزيد على ستة آلاف، وخلف دمارا هائلا في العاصمة.

جاء ذلك في مداخلة للأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، خلال مشاركته في المؤتمر الدولي لدعم بيروت والشعب اللبناني، الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأنطونيو جوتيريس الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، عبر تقنية الاتصال المرئي، أمس، إلى جانب عدد من رؤساء وقادة دول العالم.

وقدم وزير الخارجية في بداية مداخلته العزاء والمواساة للشعب اللبناني الشقيق في ضحايا الحادث الأليم الذي وقع في مرفأ بيروت، معبرا عن امتنانه لأصدقاء لبنان في فرنسا والعالم على مشاركتهم في هذا المؤتمر المهم للتأكيد على الوقوف مع الشعب اللبناني لمواجهة هذه الكارثة.

وأضاف أن المملكة كانت من أوائل الدول التي استجابت للبنان بعد هذا الحادث الأليم، حيث وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتسيير جسر جوي من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لتقديم المساعدات الأساسية للشعب اللبناني الشقيق، مشيرا إلى وصول أربع طائرات شحن سعودية إلى بيروت حتى اليوم، حملت على متنها 290 طنا من المواد الطبية والغذائية والإيوائية، كما قام فرع المركز في بيروت بتوزيع السلال الغذائية على المتضررين.

وقال وزير الخارجية: "إننا في السعودية إذ نقف مع أشقائنا في لبنان، نؤكد أهمية إجراء تحقيق دولي شفاف ومحايد لمعرفة أسباب هذا الانفجار المريع وما خلفه من ضحايا ودمار.

إن الشعب اللبناني الشقيق له الحق في العيش في بلاده بأمان واحترام.

لبنان بحاجة ماسة إلى إصلاح سياسي واقتصادي شامل وعاجل بما يضمن عدم تكرار هذه الكارثة المروعة".

وتابع، إن الإصلاح المطلوب لضمان مستقبل لبنان السياسي والاقتصادي يعتمد على مؤسسات الدولة القوية التي تعمل من أجل المصلحة الحقيقية للشعب اللبناني، مضيفا "أن استمرار الهيمنة المدمرة لتنظيم "حزب الله" الإرهابي يثير قلقنا جميعا، جميعنا يعرف السوابق المؤكدة لاستخدام هذا التنظيم المواد المتفجرة وتخزينها بين المدنيين في عدة دول عربية وأوروبية والأمريكتين".

وختم وزير الخارجية مداخلته مجددا بتثمين المملكة دعوة فرنسا لأصدقاء لبنان للوقوف معا للتأكيد على متطلبات الإصلاح الصارمة المطلوبة من قبل المجتمع الدولي لمساعدة لبنان على الخروج من هذه الأزمة الاقتصادية والسياسية، مشيرا إلى أن السعودية تقدر جهود فرنسا في حشد الجهود الدولية للاستجابة وتقديم المساعدات الإنسانية الأساسية للشعب اللبناني، والمساعدة في تحقيق رغبة الشعب اللبناني في إجراء الإصلاحات الاقتصادية.

وكان المؤتمر قد انطلق بمشاركة الأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا، وافتتحه الرئيس ماكرون بكلمة شدد فيها على وجوب العمل بسرعة وفاعلية لمساعدة لبنان وشعبه لمواجهة الكارثة التي حلت به، والرد بسرعة على حاجات اللبنانيين من خلال إيصال المساعدات عبر الأمم المتحدة مباشرة إلى الشعب بمشاركة صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الدولية.

من جانبه، أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن الانفجار الذي وقع في ميناء بيروت وانعكاسات جائحة كوفيد - 19 تتخطى قدرة لبنان، مناشدا دول العالم لمد يد العون للشعب اللبناني.

وأوضح الرئيس اللبناني في كلمته خلال المؤتمر أن الاجتماع يدل على الرغبة الصادقة في دعم لبنان.

وقدم شرحا لما سببه الانفجار على جميع المستويات الإنسانية والاجتماعية والصحية والتربوية والاقتصادية، والنزوح الكثيف الذي كلف لبنان حتى تاريخه أكثر من 30 مليار دولار.

وشدد على تسخير كل السبل والإمكانات للتحقيق في سبب الانفجار ومحاسبة المتسببين قائلا: "كل من يثبت التحقيق تورطه سيحاسب وفق القوانين اللبنانية".

إلى ذلك، توالت أمس الدعوات للعودة إلى الشارع للتظاهر ضد السلطة الحاكمة غداة تظاهرات ضخمة ومواجهات عنيفة بين القوى الأمنية ومحتجين اقتحموا وزارات عدة مطالبين بالانتقام والمحاسبة بعد انفجار مرفأ بيروت، الذي حول العاصمة إلى مدينة منكوبة.

وأمام هول الفاجعة، قدمت منال عبدالصمد وزيرة الإعلام استقالتها من الحكومة لتكون أول عضو في مجلس الوزراء يقدم على تلك الخطوة بعد الانفجار الضخم.

ولا تزال عمليات البحث عن عالقين تحت أنقاض المرفأ المدمر والأحياء المتضررة في محيطه مستمرة.

وشهدت التظاهرات البارحة الأولى مواجهات عنيفة بين محتجين غاضبين رموا القوى الأمنية بالحجارة والمفرقعات، والقوى الأمنية التي استخدمت الغاز المسيل للدموع بكثافة والرصاص المطاطي.

وأسفرت المواجهات عن إصابة 65 شخصا، بينهم مدنيون وعسكريون، جرى نقلهم إلى المستشفيات، وفق حصيلة للصليب الأحمر اللبناني.

السعودية      |      المصدر: الاقتصادية    (منذ: 4 سنوات | 15 قراءة)
.