التحول كضرورة وخيار استراتيجي

التحول كضرورة وخيار استراتيجي

التحول كضرورة وخيار استراتيجي الخميس 27 فبراير 2020 06:42 م - تكشف الثورة وما نتج عنها الأخطاء القاتلة والعدمية التي اكتنفتها ككل ، وان جميع القوى الوطنية والإقليمية والدولية امام اختبار صعب ومعقد، حيث لم تترك لهم من خيارات سوى التحول كضرورة وخيارها الاستراتيجي ، اذ لابد من اجتراحها للتحولات وهذا ما سأعرج عليه من خلال الآتي: - إن تصويب الإختلالات تلك وحالة عدم الإستقرار ومستويات التهديدات المجتمعية في اليمن ليست من صنع وماهية الثورة وأهدافها، بل انها كشفت تلكم الإختلالات وأوجهها المستعرة، بدء من حالة اللاتوازن الإقليمي جراء غزو العراق واحتلاله وتسليمه لإيران، وانهيار مسألة الوزن السياسي والمجتمعي فيه، وصولا الى عدم استقرار مسألة توازن المصالح ، حيث اصبح توازيا في الضعف كصيرورة تاريخية وتهديد استراتيجي مباشر ، اضافة الى فاعلية السياسات ومكامن القوة برمتها.

.

حيث الإنكشاف الوطني واﻹقليمي والدولي لصالح جهة وحيدة وميليشيات مختلفة ، تمتلك جيوشا وقوة توازي وقد تتفوق على دول مختلفة في المنطقة والعالم.

- إن هذا التحول خيار ضرورة استراتيجية بوصفه ضمان لإخراج اليمن من حالة اللادولة وشللها العام، وما افرزته من انقسام مجتمعي وانتجته من حروب مدمرة ، وماتجره من ازمات مختلفة ، تبعا لحالة اللا امن واللااستقرار واللاتنمية، اذ اضحى الملف اليمني وسياسات الاقليم والدول المختلفة ازاء ازماتها المركبة عبئ استراتيجي للإقليم والعالم ، خصوصا وان جرى استغلال هذه الحالة من قبل قوة اقليمية " ايران" ومحاصرتها ومحاولاتها في فرض واقع جديد في المنطقة على اساس فئوي /مذهبي / ونفس طائفي مرذول ، حيث الإنقسام الجغرافي والمجتمعي والدولتي، وبالتالي تهديد المنطقة والأمن والسلم الدوليين، وتحويلها كل ذلك لورقة ضغط ومساومة ، ناهيك عن فتح نيرانها على القواعد والأساطيل والجنود الأجانب في المنطقة، وامكانية تعريض ارواح مختلفة للموت.

اذ تعمل على اشاعة الفوضى، وتنمية العنف، وانهيار الدول والمجتمعات الرئيسية فيه.

وعليه فإن محاولات احتواء الثورة والسيطرة والتحكم بها ومساراتها المختلفة ، يعتبر خطأ قاتل ليس لليمن فحسب ، بل وللقوى الفاعلة اقليميا ودوليا خارج ايران، ناهيك عن اعطاء ايران واذرعها الميلاشوية المزيد من القوة وشرعنة كل ما تقوم به، خصوصا وان هذا التحول كما تكشفه الأحداث مرهون باليمن الثورة  كلبنة اساسية وفاعلة في ردم هذه الهوة المستفحلة ، خصوصا وان اقتفاء سياسات الضرب من تحت الحزام تجاه الثورة باليمن لاتعزز فرص وامكانية محاصرتها ، بل اسقاطها لليمن كدولة ومجتمع ، وبالتالي اسقاط القوى الفاعلة اقليميا/عربيا/خليجيا/ ودوليا في براثن الإسقاط المتعمدللثورة  من قبلها.

سيما وان الثورة هنا قد اصبحت امرا واقعا عبر خلقها جيل ثوري مكتمل، الأمر الذي يشي بأن المأزق الاستراتيجي والجيوسياسي للدول والقوى الفاعلة بمستوياتها الثلاث "وطني /اقليمي /دولي" مرهون بفتح أفق الثورة البناء وليس العكس.

- الأمر الذي سيسهم في الحد من التهديدات المباشرة والمحتملة ، كالقاعدة والارهاب مرورا بالهجرة والجرائم المنظمة ، ومساحات الفقر ومستويات البطالة الكارثية، وتوقف عجلات النمو والتمنية، والتي تستنفر توظيف اموالا ضخمة لمكافحتها والحد منها، وما تفضي اليه من انتهاكات لحقوق الإنسان ، وعلى اعتبار ان الأمن المركب هنا هو والحرية كل لا يتجزأ.

خصوصا وإن الأصوب هنا وكما كشفته احتمالات الثورة لثماني سنوات منصرمة ، هو التراجع عن الخطأ ، وجعل التحولات تلك هي الخيار الاستراتيجي للجميع ، وهو الأنسب حيث الكلفة الباهظة والأثمان الفادحة.

خصوصا وإن تاريخانية ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر العظيمتان ، لا تشهد لصوابية ثورة 11 فبراير فحسب، وانها من ذات المشكاة التي خرجت منها، بل وان كل من يناهض الثورة هنا خاسر بالضرورة ، رغم كل الدمار والألم الذي يستتبعه ذلك الموقف والسلوك المناهض لها، فهي ثورة للمستقبل ، ومن اراد المستقبل دولا وجماعات اقليمية ودولية فعليه ان يبني سياساته ويعتمر استراتيجيته من خلال القطع مع ما قطعته الثورة، والتأسيس على ما رامته.

.

فهو المخرج الصائب والأنفع للجميع وليس العكس.

.

وهنا تشع كارزمية الثورة ومكانتها في اجتراح التحولات الداخلية والخارجية معا، وصولا للمراجعة والنقد والتصويب لتلكم السياسات والمواقف والسلوكيات برمتها، فاليمن واحدة من الشعوب والأمم العظيمة التي تسبح عكس التيار، تبعا لاحتوائها على كل ما في العالم كما ذهب لذلك الكبير البردوني.

اليمن      |      المصدر: الصحوة نت    (منذ: 4 سنوات | 12 قراءة)
.