محرم: الصناعة الورقية تعاني بين أزمة الإنتاج المحلي وإهدار الموارد

محرم: الصناعة الورقية تعاني بين أزمة الإنتاج المحلي وإهدار الموارد

أكد الدكتور محمد محرم، الخبير الاستشاري لشئون البيئة، ووكيل مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال بالإسكندرية، أن هناك أزمة حقيقية متصاعدة تمر بها الصناعة الورقية في مصر منذ سنوات دون حلول على أرض الواقع، ما بين ضعف الإنتاج المحلي، ومزاحمة المستورد له، وارتفاع تكاليف الإنتاج وما تمثله من عبء مالي على تلك الصناعة بسبب حجم استهلاكها من الطاقة والمياه، مما جعل الصناعة الورقية في مصر تحت تهديد دائم بخسائر فادحة نتيجة الفجوة القائمة بين تكاليف الإنتاج وسعر المنتج النهائي، وذلك رغم محاولات الصناع المحليين المستمرة لإنقاذ هذه الصناعة والقضاء على شبح الإفلاس الذى يهدد مصنعي الورق.

 وأضاف الخبير الاستشاري، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن تداعيات تلك الأزمة أدت إلى تدخل لجنة الصناعة في مجلس النواب وعقدها جلسات استماع لمناقشة مستقبل صناعة الورق في مصر كصناعة محلية إستراتيجية مهمة لعدد من القطاعات، على رأسها إنتاج الورق اللازم لطباعة الكتاب المدرسي المستخدم في العملية التعليمية، واستعراض مختلف التحديات التي تواجه هذه الصناعة، ومنها ارتفاع أسعار الطاقة، خاصة الغاز الطبيعي، والضرائب والجمارك، وغزو الأوراق المستوردة غير المطابقة للمواصفات للسوق المحلية، ولا تزال جهود مجلس النواب مستمرة في هذا الصدد.

وأوضح أنه وصلت محاولات القائمين على صناعة الورق في مصر إلى حد خفض سعر الطن مرتين خلال شهرين ليصل سعر الطن إلى 15700 جنيه للطن ولكن دون جدوى، في ظل ما أظهرته تقارير رسمية صادرة عن مجلس الوزراء تراجع سعر الورق عالميا، والاستمرار في الاستيراد بسبب ضعف الإنتاج المحلي الذي لا يغطي سوى 30% من الاحتياجات السنوية للورق، مما يؤدي إلى اللجوء إلى استيراد ما يقرب من 70% بقيمة بلغت 1.

5 مليار دولار سنويا استنادًا على انخفاض سعر الورق المستورد عن المحلي بمقدار 1000 جنيه للطن رغم تخفيض السعر المحلي مرتين.

 وتابع: ورغم أن الاتجاه السائد لمعظم دول العالم هو تعزيز صناعة الورق باعتبارها صناعة "صديقة للبيئة"، إلا أن الأمر في مصر يختلف نوعا ما عن كثير من الدول نتيجة ما يترتب عليه من التوسع في هذه الصناعة من فقد للموارد الطبيعية التى بالكاد تكفى حاجة البلاد لتصنيع نسبة الـ30% من الاستهلاك المحلى، مقارنة بالنماذج الموجودة بالخارج والتى تقوم فقط على إعادة التدوير دون النظر لحجم الموارد المستهلكة في ذلك من الطاقة والمياه في هذه الصناعة في حين أن الحكومة تواصل جهودها للحد من استخدام أكياس البلاستيك أحادية الاستخدام في المنشآت العامة والتجارية والفندقية في مصر لاعتبارات صحية وبيئية.

مصر      |      المصدر: البوابة نيوز    (منذ: 4 سنوات | 10 قراءة)
.