سفيان رحيمي ل"المنتخب": «كورونا» عطلت حلم الثلاثية!!

نشأت داخل مركب الرجاء وفيه عشت حجرا صحيا للتاريخ من حامل الكرات وملاحق لنجوم الرجاء لالتقاط صور وأوتوغرافات، لنجم يتقاسم معهم مستودع الملابس وعديد الأمور الأخرى، كان هذا غيض من فيض في قصة ولادة نجم جديد داخل وكر النسر الأخضر إسمه سفيان رحيمي.

قصة تستحق أن تروى لوريث يوعري، الذي أمضى حجرا صحيا للتاريخ كأول لاعب في العالم يتدرب في مركب الفريق ليجعل من «الوازيس» التي أبصر فيها النور كوكبا مملوكا فجر فيه وحيدا منفردا كل طاقته كما قال في حوارنا معه.

أحلام سفيان التي بدأت تكبر وطموحاته التي تقوت وما الذي تغير بداخله بعد التتويجات الفردية الأخيرة إليكم نص الحوار: ــ المنتخب: في الوقت الذي نبدي فيه تعاطفا مع اللاعبين في حجرهم الصحي، أنت تهنأ  في تقديري الخاص لأنه حجر استثنائي غير عادي، أليس كذلك؟ سفيان رحيمي: صحيح، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى، فهنا بالوازيس ولدت وهنا تربيت ونشأت وكبرت وكل شبر من هذا الملعب أعرف أدق تفاصيل تضاريسه، وشاء الله أن أكافأ بالتمرن والتدريب في فضائه وحيدا.

لم أكن أتخيل ولا مرة أنه سيأتي اليوم الذي أكون فيه لوحدي في هذا الملعب، مباح لي استغلاله وبترخيص من النادي إلا أن أصبح هذا واقعا.

ــ المنتخب: هل تدرك أنك الوحيد في العالم الذي استفاد من هذا الإمتياز؟ سفيان رحيمي: وهذا ما يسجل في التاريخ، وحتى إن لم أكن الوحيد وسنحت أمام لاعب من اللاعبين فرصة التدرب في مركب، فمستحيل أن يحدث معه ما حدث معي طيلة الحجر الصحي، وفي مركب بمواصفات عالية الجودة والتجهيزات ساعدتني ولله الحمد كثيرا.

هذا الحدث الفريد من نوعه إنضم لسجلي وسأفتخر به لأنه ليس سهلا أن تحكي هذه القصة بعد سنوات لأحد لم يتعايش مع هذه الجائحة وأقول له أنني كنت أتدرب وحيدا ولأشهر في مركب الرجاء.

ــ المنتخب: إذن هو امتياز تحصلت عليه وأكيد انعكاساته الإيجابية بالنسبة لك هي كبيرة ؟ سفيان رحيمي: هذا لا شك فيه، وكان الله في عون اللاعبين الذين تدربوا طيلة الفترة السابقة في بيوتهم، وكلنا نعلم ظروف الأغلبية الساحقة منهم، تدربت في القاعة الرياضية وبتجهيزات متطورة وتمرنت داخل فضاء اللعب وركضت كما يحلو لي، وهذا كما قلت امتياز ستظهر آثاره بعد استئناف اللعب إن شاء الله، لأن الفرق يكمن في أن المركب أتاح أمامي الجري لساعات طوال طيلة فترة الحجر الصحي وهو ما يخدم لياقة اللاعب بخلاف عديد اللاعبين الآخرين.

ــ المنتخب: كيف يتعايش سفيان حين يستعيد شريط كل هذه الأحداث مع ما كان حلما وصار اليوم حقيقة؟ سفيان رحيمي: بمنتهى الصدق، أحيانا أتأمل لفترة طويلة وأعود بشريط الأحداث كما قلت سنوات للخلف، فقد عشت داخل أسرة تتنفس عشق الرجاء وانتماؤها للأخضر يفوق الوصف وهذا يعرفه الجمهور المغربي ككل.

راقبت هنا في الوازيس نجوما كبارا عبروا من هذا النادي الكبير، كنت أنتظر ساعات انتهائهم من التدريب كي ألتقط معهم صورة أو أبادلهم  الحديث.

