لؤي المستشار: القحاتي الشيزوفراني المنفصم ..!

القحاتي هو كائن مستعد للهجوم على قاعة يجتمع فيها مدنيون مثله لاجتماع سياسي لحزب مشروع تعترف به الدولة ويقوم بحرق قاعة الأفراح المستأجرة التي يملكها مدنيٌ مثله لا له في العير ولا في النفير وتحطيم أثاثها وقذف كبار السن السبعينيين والثمانيين والنساء بالحجارة وشج رؤوسهم وهو يهتف سلمية سلمية ! والقحاتي هو كائن مستعد للهجوم على خلوة وحرقها وقتل حفظة القرآن من المتصوفة لمجرد أن شيخ الخلوة لا يستجيب لطلباته.

والقحاتي يهتف مدنيااااو نهاراً ويدعو للقصاص من قتلة الشهداء ويهتف الدم قصاد الدم عصراً، ثم إذا جن المساء يعين الأمي الذي يتهمه بالقتل و يريد القصاص منه رئيساً لآليته الاقتصادية.

.

! والقحاتي هو شخص يهتف صحافة حرة أو لا صحافة ويملأ صفحته النضالية بشعار (لا لحبس الصحفيين في قضايا النشر) إذا كان في المعارضة، ثم إذا حكم فإذا به يبارك حبس الصحفيين في قضايا النشر ويدعو لتغليظ العقوبة وكسر الأقلام .

والقحاتي هو شخص يظل طوال عمره يدعو لحرية التظاهر والتجمع والعمل السياسي، فإذا حكم وقام غيره بالعمل السياسي بارك اعتقاله وأعرب عن استغرابه من وجود معارضيه خارج السجن.

.

! والقحاتي يظل يدعو لفك سيطرة الدولة على التلفزيون القومي والاعلام الحكومي واحترام التعدد والرأي الآخر وحين وصل للسلطة جعل التلفاز لوناً واحداً وقهر الرأي الآخر ومنع ظهوره تماماً دون ان يطرف له جفن.

والقحاتي يظل يدعو لمنع التجمع بسبب الوباء ويناشد الشرطة بتطبيق القانون على المخالفين ثم يخرج هو ويتظاهر ويتجمع تحت حماية الشرطة عادي زي الزبادي ! والصحفي القحاتي يدعو الصحفيين للقاء فإذا تحدث أحد الصحفيين بما لا يعجب مزاجه وخطه السياسى ، تمالأ ضده مع رصفائه و هتفوا ضده وضربوه وطردوه من الإجتماع وهم يهتفون “حرية سلام وعدالة” ! والقحاتي يدعو المنظمات الدولية للوقوف ضد قهره واعتقاله واصدار بيانات إدانة لممارسات السلطة التي يعارضها، فإذا حكم قام باستهجان وشتم المنظمة العربية لحقوق الانسان والعفو الدولية واتحاد الصحفيين العرب والمرصد الأوروبي لحقوق الانسان في جنيف حين تصدر بيانات تدين ممارسات سلطته القمعية الجديدة وشكك في حياديتها .

.

! والقحاتي يهتف مدنية مدنية مدنياااااو حتى ينشرخ حلقومه ويدين مجازر العسكر في وطنه، بينما يهتف عسكريااااو ويؤيد مجازر العسكر في الدول المجاورة ويبارك انقلابها على حكم المدنية لأنها اتت بتيار لا يناسب هواه .

.

! والقحاتي يظل يدعو للاحتكام للقانون والقضاء الحيادي غير المسيس، فإذا وصل للسلطة قام بانشاء لجان (عسكرية سياسية) بعضوية عسكرين وسياسيين ونسي تماماً مناداته بالأمس للإحتكام للقضاء المحايد.

.

! القحاتي هو الذي كان يستغرب تبرير أنصار النظام السابق للممارسات الخاطئة، وحين وصل للسلطة لم يترك خطأًً ولا جريمة إلا قام بتبريرها باذلاً كل ما في جعبته من أكاذيب ولولوة وتدليس وكذب صريح ومستتر.

.

! القحاتي هو الداعي لدولة المؤسسات لا الشخوص وهو الرافض لتأليه الأفراد وتعظيمهم، ثم حين وصل للسلطة أخذ يمجد الفرد ويغني له ويدبج القصيد ويرفض إقالة وزير حتى إذا مارس أقصى درجات الاستبداد في وزارته وأقال الجميع.

.

! القحاتي يظل يدعو لإنهاء التمكين وجعل المواطنين سواسية في الوظائف بحسب الكفاءة لا الولاء السياسي، وعندما وصل للسلطة أقر بمبدأ المحاصصات ووزع لكل حزب وزارة ووزع الوظائف خارج إطار الخدمة المدنية بحسب الولاء السياسي لا الكفاءة.

القحاتي هو الشيء وضده في آن واحد.

.

الأمر وعكسه في ذات الوقت.

.

مجموعة من التناقضات الفاخرة.

.

الشيزوفرينا السياسية والأخلاقية في أوضح تجلياتها.

.

هو الاستبداد العاري المفضوح المغطى بقشرة ديمقراطية رقيقة يظنها تستره بينما الكل يرى سوءته بكل وضوح.

.

!لؤي المستشار                                      

السودان      |      المصدر: النيلين    (منذ: 4 سنوات | 27 قراءة)
.