محللون سياسيون : صنعاء تحبط معركة واشنطن السياسية ضد اليمن بعد اسقاط طائرة “التورنيدو”

  تقرير خاص / وكالة الصحافة اليمنية //       بمجرد أن اعلنت صنعاء عن اسقاط طائرة “التورنيدو”، في محافظة الجوف، بادرت الولايات المتحدة، بعد ساعات قليلة، إلى الاعلان عن “ضبط سفينة اسلحة ايرانية كانت في طريقها للحوثيين” حسب الرواية الأمريكية .

.

المفارقة في القصة الأمريكية عن “سفينة السلاح” أنها ركزت على وجود “صواريخ دفاع جوي” ضمن حمولة السفينة أكثر من أي شيء أخر.

    الكثير من المراقبين علقوا على رواية “السفينة” الأمريكية، بعد اسقاط “التورنيدو” الأخيرة، على أنها تأتي بمثابة محاولة لبعث شعور بالطمأنينة لدى حاكم السعودية المدلل محمد بن سلمان،  لتعويضه عن الاخفاقات المتكررة التي يعاني منها السلاح الغربي، في خدمة المملكة، أو الدفاع عنها من الهجمات اليمنية، خصوصاً أن التحالف يعتمد بشكل كلي على ذراع الطيران الطويلة في حربه على اليمن، واسقاط طائرة من نوع “تورنيدو” يعد علامة فارقة في مسار الحرب، لا تقل أهمية عن ضربات توازن الردع، التي بدأت صنعاء في توجيهها على الأهداف الاستراتيجية داخل المملكة، منذ أغسطس العام الماضي.

ويرى المحلل السياسي يوسف سنان في حديثه لـ “وكالة الصحافة اليمنية” أن الولايات المتحدة تسجل يوماً بعد آخر المزيد من السقوط الأخلاقي، في حربها على اليمن، إلى جانب استغلال مأزق الرياض، التي باتت تقف عاجزة عن التصدي للهجمات اليمنية المتصاعدة على الأهداف الاستراتيجية داخل المملكة.

ويضيف سنان، أن التزامن الغريب بين اسقاط طائرة “التورنيدو”، واعلان واشنطن عن “ضبط شحنة صواريخ دفاع جوي ايرانية مرسلة إلى اليمن”، يعد أمراً مثيراً للسخرية، ويدل في نفس الوقت عن حالة الافلاس السياسي والاخلاقي الذي وصلت إليه واشنطن في تعاملها مع المنطقة .

  ادعاءات واشنطن لا تغني التحالف من الخسائر  لا يمكن لادعاءات واشنطن، أن تصمد أمام الوقائع الميدانية، في الحرب على اليمن، ومن المعيب، أن تلجئ واشنطن إلى ادعاءات مماثلة كلما أصيب التحالف بانتكاسة، على غرار اسقاط طائرة “التورنيدو” في الجوف.

لقد قامت الولايات المتحدة، باستخدام المملكة السعودية ستاراً في حربها على اليمن لكن واشنطن عجزت عن توفير وسائل الحماية الفعالة، لإنقاذ السعودية من الهجمات في حرب يبدو أن واشنطن فقدت  فيها السيطرة على الوضع، وبما جعل الولايات المتحدة مضطرة إلى استخدام حيل مثل “ضبط سفينة محملة بالأسلحة”، رغم أن مثل تلك الادعاءات الأمريكية لن يعفي التحالف والسعودية من تفادي الهزائم في الحرب على اليمن.

  على أن محللين غربيين مثل كبيرة المراسلين لدى وكالة “اسيوشيتد برس” قالت في معرض تحليلها عن الدفاعات الجوية اليمنية، بعد اسقاط “التورنيدو” الأخيرة، أن وضع السعودية بات في خطر حقيقي، نتيجة امتلاك صنعاء لدفاعات جوية، ذات قدرات عالية، بينما يؤكد خبراء عسكريون، أن ما كشفت عنه صنعاء في عملية اسقاط مقاتلة “التورنيدو”، لم يكن في الحقيقة، سوى الكشف عن امتلاك تقنية عسكرية، استمر العمل على تطويرها خلال عدة سنوات، قبل أن يتم الكشف عنها عبر الاعلام الحربي مساء السبت الماضي، خصوصاً أنه قد سبق لصنعاء، اسقاط طائرتي “تورنيدو” الأولى في يناير 2018، والثانية في يوليو من نفس العام، في اطار التجارب التي كانت تجريها على نوعية صاروخ الدفاع الجوي الذي اسقط ثلاث من أحدث الطائرات الحربية في العالم، والتي حرص التحالف على التكتم عنها خوفاً من تنامي النزيف المعنوي الحاصل في دول التحالف، وهي أراء تصب في صالح دحض الرواية الأمريكية حول  “سفينة السلاح”، وبما يؤكد أنه لم يعد في جعبة واشنطن من  لأكاذيب ما يكفي لمجاراة وقائع الأحداث المتسارعة في اليمن.

إدارة المعركة السياسية إلى جانب النجاح العسكري الذي تحرزه اليمن، في مواجهة دول التحالف، كانت صنعاء تدير معركة من نوع أخر، في ميدان السياسة .

  صنعاء تبطل الادعاءات الأمريكية بتدشين اربع منظومات دفاع جوي محلية الصنع يقول المحلل السياسي محمد رجب، أن التوقيت الذي كشفت فيه صنعاء، عن اربع منظومات دفاع جوي، الأحد الماضي، بعد التلفيق الأمريكي عن ضبط “سفينة السلاح” ، عمل على ابطال مفعول محاولات التحريض التي كانت تسعى إليها واشنطن لتأليب رأي عام دولي ضد اليمن، كما تسبب في إحراج الولايات المتحدة امام العالم، وجعل من ردة فعل المجتمع الدولي باهتة، تجاه مساعي واشنطن لإثارة  المجتمع الدولي ضد اليمن.

اليمن      |      المصدر: وكالة الصحافة اليمنية    (منذ: 4 سنوات | 10 قراءة)
.