هوسي وعشقي للرجاء كان يفوق كل وصف ممكن، حلمت بأشياء عديدة ولم أكن أتوقع أن تدور عجلة السنوات والأيام وتكون نهاية هذه القصة الجميلة بالشكل الحالي.

ــ المنتخب: تحدثنا مرارا في مرات سابقة عن طموحاتك في فترة الصبا وكل ما خططت له بلغته، هل هو الحظ أم نسبة التوفيق العالية أم الإنتماء والوالد كانت له بصمة في هذه الخاتمة الجميلة؟ سفيان رحيمي: إستمع من فضلك، الوالد كوايري ديال بصح، صحيح حلمه كان أن أحمل قميص الرجاء، لكنه كان مدركا أكثر من غيره أن الرجاء لا تجامل وقميص الرجاء لمن يستحقه، لذلك مستحيل تصور أن يكون له دخل في توقيعي للفريق.

ما تحقق يعود فيه الفضل لله سبحانه وتعالي ولصدق النية ومكافأة للوالد والوالدة ولي شخصيا، فقد حفرت في الصخر كي أصل لما وصلت إليه اليوم ولله الحمد والشكر.

ــ المنتخب: ما الذي تغير داخل سفيان وهو يرسم بيديه هذه اللوحة ويلونها باللون الذي اختاره لتطلع كما هي اليوم؟ سفيان رحيمي: سأكون كاذبا إن قلت لك أنه لا شيء تغير، فلم يكن سهلا أن أستوعب كيف لي وقد كنت عاشقا لمتولي وياجور وبانون وغيرهم، أن أتقاسم معهم مستودع الملابس ونفس القميص والسفر عبر نفس الطائرة وغيرها من الأشياء الأخرى.

تطلب مني الوضع أن أتغير وأن أفتح عيني جيدا، لأتأكد أنه واقع وليس حلما، وأن أتحلى بتواضع أكبر وأواصل بنفس «الراس الصغيرة» التي تسمع وتستفيد من كل الذين سبقوني، وبطبيعة الحال توجيهات الوالد كان لها دور في مصاحبتي بشكل إيجابي خلال هذه الفترة ولله الحمد.

ــ المنتخب: بعيدا عن ألقاب الرجاء الجماعية وقد تحدثنا عنها في السابق، حدثني عن الذي تغير داخل سفيان وهو يحرز جوائز فردية، مثل اختيارك من طرف جريدتنا مرتين أفضل لاعب واعد ومن منابر أخرى كأفضل لاعب محلي في استفتاءات ضخمة؟ سفيان رحيمي: لا أخفيك سرا أن هذه الجوائز أشعرتني بسعادة لا يمكن وصفها، فمن حلم أن أكون فردا أو لاعبا ضمن مجموعة الرجاء الموسعة، للاعب أساسي ثم هداف للفريق في مباريات هامة قارية أو الديربي وبعدها أنال جوائز فردية، فهذا أمر ليس بالهين، إما أن يكون سببا في الغرور أو أن يشعرك بالفخر كما يشعر الأسرة كذلك، وأن الله سبحانه وتعالى يكافئ سنوات الصبر على أكمل وجه، ولتظل هذه الجوائز حافزا لي كي أواصل العمل والتطور والتحسن.

ــ المنتخب: إلتحاقك بالمنتخب المحلي ألا يزيد من طمعك لتدق على باب الأسود، أم أن الطموح يتوقف عند عموتا؟ سفيان رحيمي: إطلاقا لا، لن يتوقف فقد تواجدت في كل معسكرات المنتخب المحلي الأخيرة وشاركت في مبارياته وطموحي سيظل هو تمثيل المنتخب الأول، هذا لا نقاش فيه.

ألعب لفريق كبير بالمغرب ويشارك في مسابقات قارية وعربية، ما الذي يمنع إذن من أن يتحقق هذا الحلم ولو أن القرار بيد المدرب وحيد وليس بيد شخص آخر.

المغرب      |      المصدر: جريدة المنتخب    (منذ: 4 سنوات | 11 قراءة)
.