نمو هجمات DDoS في 2020 .. و73 % من الموظفين يجهلون الوقاية

تسببت جائحة فيروس كورونا المستجد، التي اجتاحت العالم في الربع الأول من عام 2020، في إحداث تحول كبير في جميع الأنشطة، ولا سيما ما يرتبط منها بالتعلم والعمل والترفيه، ليتم الاعتماد عليها عبر الإنترنت، ولاحظت الجهات التخريبية الطلب المتزايد على الموارد عبر الإنترنت، فشنت هجمات DDoS على أكثر الخدمات الرقمية حيوية أو تلك التي تزداد شعبية، فقد كشف تقرير كاسبرسكي للهجمات الموزعة للحرمان من الخدمة في الربع الأول من 2020 عن نمو كبير في العدد الإجمالي للهجمات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وذلك في محاولة من المجرمين من الاستفادة من ظروف الحجر المنزلي المجتمعي والاعتماد المكثف على الموارد الرقمية في العمل والتعلم.

وكشف التقرير عن تضاعف لثلاث مرات في الربع الأول من عام 2020 مقارنة بالفترة نفسها من 2019، وقد بلغت نسبة هذه الهجمات 19 في المائة من إجمالي عدد الحوادث الرقمية في الربع الأول من العام الجاري، وجاءت هذه الزيادة بدافع اعتماد الأفراد على موارد الإنترنت، التي تظل مستقرة ومتاحة أثناء الظروف المماثلة، فقد تم اكتشاف خلال الربع الأول من 2020 ضعف عدد هجمات DDoS، التي اكتشفها وحظرها في الربع الرابع من 2019، وأكثر بنسبة 80 في المائة مقارنة بالربع الأول من عام 2019، كما زاد متوسط مدة الهجمات، ففي الربع الأول من 2020، زاد متوسط فترة الهجوم بنسبة 25 في المائة عما كان عليه في الربع الأول من 2019.

ويشير الخبراء إلى أن النمو في اهتمام المخربين بهجمات DDoS جاء بدافع من زيادة اعتماد الأفراد على موارد الإنترنت، التي تظل مستقرة ومتاحة أثناء الظروف المماثلة، وعادة ما يلجأ الأفراد إلى المصادر الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة والإرشادات الموثوق بها إذا ما حدث تضارب في الرسائل والمعلومات المتعلقة بالفيروس والإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها حيال الجائحة، هذا إلى جانب تحول كثير من المدارس والجامعات إلى تقديم الدروس والمحاضرات عبر الإنترنت.

ويمثل انقطاع خدمات الإنترنت الذي تتسبب فيه هجمات الحرمان من الخدمة DDoS تحديا حقيقيا أمام المؤسسات والشركات والجهات الحكومية في الفترة الراهنة، إلا أنه على الجانب الآخر وفي ظل قرار عمل الموظفين من المنزل في معظم الشركات العالمية بقرار كان مفاجئ لكثيرين فإن ثلاثة من كل أربعة التي تبلغ نسبتهم 73 في المائة من الموظفين العاملين من منازلهم، لم يتلقوا إرشادات توجيهية أو تدريبا خاصا بالتوعية بالأمن الرقمي لحماية أنفسهم وعملهم من المخاطر.

وتبقى التهديدات الرقمية قائمة مع صعوبة التحكم في أمن تقنية المعلومات والبيانات الخاصة بالشركات عن بعد، وقال واحد من كل أربعة موظفين الذين بلغت نسبتهم 27 في المائة إنه تلقى رسائل بريد إلكتروني للتصيد تتعلق بمرض فيروس كورونا المستجد كوفيد – 19، وذلك بحسب دراسة مسحية التي شملت ستة آلاف موظف في جميع أنحاء العالم.

وبينما يأخذ الموظفون على عواتقهم مسؤولية التحول الهائل في العمل من المنزل، ينبغي للشركات التأكد من أن موظفيها قادرون على العمل كالمعتاد، وقد أصبح الحفاظ على سلامة الموظفين في العمل عن بعد مهمة صعبة، فالأمر يتطلب كثيرا من الموارد لتمكينهم من الوصول بأمان إلى الخدمات التي يحتاجون إليها بانتظام لأداء وظائفهم على ما يرام.

لذلك، يعد وضع تدابير فعالة للأمن الرقمي أمرا بالغ الأهمية، إذ قد يؤدي العمل عن بعد أيضا إلى التعرض لمخاطر جديدة مثل زيادة الرسائل غير المرغوب فيها وارتفاع هجمات التصيد، أو الاتصال بالعمل عبر شبكات إنترنت لاسلكية مخترقة، أو استخدام الموظفين لتطبيقات وبرمجيات غير مصرح بها، فيما يعرف بتقنية المعلومات الظلية.

ويمكن أن يؤدي التحميل غير المقصود لمحتوى تخريبي من رسائل البريد الإلكتروني هذه إلى إصابة الأجهزة وتعريض بيانات الأعمال للخطر، وفي المقابل ارتفع عدد الموظفين الذين يلجأون إلى استخدام تطبيقات وخدمات على الإنترنت للعمل لم توافق عليها أو تعتمدها أقسام تقنية المعلومات في شركاتهم، فيما يعرف بتقنية المعلومات الظلية، التي تشمل تطبيقات الاجتماعات عبر الفيديو بنسبة 70 في المائة وبرمجيات المراسلة الفورية بنسبة 60 في المائة وخدمات تخزين الملفات بنسبة 53 في المائة.

السعودية      |      المصدر: الاقتصادية    (منذ: 4 سنوات | 14 قراءة)
.