معمر لم يهرب الي ماليزيا ولم يجلس مع صلاح قوش في المعتقلات .. لم يأكل من أموال الانقاذ
معمر يهتف أمام الجامعة في أواخر ديسمبر 2018 .
.
وقتها لم يكن هنالك تجمع مهنيين و لم تكن أحزاب قحت قد غادرت مفاوضات الهبوط الناعم مع نظام الجنرال الحبيس في أديس أبابا .
.
كانت الأحتجاجات صادقة و لم يكن لصوص الثورات قد حسموا أمرهم بعد .
.
كانوا لا يزالون مترددين .
.
كان معمر موسى ثائرآ صادقآ في ثورته .
.
و الناظر الي الصورة يرى كيف كانت الشرائح التي لحقت بالحراك بعد سقوط البشير تشاهد في حذر و ترقب كيف يهتف هذا الثائر في قلب الخرطوم .
.
حجزت مقاعد المشاهدة من أعلي النفق .
.
معمر لم يهرب الي ماليزيا .
.
و لم يجلس مع صلاح قوش في المعتقلات .
.
لم يأكل من أموال الأنقاذ .
.
و لم يدخل في شراكات معها .
.
عرفت معمر قبل 11 عام و هو قيادي شاب مستقل في جامعة الخرطوم .
.
عرفته بالمساء عاملآ لتوصيل الطعام بأحد مطاعم الخرطوم الراقية حيث يتناول أمثال الأصم وجباتهم .
.
ما يوجع هولاء السفلة حقآ .
.
أنه ليس مكسورآ بصفقات القذارة .
.
لم يدفع له خواجة .
.
و لم تدفع له الأنقاذ .
.
و أخيرآ لم يدفع له حميدتي .
.
ما يوجع هولاء السفلة أن معمر كان موجودآ عند أنهمار الرصاص علي الأعتصام .
.
و كان موجودآ في لحظات سقوط الشهداء يسعفهم بجلباب ملطخ بالدم و اسأل عن ذلك غازي الريح و أخرين .
.
يخبرونك .
.
ما يوجع هولاء السفلة أن هنالك أقلام ليست للبيع .
.
وعقول وطنية خالصة تسعى بصدق لتخليص هذا البلد من براثن الأستعمار الجديد .
.
براثن العملاء و أبناء جوروج سوروس .
.
أبناء الورش و السفارات .
.
من التبعية و اللصوص .
.
من السادة و الأفندية .
.
معمر موسى ليس أرهابيآ .
.
الفيلسوف ليس أرهابيآ .
.
من يكتب عن نيتشه و هابرماس و فوكو .
.
من يقتبس لنصر حامد و طرابيشي .
.
من يقارب بين هيجل و ماركس لا يعقل أن يكون أرهابيآ .
.
و لكنها عساكر قحت لا تقرأ .
.
و لا تحب من يقرأ .
.
بلا شرف و لا تحب أن تبصر أصحاب الشرف .
.
لأنها ترى فيهم قبحها و عهرها.
.
معمر حاكمكم من سجنه .
.
عبد الرحمن عمسيب